التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 09:54 ص , بتوقيت القاهرة

أنا طالبة إيد عمرو يا أونكل

لا شيء ينقذني في زحام المترو، وخاصة بعد يوم طويل، بقدر ما تفعل "الهيدفونز"، ولكن ذلك لم يكن كافيا يومها، إذ كان إرهاقي أوفر دووز، و لأنني لم و لن أكن أبدا من هؤلاء اللاتي تبتسمن في سماجة وتسأل، محدش نازل قريب يا جماعة، استعنت على المسافة بالموبايل إنترنت، وكتبت على حسابي الشخصي واحدة من تجلياتي، قلت فيها.

"رجلٌ لا يملك الشجاعة الكافية لمصارحتكِ بحبه، هو رجل لا و لن يمكنك أبداً الاعتماد عليه في تكوين أسرة، و بناء حياة ".

تعليقات عدة، وعدد لا يستهان به من الأصدقاء عملولي لايك لايك لايك لايك لايك، وعملتلهم لايك لايك لايك لايك، لكن أحدهم ودون أن يقصد، فتح بابا لم أستطع إغلاقه، حين سأل في بساطة:


- و إيه المشكلة لما البنت تبتدي، إيه المشكلة لما هي اللي تقوله بحبك ؟؟

(1)
- عمرو، أنا محتاجة أكلمك في موضوع مهم .
- خير يا منى؟
- مش هينفع هنا، إيه رأيك نتقابل بعد الكلية في مكان هادي.
- ممم مش عارف.
- صعب ؟
- لاء عادي، هكلم بس ماما وأقولك.
- تمام، كلمني.

(2)
- عمرو أنا مش هلف وأدور، أنا معجبة بيك.
- ...
- أخلاقك ولبسك، وطريقتك في التعامل مع كل البنات، مش عارفة، في حاجة شدتني ليك.
- ...
- ساكت ليه؟ أنا عاوزة أعرف إنت شايفني إزاي بكل صراحة.


(3)
- وقالك إيه بقى يا بنتي؟
- أبدا، هي أم الفريندزون اللي مش هنخلص منها، قالي شايفك صديقة وعمري ما فكرت أفكر فيكي بطريقة تانية غير دي.
- وإنتي هتعملي إيه، أنا رأيي تكبري دماغك خلاص مش آخر ولد في الدنيا.
- لاء لاء، عمرو مختلف، عارفة، عمرو غير كل اللي عرفتهم، أنا حاسة إن هو ده الشخص اللي ممكن أكمل حياتي معاه، واللي ينفع يكون أبو أولادي.
- طب هتعملي إيه يعني ؟
- ممم في فكرة كده في بالي، ربنا يسهل.


(4)
موقع الترافيك الأشهر في مصر:
بالصور.. فتاة تفاجيء حبيبها بطلب الزواج في حرم الجامعة بالبالونات والورود.


نرجع لموضوعنا ..
- و إيه المشكلة لما البنت تبتدي، إيه المشكلة لما هي اللي تقوله بحبك؟


المشكلة، أن تلك لقطة، مش لايقة علينا، لا لأننا مجتمع شرقي ولأن الغرب قد تحرر من ذلك كله، وإن كان ذلك يقودنا أصلا إلى سر تمسكنا بأن نتحرر مما تحرر الغرب منه لكن ما علينا، الأمر كله هنا مختلف، الرجل الذي هو سي السيد، الذي يأمر وينهى ويطلب أن تأخذ إذنه في كل كبيرة و صغيرة حتى وإن كانت "تاكل لب أبيض ولا سوبر"- وتلك قصة حقيقية والله- لا يليق أن تأتي البداية منها به، شيء ما يخبرني أنها بذلك ستكسر عينه، وإنه إن جاء بعدها وطلب منها أن تحذف زميلا علق على صورتها تعليقا لطيفاً، سترد بمنتهى العفوية، إمشي من وشي يالا
حقها ولا مش حقها؟


المشكلة يا سيدي أن الشاب المصري مغرور، آه و الله زمبقولك كده، يكرمه الله بعينين خضراوين وشعر بني فيظن أنه آتي بمَ لم يأتِ به أحد من العالمين، وإن كان داخله خاويا، وذلك ما يكن غالبا، فتخيل معي فتاة ذهبت للنار "برجليها" لتصارحه بحبها، ستصبح المسكينة حديث الموسم وكل موسم، وسيجتمع هو وأصدقاؤه لتقطيع فروتها على أنغام أغنية حسام حسني الشهيرة، كل البنات بتحبك، كل البنات حلوين، مين مين و ده وده فهل ترضيها لنفسك أختي في الله ؟ بصيلي وأنا بكلمك.


نوع آخر خصته إليسا بالذكر حين قالت وبيستحي بعرف حبيبي بيستحي ي ي ي، وعلى الرغم من عدم اقتناعي بوجود ذلك النوع من أساسه، لكن إليسا "ثقة برده"، لذا فنحن وإن سرنا خلف فرضيتها تلك، سنجد أن ذلك الشاب الكيوت الذي يستحي وتصطبغ وجنتاه بلون أحمر إن مررتي عزيزتي أمامه، ما اضطرك إلى أن تصارحيه وتخلصينا، سيضعك في مواقف &*%*$&%، إذ إنه سيستحي مفاتحة والدته في الموضوع، ثم سيستحي مقابلة والدك، ثم سيستحي الخروج معك، وأخيرا ستقفا سويا لاختيار الصالون المدهب، فينظر هو أرضا ويتمتم بصوت لن تسمعيه ويقول.. أي واحد، اللي يعحبك، كلهم حلوين، فهل ترضيها لنفسك، تاني ؟؟


لنعكس السؤال إذا، لمَ تبدأ الفتاة التصريح بالحب أصلا ؟
لأن الحياة مشاركة.
إذا لم يستأثر الرجل بكل القرارت وعلى زوجته التنفيذ، من دون نقاش أحيانا، حتى أكثر الرجال حكمة وديموقراطية يتشاور مع زوجته أو يسمح بأن يكون القرار مشتركا، لكنني لم أسمع أبدا عن رجل تملك زوجته صلاحيات تنفيذية كاملة، وإلا، لمؤاخذة يعني.


لأنه قد يكن محتاجا إلى دليل على أنها تحبه.
مؤمنة أنا بأن كل الرجال، كل كل الرجال في هذه الدنيا يعرفون كيف تنظر المرأة إلى زميل أو صديق، وكيف تنظر بعين الحب إلى رجل تتمنى أن يكون رجلها، وإن لم يفرق، فذلك يعني أن "البعيد غبي"، ورجل غبي، هو رجلٌ لا يليق به الغرام.


الحب شجاعة، في الحب نفرح لأننا نكتشف أن أحدهم يحلم بنا، يتمنانا، ونفرح أكثر حين نراه يحاول مرة أخرى ويجرب ويجرب فقط ليكون قريبا، ليفوز منّا بإبتسامة، رجل لا ييئس هو الضمان الوحيد لحكاية حب تستمر لآخر العمر، ورجل لا يملك الشجاعة الكفاية لمصارحتك بحبه، هو رجل لا ولن يمكنك أبدا الاعتماد عليه، في تكوين أسرة، و بناء حياة.


كونوا شجعاناً، و كنّ صابرات ..
يرحمنا و يرحمكم الله ..