التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 03:30 ص , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (32)

ثريا فخري، ممثلة لبنانية جت مصر في العشرينات، واشتغلت في فرقة علي الكسار، وعملت أفلام سينما كتير  في أدوار صغيرة.


ثريا كانت بـ تمثل حبا في الفن، لـ أنها كانت هانم، وعندها ثروة ضخمة، لما ماتت كلها راحت لـ الأوقاف، علشان مكنش عندها ورثة.


ثريا هي اللي عملت دور الدادة بتاعة صباح في فيلم شارع الحب، ودورها كان دور دادة غريبة جدا، عكس دور الدادة اللي لعبته في "رد قلبي"، لـ إنها هنا مش المربية الفاضلة الطيبة اللي بـ تعلم البطلة وتحافظ عليها، وتنصحها على قد خبرتها المتواضعة.


الدادة هنا في شارع الحب دادة "هشك بشك"، على حد تعبير الفيلم، بـ تظبط للبنت اللي بـ تربيها مغامراتها، وتمشي على هواها، وتتعاطف معاها ظالمة أو مظلومة، ولأن ثريا فخري ممثلة خفيفة الظل، فـ المشاهد مش بـ يدق على تصرفاتها.


من أول لحظة ظهرت فيها، وهي بـ تستلم "الطرد" من السواق، والطرد هو مدرس الموسيقى اللي بـ تتفاجئ بـ إنه راجل عجوز، على أساس إن الطبيعي من كابتن كريمة إنها توقع مز مش أقل من رشدي أباظة.


وتعبيراتها وهي بـ تتابع مشاهد البوس، سواء بين صباح وعبد الحليم، أو المبوسة اللي اتفتحت بين رشدي وكريمة في ناحية، وميرفت وعبد المنعم في ناحية تانية.


الدادة دي هـ نشوفها بعد كده في فيلم "صغيرة على الحب" مع الدادة عزيزة، اللي كان فيها شبه كبير من ثريا فخري على مستوى الشخصية، بس الدادة عزيزة لعبتها ممثلة تانية اسمها فاطمة مصطفى ما مثلتش غير تلات أفلام كلهم لـ سعاد حسني: صغيرة على الحب والزواج على الطريقة الحديثة (أمها) وشيء من العذاب (أمها برضه).


فيه تشابه تاني بين "صغيرة على الحب" و"شارع الحب" غير الحب اللي في الآخر، وهو إن غريم البطل في الفيلمين هو نور الدمرداش، مع الفرق الكبير بين شخصية صلاح وشخصية رشدي، صلاح غلبان، إنما رشدي ما ينطبقش عليه غير الجملة اللي قالتها له صباح في أول مشهد ظهر فيه: "رشدي، إنت وسخ".


نتكلم جد بقى شوية.


نتكلم عن الجمهور اللي ما يهموش النقاد ونظريات الدراما ومدارس الإخراج، الجمهور اللي عايز ينبسط ويتأثر ويضحك ويعيط، والنجم اللي بـ يحبه يتجوز النجمة اللي بـ يحبها، بـ غض البصر عن رسم الشخصية وأبعادها التلاتة، وضرورة إقناع الكاتب للمتلقي بـ إن أي سلوك سلكته الشخصية كان "طبيعي" وفقا لـ تاريخها المادي والاجتماعي والنفسي.


المتعة في مواجهة النظريات، ده اللي كان واعي بيه عز الدين ذو الفقار في أفلامه، علشان كده كان بـ يدور ع "المثير": المثير للضحك، المثير للدموع، المثير في المطلق، وطظ في أي حاجة تانية.


مثلا، إزاي وإمتى كريمة اتحولت التحول ده، وحبت عبد المنعم "بـ جد"، هي مش فعلا كانت مراهنة ميرفت على إزازة كوكاكولا إنها تحلق شنب ودقن الأستاذ؟ هي مش فعلا بـ تنتمي لـ الطبقة المستهترة اللي بـ تتسلى بـ أوجاع الناس ومتاعبهم؟ هي مش فعلا مخطوبة لـ رشدي عن اقتناع، وبـ تكذب لما قالت إن جدها هو اللي قبل الخطوبة وهي مش عايزة، مش رشدي أصلا كان رهان بينها وبين ميرفت على علبة شيكلتس؟


إزاي وإمتى حصل التحول والحب؟


مش مهم، مش ضروري، ما إحنا عارفين إنه فيلم، وعايزين عبد الحليم يتجوز صباح، عايزين يتجوزوا من اللحظة اللي قرينا في مجلة الكواكب إنهم بـ يعملوا فيلم سوا، فـ ما تركزش في التفاصيل.


مش هي دي المشكلة، المشكلة لما الكاتب يتزنق في إنه برضه ما يصحش، لازم يبقى فيه مبرر درامي، ولو في جملة، علشان نخزي عين الكتاب والنقاد صحابنا، فـ يخترع مبرر أخلاقي متهافت، وهي إنه "كفاية إنه خلاها تبطل سهر للصبح"، الكاتب هنا متخيل إنه كده حلها، مع إنه ما حلش حاجة، هو كل اللي عمله تكريس إن هي دي "المشكلة"، وهو ده "الحل".


أهو الفيلم ده كله كده
متعة كتير
منطق قليل
رسايل من النوعية دي بـ لا حدود


اللهم احفظنا
ونكمله على خير