التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 05:57 م , بتوقيت القاهرة

مشروع نهضة "جستن بيبر"

أستمحيكم عذرا..


على مدار سنين فاتت كان الاسم يمر عليّ مرور الكرام، "جستن بيبر" صورة على تيشيرت، أو أغنية تسبب حالة من الانفعال على ملامح بنتي وصديقتها، تبتسم وتقول لي: "هو في حد ميعرفوش"، أبتسم وأقول يابنتي أنا من أيام الجنيه الجبس، البنات يعتبروني من وراء التاريخ وجهلي بيه وصمة في الجبين، ميعرفوش إني عاشقة للموسيقى وانشغالي بيهم أخرني عن متابعة الساحة الفنية العالمية مؤخرا.


في نهار رايق بشرب قهوتي واتفرج على التلفزيون، تابعت على إم بي سي ماكس فيلم بعنوان "Never say never" عن ولد جميل الملامح، تسريحة شعره ملفتة، بيقدم استعراض مسرحي رائع، والحديث عن حمى جستن بيبر تصيب الجمهور، ده الولد اللي بنتي وصاحبتها اتهموني بالجهل بسببه، فرصة أتعرف عليه.



من أنت؟ 
سؤال في عقلي وأنا بتابع ومش عارفة هو مين اللي الدنيا مقلوبة عليه في المسرح! مشفتش الحالة دي من أيام مايكل جاكسون! الإجابة في تفاصيل الفيلم "جستن بيبر" فنان مواليد 1994 كندي مقيم في أمريكا، علامة ونجم عالمي انتشر انتشار غير مسبوق في فترة وجيزة برغم صغر سنه، المفاجأة بالنسبة لي تصريح مدير أعماله عن اكتشافة بالصدفة عن طريق فيديو على اليوتيوب!



طبعا مفاجاة لأن لو فكرت لثواني هاكتشف مليون شخص مصري أو عربي حاول يقدم نفسه يوميا عن طريق السوشيال ميديا وفشل، ربما يكون موهوب جدا، لكن الظروف والأفكار و"الفرصة" متوفرتش زي ما توفرت عند جستن، العنصر اللافت للنظر كان عدد الأشخاص المحيطين بيه، كتيبة كاملة بتشتغل على هدف واحد، الكل مركز ومتفاني لتقديم مشروع ناجح متميز، نقدر نسميه "مشروع نهضة جستن بيبر".



معانا ريال..
متسألونيش ليه الصورة لمعت في عقلي بالأبيض والأسود لأنور وجدي وهو بيغني مع الجميلة فيروز، أغنية "معانا ريال" الفيلم الشهير"دهب" واحد من مجموعة أفلامها المميزة مع أنور، وهو الوحيد اللي قدر يصنع نجمة فوق العادة من طفلة موهوبة، وفجأة تلوّنت الصورة وصوت ياسمينا العلواني رن من بعيد وصورتها على مسرح ليالي التليفزيون لمعت في عيوني.. وكشرت.. وفي لحظة ميزت في الفيلم جملة هانلغي الحفلة.


حفلة "جستن بيبر" هاتتلغي ومدير أعماله وكل طاقم العمل موافقين على القرار، جستن أحباله الصوتية ملتهبة وده خطر على مستقبله، دي ترجمة المشهد بالتمام في الفيلم عن حدوته المغني العالمي من بدايته وصولا لأكبر حفلة على مسرح الحديقة الأمريكية الشهيرة "ماديسون"، اللي بيقاس نجاح النجوم عالميا بنسبة بيع تذاكرها، وحضور جمهور بيعتبره أصحاب المهنة "صناعة تاريخ" لكل النجوم.



 
وإحنا قاعدين...
كملت الفيلم للآخر وفي أفكاري نفس الصورة بين الأبيض والأسود والألوان، فيروز وياسمينا، وسر النجاح اللي حققه أنور وجدي والمجموعة اللي أحاطت بفيروز في ظل إمكانيات ضئيلة، في المقابل حرب شرسة تعرّضت لها ياسمينا برغم وصولها للنهائيات في برنامج للمواهب، سخر لها إمكانيات لإظهارها بصورة مشرقة للناس، محاولة لصناعة نجمة جديدة، لكن من وجهة نظري حتى الآن النتيجة غير مُبشرة.


درس خصوصي عن قصة نجاح مشروع متكامل لصناعة النجوم، بغض النظر عن رأيك إن كنت من معجبيه أو من غيرهم، "جستن بيبر" نجم عالمي طبقا لأبسط الأحداث المصورة في الفيلم، مدير أعمال محترف عارف يطور ويسوق، فريق عمل همه الأول والأخير الحفاظ علي النجم ودعمه، صناعة أخباره، تطوير أدائه، أنا بتفرج على مشروع قومي برعاية كل شخص اشترك في العمل مع "بيبر".



ماذا لو؟
"سكوتر براون" مدير أعمال "مشروع نهضة جستن بيبر" مش شبه مدراء الأعمال عندنا في مصر، ومش شبه حد في الشرق الأوسط، إنسانيا سكوتر بيتعامل مع جستن كجزء من أسرته وحياته، ومن زاوية الاستثمار قدر يخرج بمشروع مربح مدى الحياة، وبشكل أوسع أصبح جزء من الكيان الثقافي لمجتمعه، ليكون رقم 31 في قائمة التايمز لأقوى 100شخصية نفوذا في العالم  سنه 2013، بجانب تقديم نجم موهوب كجستن بيبر.


ماذا لو كان عندنا في مصر واحد سكوتر براون؟ شخص يصنع الأرباح قبل ما يجمعها؟ أولوياته التصميم على النجاح، وليس التواجد، ماذا لو قابل سكوتر براون ياسمينا العلواني هل كنت هاشوفها على مسرح ليالي التلفزيون بفستان عروسة البحر، ولا كان ها يتأنى وتظهر بما يناسب عمرها حتى لو غنت لأم كلثوم؟


ماذا لو كان الشغل الشاغل لرجال الأعمال في المرحلة الحالية مشروع نهضة الإنسان نفسه؟ هايبقي عندنا مشروعات متحركة تحقق أرباحا لنفسها وللغير، "جستن بيبر" بقدر اختلاف الثقافات، في رأيي مشروع نهضة متحرك نتاج عمل جماعي مدروس، ناجح كامل شامل ولامع وزي القمر.. إوعدنا يارب.


اقرأ أيضا