التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 07:05 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| قصي شعرك.. وابدأي الحياة

فتشي في صورك القديمة، تتبعي مظهر شعرك عاما بعد آخر، وحاولي أن تتذكري ما الذي كان يحدث في حياتك عندما اخترتِ هذا اللون أو هذه التسريحة، أو ذلك الطول، لتكتشفي أن كل مرحلة من مراحل حياتك مهما قصرت مدتها أو طالت، ارتبطت دائما بتغيير ما في مظهر شعرك، طويل، قصير، مصبوغ، أملس، مجعد.


الشعر حسب مصففة المشاهير، أوين جولد، هو مرآة الروح، بل إنه "يحتوي قدرا هائلا من الطاقة تفوق بكثير ما يدركه أغلبنا عنه"، وتضيف جولد: "بعض النساء تستخدمه كوسيلة للأمان الغرض منه الحماية، بينما تتعامل معه أخريات كسلاح سري للإغراء والتأثير". 



فريدا كاهلو بريشتها متحف الفن الحديث نيويورك
 


قص الشعر.. وفكرة التحرر 



لكن بعض النساء حسب أوين، مهتمة بإثبات العلاقة بين الشعر والشخصية ويستخدمن شعرهن كموقف، كرسالة تقول: "لا تعبث معي"، وهكذا يولد قرار قص الشعر، "إنه الشعور بالتحرر".


تقول أوين جولد: "سواء كان قص الشعر علامة على نهاية علاقة أو ترقية في العمل، هناك دائما علاقة وطيدة بين ما يحدث فوق رؤوسنا وبين ما يحدث في حياتنا".


وبشكل عام عندما تقرر المرأة التحرر من أجزاء من شعرها، فإنها تقرر في الوقت نفسه التحرر من كثير من القيود، فما هي؟  


تحرير الجسد


تقول زارا باري، محررة موقع "إيليت ديلي"، إن عيون النساء صارت مدربة بشكل تلقائي على التأقلم مع مقاييس "فيكتوريا سيكريت" للجمال، والتي تبدو معها جميع الجميلات ذوات شعر طويل أملس، وكأنهن تعرضن لغسيل دماغ.


"فماذا لو أغمضت النساء أعينهن عن سطوة الرسائل الاجتماعية تلك، وقررن إعادة النظر في مفهومنا للجمال؟"، تتساءل باري وترد: "سنكتشف أن  الشعر القصير يكشف عن أكثر الأجزاء إغراء في جسد المرأة، رقبتها، فالشعر القصير يدل إلى الجسد، وهي ميزة يخفيها الشعر الطويل". 


التحرر من الانتكاسات العاطفية



تذكر باري "إن تغير الهوى مرتبط دائما بتغير مظهر الشعر، فتسريحتك الأخيرة تذكرك بعلاقتك الأخيرة، وتركها على حالها ليس فقط يعلق العقل والوجدان بالماضي القريب، وإنما يجعلك أكثر ضعفا أمام الانتكاسات العاطفية. ولا شيء يمكنه أن يجدد دماء القلب سوى قصة شعر جديدة، وعادة ما تميل النساء في هذه اللحظة للشعر القصير، فهي تشعر أنه يمكنها أخيرا أن تحصل على مظهر الشعر الذي طالما تمنته، وهو بالتأكيد ليس الطويل الأشقر الذي حرصت عليه سنوات بعد سنوات، لأنه المفضل لدى حبيبها السابق. المرأة بعد انتهاء علاقة تكون حرة في اكتشاف أسلوبها الخاص، خيارها الفردي، دون أي دخل للآراء الخارجية". 


التحرر من توقعات الناس عنك



هناك بعض الأشياء التي يمكن للنساء أن تعلن من خلالها للعالم، أنها لن تكون سوى ما تريد هي أن تكونه، حسب باري زارا، وقص الشعر واحد من هذه الأشياء، التي تخيب بها النساء توقعات الآخرين عنها، المجتمع، شريكها، أصدقائها، أسرتها، لتستبدل هذه التوقعات بالنموذج الذي يخصها هي، وهذه الطريقة ليست فقط تحررها من النمطية، وإنما تحرر جانبا جديدا من شخصيتها، يقودها إلى الانفتاح على عالم جديد لم تكن تعرف أنه موجود من قبل.


التحرر من "الأمان" إلى المغامرة



الشعر الطويل يدور في فلك "منطقة الارتياح Comfort Zone"،  تقول زارا، وعندما تقص المرأة شعرها، فإنها تخلص نفسها من الشعور الوهمي بالحماية، فتتفتح عيونها على الحياة دون العمى، الذي يسببه "حجاب" الشعر الطويل، إنه يأخذنا من حبس المألوف إلى عالم المغامرة. 


التحرر من الموت



في كثير من الأحيان، نسييء إلى شعرنا بتكثيف استخدام التسخين والفرد والتجفيف، أو ما تسميه باري زارا "الأسلحة الوحشية التي نعملها في شعرنا فتتركه ضعيفا مدمرا"، حتى أن أغلى المعالجات وأكثرها رفاهية، لا يمكنها أن تهب الحياة للشعر الميت، وفي بعض الأحيان يكون القص هو الحل الوحيد لإعادة الحياة إلى شعرنا.


التحرر من إضاعة الوقت



مجرد التفكير في الوقت والمجهود  الذي نستهلكه في رعاية الشعر، في التمشيط والغسل وإضافة المرطبات، أمر مؤلم بحق حسب زارا، التي ترى أن الساعات التي تهدرها المرأة في العناية بشعرها "ساعات غير محسوبة من حياتها"، وبناء عليه فإن شعر أقصر= وقت أقصر في العناية. 


وتتساءل زارا: "ماذا مثلا لو استثمرت النساء وقتها في البحث عن المغامرة، في القراءة، في التعرف إلى شخص جديد؟ هل يمكن للنساء أن يدركن ما الذي يمكنه أن يملأ الساعات الخالية، التي قضتها طويلا مع شعرها؟". 


التحرر من سطوة "الجمال" إلى تألق "الخصوصية"



في عالم صناعة "الجمال" والتجميل عادة ما تكون الغلبة لفكرة أن الشعر الطويل هو رمز الجمال، لكن صناع "الموضة" يرون عكس ذلك، فالشعر القصير بالنسبة لهن يعزز الأسلوب، ويؤكد أصالة تصميماتهن. والسبب هو أن الفتيات الجميلات حقا، حسب زارا، هن اللاتي يتمتعن بأسلوبهن الخاص. وهؤلاء لديهن رؤية إبداعية تنعكس في مفهومهن الخاص للجمال، إنهن يهجرن الأعراف والتقاليد لصالح الأصالة، وبعد كل شيء فإن الجمال يذوي، لكن الأسلوب يدوم إلى الأبد. 


التحرر من الخوف



عندما تتمتع المرأة أخيرا بالشجاعة على أن تقص شعرها، فإنها تمتلك نفسها الحقيقية، إنها تقطع مع كل شيء لتكون كل شيء هي عليه، هكذا تختم زارا باري قائمة اكتشافتها حول فوائد الشعر القصير.