التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 03:25 م , بتوقيت القاهرة

رحلات روبرت داوني جونيور 2 (من الإدمان إلى الرجل الحديدي)

يُرجى قراءة الجزء الأول قبل المتابعة. 


بعد الخروج من السجن كان من الصعب أن يجد أي دور في هوليوود.. يتذكر جونيور هذه الأيام ويؤكد أن إحباطه في البداية انتهى بمرور الوقت إلى مرحلة من اللامبالاة التامة بخصوص فرص عودته للتمثيل، ليعود من جديد إلى أحضان المخدرات.


صديقه المُخلص ميل جيبسون وقف بجواره خلال الأزمة ماديًا ومعنويًا، وشجعه على الإقلاع عن تناول المخدرات، وبذل جهدًا كبيرًا لتوفير فرصة تمثيل أخرى لكن دون جدوى. في نفس تلك الفترة عُرض على ميل جيبسون بطولة سيناريو بعنوان The Singing Detective، ووجد جيبسون الدور شبه مثالي لصديقه.


حاول جاهدا إقناع المنتجين بجونيور بدلا منه في الدور، لكن لم يوجد وقتها من يُراهن على ممثل على علاقة شبه أبدية بالمخدرات. أو كما وصفها جونيور بنفسه من حيث التدمير ذات مرة:
"الأمر كما لو أن هناك طرف مسدس في فمي ويعجبني مذاقه باستمرار".


قصة عودته من عالم المخدرات كما يسردها تصلح كفيلم سينمائي وحدها.


Air America 1990


بدايات 2003 وأثناء أحد جولاته الخاصة بصحبة كميات كبيرة من الكوكايين والماريجوانا في السيارة، توقف جونيور أمام أحد فروع  Burger King  لشراء سندوتش. أثناء الأكل شعر بكمية تقزز غير عادية وأفرغ معدته وبكى على حاله. ثم استجمع قواه وتوجه بالسيارة إلى المحيط ليلقي كل المخدرات في الماء.


يتذكر جونيور الموقف ويؤكد أنه مدين بفضل كبير لهذا السندوتش المقزز في إقلاعه عن المخدرات!


في المقابل لم ييأس ميل جيبسون ووصل لاتفاق نهائي جيد بخصوص الفيلم لخدمة صديقه. وهو أن يحصل جونيور على دور البطولة، ويقوم جيبسون بدور صغير، وبتمويل الفيلم إنتاجيًا مع باقي المنتجين مع اشتراطات جزائية مادية قاسية، تقع على جيبسون وحده، في حالة إهمال جونيور أو عدم استكمال الفيلم لأي سبب يخصه.


التزام جونيور أثناء التصوير، وسعي جيبسون المستمر لتوفير فرص أخرى له، انتهى بحصوله على دور مساعد آخر أمام النجمة هال بيري في فيلم رعب وتشويق بعنوان Gothika. 


ميل جيبسون وروبرت داوني جونيور في The Singing Detective 2003 


كلا الفيلمين تم عرضه في نوفمبر 2003، ورغم النجاح التجاري المتوسط لـ The Singing Detective نال جونيور الإشادة النقدية على تمثيله، في الوقت الذي تكفّل فيه فيلم Gothika الأكثر نجاحا بلفت الأنظار إلى عودته للساحة. الاستفادة الأهم من Gothika  كانت في تعارفه على منتجة الفيلم الشابة سوزان ليفين، التي أصبحت بعد عامين وتحديدا في أغسطس 2005 زوجته.


وهكذا بفضل مساندة ميل جيبسون انتقل جونيور خطوتين إلى الأمام من خانة (الممثل الذي لا يرغب أحد نهائيا في التعاون معه) إلى خانة (الممثل الجيد). وربح أيضا شريكة حياته حاليا. 


أواخر عام 2005 تم عرض فيلمين لهما فضل كبير في انتقاله لاحقا للحصول على فرص أكبر. الأول فيلم الأكشن والكوميديا Kiss Kiss Bang Bang الذي حصل فيه السيناريست الموهوب شين بلاك على أول فرصة في الإخراج، وحارب من أجل فوز جونيور بالدور رغم عدم حماس المنتجين. وهو الفيلم الذي تكفّل بترشيحه لاحقا لدور Iron Man. 


Kiss Kiss Bang Bang 2005 Clip


التوافق بين جونيور وفال كيلمر والسيناريو المرح المتميز، انتهى بفيلم مُسلٍ حقق نجاحًا نقديًا هائلًا وإيرادات ضعيفة بسبب إصرار شركة وارنر على عرضه بشكل محدود. بدأ الفيلم في 169  قاعة فقط في الولايات المتحدة. 


الفيلم الثاني كان Good Night, and Good Luck  مع الممثل والمخرج جورج كلوني، وفيه أثبت جونيور من جديد مهاراته كممثل، في عمل مهم نال 6 ترشيحات أوسكار، تتضمن أفضل فيلم.


حصل جونيور بفضل هذه الأفلام على أدوار مهمة أخرى لاحقا مع مخرجين كبار. في A Scanner Darkly 2006  مع ريتشارد لنكلتر، وفي Zodiac 2006  مع ديفيد فينشر.


Zodiac 2007 Clip


في نفس تلك الفترة وبعد تعثر استمر ما يقرُب من 15 عاما لإنتاج فيلم عن شخصية Iron Man  وانتقال المشروع بين 3 شركات كبرى، وأسماء نجوم شهيرة جدا تتضمن منذ أواخر التسعينات نيكولاس كيج، وصولا إلى توم كروز وجورج كلوني في 2004 و 2005، عاد المشروع إلى أحضان المالك الأصلي (شركة مارفل)، التي اختارته كنواة لدخولها لعبة الإنتاج الهوليوودي بنفسها.


عندما تم الإعلان عن اختيار جونيور للدور، لم يبدو الاختيار شديد الحكمة. ممثل غير نجم في الـ 42 من عمره، بتاريخ متوسط من حيث الإيرادات، وتاريخ إعلامي مضطرب بفضل الحبس وفضائح المخدرات. كيف يمكن أن يفيد هذا رحلة فيلم بهذه الضخامة (دعائيا)؟!


لقراءة الجزء الثالث


لمتابعة الكاتب