التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 04:46 م , بتوقيت القاهرة

مكاوي وجاهين: أغنيات الحرب

التقى سيد مكاوي بصلاح جاهين لأول مرة في مقهى "النشاط" بحي المنيرة أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد، ومُنذ ذلك اللقاء استمر تعاون الثُنائى في شكل أقرب لتوأمة فنية، فكان جاهين يكتب ومكاوى يترجم الكلمات ألحانا. ولاهتمام الثنائي بالقضايا الوطنية والمناخ العام المسيطر في تلك الفترة؛ فقد أنتجا عددا من الأغاني الوطنية، كانت بدايتها حين كتب جاهين أغنية جماعية صارت من عيون أغاني المعركة وقتها ولحّنها مكاوى بعنوان "هنحارب هنحارب" كانت بمثابة رد على العدوان.



هنحارب - المجموعه by rady-hamed-5



بعد نكسة 1967 ظهرت العديد من الأغنيات الوطنية التي تنوعت في طريقة تعاملها مع الآثار اللاحقة للهزيمة العسكرية وتراجع الروح المعنوية، فغنّت المجموعة من كلمات صلاح جاهين ولحن سيد مكاوى " مقاومة مقاومة" التي تقول " مقاومة مقاومة مقاومة/ إصرار وعناد ومداومة/ الحق هو الحق/ ماعندناش مساومة/ ويا بخت الشهيد". وجدير بالذكر أن واحدة من أشهر الأغنيات التى ظهرت حينذاك هي "مدد مدد" التي غناها محمد نوح من كلمات إبراهيم رضوان والتى يقول مطلعها: "مدد مدد مدد / شدى حيلك يا بلد/ إن كان فى أرضك مات شهيد/ فيه ألف غيره بيتولد".



 في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجوما خسيسا على مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بالشرقية ما أدى إلى مقتل 30 طفلا وتدمير المدرسة تماما. تفاعل الثنائي مع المذبحة بأغنية "الدرس انتهى لموا الكراريس"التي غنتها شادية وجاء كلّ ما في الأغنية حزين "الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال/ فى قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال/ إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى/ دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى/ دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبابرة/ راسم نار راسم عار ع الصهيونية و الاستعمار/ والدنيا عليهم صابرة و ساكتة على فعل الأباليس/ الدرس انتهى لموا الكراريس”



في 12 فبراير 1970 قامت القوات الإسرائيلية بقصف مصنع "أبو زعبل" للكيماويات التابع لشركة الصناعات المعدنية المصرية، الذي كان يضم 1300 عامل وذلك أثناء خروج العمال بعد الوردية الصباحية قتل منهم 70 عاملا وتم حرق المصنع بالكامل. فكانت أغنية "إحنا العمال اللى اتقتلوا" التي غنتها المجموعة وتقول كلماتها: "إحنا العمال اللى اتقتلوا/ قدام المصنع في أبو زعبل/ بنغنى للدنيا ونتلو/ عناوين جرانين المستقبل/ وحدة صف الأحرار/ جبهة لكل الثوار/عبور الجيش لسينا/ الزحف من الأغوار/جيش العدو يتقهقر/ الأرض قايدة نارالبحر قايد نار/ الاستعمار أثبت فشله"

وخلال سنوات حلما بالانتصار وعبرا القناة مع الجنود بأغنياتهم، التي ختموها بـ"صدقت يا ابنى انت وهو/ بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". أغنيات وثّقت أحداث وتاريخ ومشاعر شعب كعادة كل المبدعين العظام الذين لا ينفصلون عن هموم وأوجاع عائلتهم الكبيرة في الوطن.