التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 09:16 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "حلو ومُر" المرأة المصرية في السينما

يعرف عن الشعب المصري أن دمه خفيف وابن نكتة، كما يقال لكن لا أحد ينكر حقيقة شقائه على مر العصور، وهذا ما يظهر في العديد من الأفلام المعبرة عن طبيعة حياة المجتمع.


تعتبر حياة المرأة المصرية خير دليل على معاناة هذا الشعب، "دوت مصر" يستعرض أبرز الأفلام المؤرخة لما تتعرض له المرأة من ابتسامة ودموع في عيون السينما خلال مراحل زمنية مختلفة.


الحرام


عام 1965، قدم شيخ المخرجين هنري بركات فيلم "الحرام"، عن قصة للكاتب يوسف إدريس، تلك المأساة الإنسانية التي جسدتها سيدة الشاشة فاتن حمامة.


الفيلم يحكي قصة معاناة زوجة مصرية بعد مرض زوجها وتقاعده من العمل، يشتهي الزوج المريض البطاطا فتذهب للغيط لتقلعها، فتتعرض للاعتداء الجنسي من قبل صاحب الأرض، وتفاجئ بعد فترة أنها حبلى وجميع أهل القرية على دراية بأن علاقتها الزوجية مقطوعة بسبب مرض زوجها.


لا تملك تلك الضحية إلا أن تلم نفسها كما هي طبيعة المرأة المصرية، تلك المرأة ضحية الفقر والعجز لا تملك إلا أن تخفي فضيحتها –كما أسمتها- وتنجب دون أن يعلم أحدا ثم تقتل ابنها بالخطأ عندما حاولت أن تكتم صوته خوفا من أن يفضحها.



أحلام هند وكاميليا


برعت كاميرا محمد خان في تقديم أحلام هند وكاميليا عام 1988، حيث كان الأدق والأصدق في التعبير عن مأساة وبهجة وأحلام الفقيرات في المجتمع المصري.


يحكي الفيلم عن صبيتين بائستين يعملان في خدمة البيوت، هند هي أرملة في ريعان شبابها اضطرت إلى العمل كخادمة لتساعد أسرتها، وكاميليا الجميلة المطلقة تعمل خادمة لتعول أخيها وأسرته التي تعيش معهم.


مع تلك الظروف العصيبة ضلت هند وكاميليا أحلامهما الوردية، فكانت هند التي جسدتها الفنانة عايدة رياض تحلم بفارسها الذي ينقذها من الفقر ويبني معها بيتهما الجميل المليء بالحب، وظلت كاميليا التي جسدتها الفنانة نجلاء فتحي تحلم بالحرية وبالتخلص من الحياة مع أخيها.


 تمر الصبيتين بظروف قاسية متوالية تتخللها بعض من بهجة الفقراء، فمثلا وقعت هند في حب شاب فقير مثلها يدعى عيد يصارع زمن الانفتاح الجائر الذي لم يعط للفقراء الحق في الوجود، اضطر هذا الشاب في أوقات كثيرة أن ينفذ عمليات سرقة صغيرة أملا في جني مال يوفر له حياة هادئة مع حبيبته هند خاصة بعد أن حملت منه.


تنجب هند بنت تسميها أحلام، في نفس الوقت الذي يلقى بعيد في السجن بتهمة السرقة، ولا تملك كل من هند وكاميليا إلا أن يربيا أحلامهما –بالمعنى المزدوج للكلمة- حتى تجد كاميليا نقودا مدفونة أمام غرفتها، وهي النقود التي سرقها عيد- يبتسم وجهها وتجري لهند لتخبرها بأن الأحلام كادت أن تتحقق.


تسافر كل من هند وكاميليا بأحلامهما إلي الإسكندرية لرؤية البحر لأول مرة، يتعرض لهم بعض اللصوص كما يحدث في حياة كل فقراء مصر، يأخدوا النقود وتبتعد عنهما أحلام، ينتهي الفيلم بمشهد وقوف أحلام أمام البحر وعثور هند وكاميليا عليها، يندفعا تجاهها ويحتضناها إشارة إلى تمسكهما بأحلامهما مهما قست عليهم الظروف.


قدم الفنان الراحل عمار الشريعي، أغنية الفيلم "يا قطرة ندى" وهي من كلماته وألحانه وشاركته في الغناء الفنانة هدى عمار. 



يوم حلو ويوم مر


قدم المخرج خيري بشارة عام 1988 أحد أهم الأفلام التي تطرقت لحياة المرأة في المجتمع المصري في "يوم حلو ويوم مر"، عن أرملة مصرية من شبرا ترك لها زوجها خمسة أبناء، غرقت في الديون وعانت مع الديانة، فضلا عن معاناتها مع أبنائها الخمسة.


 يذكر مخرج الفيلم أن تلك القصة مقتبسة من قصة حقيقية لامرأة من شبرا، لذا تم تصوير العديد من المشاهد في هذا الحي.


جسدت دور الأرملة سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، وشاركها في التمثيل الفنانات عبلة كامل وسيمون وحنان يوسف، بالإضافة لمشاركة محمد منير ومحمود الجندي.


من أكثر المشاهد التي تبرز مدى مأساوية حياة تلك المرأة عندما أرسلت رسالة لزوجها المتوفي عن طريق الإمام الشافعي، تحكي له عن قسوة الحياة وعجزها عن مواجهة كل هذا البؤس بمفردها، أيضا هناك مشهد رائع وبائس بالطبع لابنتها التي جسدتها الفنانة سيمون وهي تشعل النار في نفسها بعد أن عرفت اختها الكبرى التي جسدت دورها حنان يوسف، بعلاقتها مع زوجها.


ولكن رغم كل تلك المآسي إلا أن الفيلم ينتهي بمشهد ابتسامة للفنانة فاتن حمامة وفرحتها عندما عاد إليها ابنها الصغير.



خلطة فوزية


في عام 2009 قدم المخرج مجدي أحمد علي فيلم "خلطة فوزية"، المأساة التي تحمل من البهجة أكثر ما تحمل من الحزن.


فوزية امرأة تسكن أحد الأحياء الشعبية في مصر، تتزوج أربع مرات، تفشل في الحياة مع أزواجها الأربعة، تنجب منهم وتربي أبنائها بمفردها.


جسدت تلك الشخصية الفنانة إلهام شاهين وشاركها في التمثيل الفنان فتحي عبدالوهاب وهو يجسد دور الزوج الخامس الذي تتزوجه وهي في طريقها بعد دفن زوجها الرابع.


تعيش المرأة البسيطة كل مآسي الفقر والعجز ومرض ابنها، ومع ذلك تكسب رزقها من إعداد المربي في البيت وبيعها فرغم مرارة الحياة إلا أن فوزية تنتج الحلو وتوفره لمن حولها، ويظل أكبر أحلامها هو "حمام كبير فيه دش". 


لا نملك الآن إلا أن نقدر قيمة المرأة في مجتمعنا وندعوها دائما للتمسك بأحلامها وآمالها وقدرتها على خلق البهجة من قلب البؤس.