التوقيت الأربعاء، 01 مايو 2024
التوقيت 05:03 م , بتوقيت القاهرة

هل طلب حمد بن جاسم تمويه الصدر العاري بلوحة نساء الجزائر؟

أثارت لوحة بيكاسو "نساء الجزائر"، التي حازت لقب "الأغلى في العالم"، الكثير من الجدل مؤخرا في وسائل الإعلام الغربية، بدأ بغموض شخص مشتريها، ولم يتوقف عند عرضها على إحدى الشبكات الإخبارية الأمريكية "مموهة"، حيث تم تغطية الصدر العاري لشخصيات اللوحة، حسب صحيفة الجارديان البريطانية. 



وعرضت شبكة Fox News الإخبارية الأمريكية، اللوحة التي بيعت في مزاد كريستي بسعر 179.4 مليون دولار أمريكي، وموهت صدر السيدات العاري في اللوحة، وهو ما أشعل موجة من الغضب بين الفنانين وجمهور الفن في الإعلام الغربي، لكنهم أحالوا السبب في قرار الشبكة إلى كون مشتري اللوحة ثري قطري، هو الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري السابق، والذي استغرق أمر الإعلان عن كونه مشتري اللوحة وقتا طويلا وكثيرا من الجدل أيضا. 



لكن محرر الفن في صحيفة الجارديان البريطانية، جوناثان جونز، رأى في مقاله أن قرار "فوكس نيوز" لا يعدو كونه محاولة "لنفاق" القطريين، وإدعاء المعرفة بالمحظورات في الثقافة الإسلامية، وأنه لا يوجد أي دليل على أن قرار الشبكة الأمريكية بفرض رقابة على عرض اللوحة ناتج عن طلب مباشر من صاحبها القطري. 



وتكهنت الكثير من وسائل الإعلام الغربية عقب الإعلان عن هوية مشتري اللوحة إلى أنها لن تعرض علنا في قطر، وسيتم فرض الرقابة عليها بسبب "العري"، وهو ما يعلق عليه محرر الصحيفة البريطانية بعدم وجود أي دليل عليه حتى الآن، مضيفا "بينما لا يوجد دليل على أن مليارديرات الشرق الأوسط يحجبون الأعمال الفنية، فإن هناك أدلة صلبة على وجود رقابة نابعة من المسيحيين المحافظين في الغرب".


وأوضح الكاتب أن "إشاعة صورة بأن الإسلام غير متسامح، وأن هناك قدر كبير من الرقابة الدينية على الفن يبدو أنه أمرا خياليا، لا أساس له من الصحة. وأنها في الأغلب الأعم محض أفكار نمطية، بينما الجهة التي موهت اللوحة بالفعل هي شبكة إخبارية أمريكية".


وأضاف أن الصورة النمطية عن العرب ترجع إلى القرن التاسع عشر، على الرغم من أن فكرة "الخطيئة الجنسية" تتحدر أصلا من اللاهوت المسيحي. 


وتابع "فكرة أن لوحة بيكاسو سيتم حبسها في قبو الشيخ خوفا من العار، تبدو مناسبة للتصور الحالي حول عدم التسامح الإسلامي، وهو التصور الذي  لا يفعل المسلمون شيئا لدحضه. وعندما يتعلق الأمر بالصورة النمطية عن بلاد العرب، فإن الغرب يتنقل ما بين الخيال والخوف، ومن المثالي للهيستيريا، دون أن يبدو راغبا في التيقظ لتعقيدات المكان الحقيقي، حيث أفراد حقيقيون يعيشون حياتهم بشكل فوضوي سواء كانت لديهم لوحة لبيكاسو أم لا".