التوقيت الإثنين، 13 مايو 2024
التوقيت 03:34 ص , بتوقيت القاهرة

كيف يحمي "الكف" من الحسد والشرور؟

"عين الحسود فيها عود.. خمسة وخميسة في عين اللي مايصلي على النبي" يبدو أن الخوف من الحسد دفع الجميع إلى البحث عن طرق للحماية منه، وتنوعت هذه الطرق وفقا للأديان والثقافات المختلفة ولكنهم تجمعوا على شيء واحد الرغبة في صد العين.


والموسيقي هي لسان حال الثقافة السائد حيث تغنى محمد عبدالمطلب للحسد قائلا: "يا حاسدين الناس.. مالكم ومال الناس.. ده كل قلب في ألم.. ولكل واحد كاس.. يا حاسدين قلبين إيه قصدكم منهم.. يا مفرقين حبيبين فرقتوا ليه بينهم.. يكفينا شر العين".



"الكف".. والحماية من الشرور



اختلف البعض حول أصل "الكف" وتسميته؛ الكثير منا لا يعلم لماذا ترتبط باللون الأزرق؟،  هناك تفسير علمي يقول إن هناك موجات تخرج من عين الإنسان الحاسد في حالة إعجابه بشيء سواء كان "إنسان أو جماد" فتسقط هذه الموجات عليه فتؤذيه، ولكن مع وجود الخرزة الزرقاء تجذب الحاسد للنظر إليها وتتوجه هذه الموجات إليها فتحمي الشخص من الحسد".


وهناك العديد من الأسماء التي يتبارك بها الناس من أجل صد الحسد مثل: "الخمسة وخميسة، عين حورس، كف مريم، كف العباس" واكتسبت شهرة كبيرة بين ثقافات الشعوب المختلفة، لنتعرف علي حكايتها.


يد فاطمة الزهراء "الخمسة وخميسة"



تعتبر الخمسة وخميسة أحد الطقوس المتعارف عليها بين المصريين لصد العين والشرور، ولا يوجد بيت إلا وتجد فيه "الخرزة الزرقاء"، وتعود حكاية هذا "الكف" الذي يستخدمه الناس في صد الحسد، إلى رواية تم تداولها قديما ترجع إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول.


تقول الرواية إنه ذات يوم مرت أم أيمن إلى منزل السيدة فاطمة الزهراء، حيث كان يوم شديد الحرارة ووجدت الباب مغلق فنظرت من شقوقه فإذا بفاطمة الزهراء نائمة عند الرحى، وشاهدت الرحى تطحن وتدور من غير يد تديرها حيث كانت السيدة فاطمة نائمة بجوار ابنها الحسين، ورأت ايضا كف يسبح الله تعالى قريبا من كف السيدة فاطمة الزهراء".


"فتعجبت (ام أيمن) مما رأت وذهبت إلى الرسول، وحكت له ما حدث فرد عليها قائلا إن فاطمة الزهراء، صائمة ومتعبة جائعة فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا ينام فوكل الله ملكاً يطحن عنها قوت أولادها، ووكل الله ملكا آخر يسبح الله عز وجل قريبا من كف "فاطمة الزهراء" عليها السلام يكون ثواب تسبيحه لها".


ومن هنا جاءت فكرة التبارك بـ كف فاطمة الزهراء أو الخمسة وخميسة، حيث لجأ إليه الناس لحمايتهم من الحسد واتقاء الشرور والأرواح الخبيثة.


عين حورس



تعرف أيضا بـ"عين القمر" أو "عين رع" بالمصرية القديمة "أوجات"، هي رمز مصري قديم يستخدم للحماية من الحسد ومن الأرواح الشريرة ومن الحيوانات الضارة، وهي في شكل قلادة يتزين بها الشخص، ونجد دائما في منتصف الكف (الخمسة وخميسة) حيث جاءت فكرتها من القوة الملكية المستمدة من الآلهة حورس أو رع، كما أنها كانت  توضع أيضا على صدر مومياء "فرعون" لتحميه في القبر.


كف العباس



هي صورة لكف مكتوب في وسطها أسماء "آل البيت"، استخدمت من قبل الشيعة لصد الحسد، وترمز إلى  كفي العباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، زعما منهم بأن كفاه قطعت في واقعة "كربلاء" وهو يحاول إيصال الماء لأطفال الحسين عليه السلام.


كف مريم


يعرف بـ "Hamesh Hand" وهي ترمز ليد الله عند اليهود، فيستخدمونها لاتقاء الشرور مثل الخمسة وخميسة، كما تسمى أيضا بـ "كف مريم" نسبة إلى مريم أخت هارون وموسى عليهم السلام.