التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 07:23 م , بتوقيت القاهرة

تعرف على مصطفى لطفي المنفلوطي في ذكرى وفاته

توفي في مثل هذا اليوم، عام 1924، الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، الذي تميز بأسلوب أدبي فذ، وتعد كتاباته من أبلغ ما كتب في العصر الحديث.

نبغ المنفلوطي في الأدب واشتهر بمقالاته، وكان يقتبس من الأدب الفرنسي  فاستعان بأصحابة ممن لهم خبرة في الترجمة، ليترجموا له الروايات الفرنسية ويقوم بصياغتها إلى اللغة العربية بعد صقلها في قالب أدبي.

مدينة منفلوط

ولد مصطفى لطفي المنفلوطي عام 1876، بمدينة منفلوط، بمحافظة أسيوط، لأب مصري وأم تركية، من أسرة حسينية النسب، مشهورة بالتقوى والعلم، نبغ فيها من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء.

التحق المنفلوطي بكتاب القرية كالعادة المتبعة في المحافظات، فحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره، ثم أرسله أبوه إلى جامع الأزهر بالقاهرة، ليتعلم علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه والأدب العربي الكلاسيكي والعباسي.

الأزهر في حياة المنفلوطي

وفي أثناء إقامته في الأزهر، بدأ يظهر عليه حبه للقراءة والكتابة لتظهر نزعته الأدبية، فكان يجمع الكتب التراثية والدواوين الشعرية لأبي تمام، والبحتري، والمتنبي، والشريف الرضي، بالإضافة إلى كتب نثر ابن المفقع، وابن خلدون، وابن الأثير.

كما كان كثير الإطلاع على كتب الأغاني والعقد الفريد وزهر الآداب، وأثرت هذه الكتب في المنفلوطي كثير، ليكون شاب مرهف الحس والذوق، متلهف على العلم والمعرفة .

الإمام محمد عبده

سمحت له الفرصة في أثناء تواجده بالقاهرة للتعرف على الشيخ محمد عبده. فلزم المنفلوطي حلقات الدروس التي كان يلقيها الإمام في الأزهر، يستمع إلى شرحه العميق لآيات القرآن الكريم، ومعاني الإسلام.

وأتيح للمنفلوطي الدراسة على يد الشيخ محمد عبده. ولكن بعد وفاته عادة المنفلوطي إلى بلده، حيث مكث عامين لدراسة كتب "الأدب القديم"، فقرأ لابن المقفع، والجاحظ، والمتنبي، وأبي العلاء المعري، وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.

حياته الشخصية

تزوج المنفلوطي من السيدة آمنه محمد أبوبكر الشيخ، في أثناء دراسته بالأزهر، وأنجب منها 5 أولاد منهم توأم لم يعيشا، وثلاثة بنات هم: "زكية، وأنيسه، ونجيه"، كما تزوج مرة ثانية من السيدة رتيبة حسني، وأنجب منها فاضل، وحسن، وحسنان، وزينب، وقدريه، ومحاسن، وأحمد.

 

علاقته بسعد زغلول

في مجال الأدب استفاد المنفلوطي كثيرا من علاقته بالإمام محمد عبده، وسعد زغلول، ليكون بالقرب من الكاتب الصحفي علي يوسف، صاحب جريدة المؤيد، حيث أسهم الثلاثة في تكوين شخصية المنفلوطي الأدبية.

وكان المنفلوطي يكتب مقالاته في جريدة المؤيد، تحت عنوان "أسبوعيات" عام 1907، ولكنه لم يستمر وانقطع عن الكتابه بها،  وكان يرسل مقالات أيضا إلى جريدة الصاعقة.

 

أعماله الأدبية

للمنفلوطي أعمال أدبية كثيرة اختلف عليها النقاد، عرفت أعماله للناس من خلال ما كان ينشر له في المجلات الإقليمية كـ"مجلة الفلاح، والهلال، والجامعة، والعمدة". ومن أهم كتبه ورواياته "كتاب النظرات، وكتاب العبرات، ومختارات المنفلوطي، ورواية في سبيل التاج، ورواية بول وفرجيني، ورواية الشاعر، ورواية تحت الزيزفون".

 

وفاته

توفي المنفلوطي، في  24 مايو، عام 1924، عن عمر يناهز 48 عاما، وكانت وفاته في اليوم الذي جرت فيه محاولة اغتيال فاشلة لـ"سعد زغلول" ، فانشغل الناس بتلك الحادثة ولم يلتفتوا كثيرا لوفاة المنفلوطي، ورثاه الشاعر حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، في مأتم أقيم في وقت لاحق.