التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 01:13 ص , بتوقيت القاهرة

نوبار باشا.. الرجل الذي عاصر 6 من حكام مصر

نوبار باشا.. الرجل ذو الأصول الأرمنية، والذي خدم في عهده 6 من ولاة مصر، بدأ من محمد علي باشا وإبراهيم باشا مرورا بعباس حلمي والخديوي إسماعيل والخديوي توفيق، وأخيرا عباس حلمي الثاني.


الأصول الأرمنية


شغل نوبار باشا العديد من المناصب في الحياة السياسية بمصر، حيث عمل وزيرا للنقل والأشغال والداخلية والخارجية، كما أختير أول رئيس وزراء لمصر بمجلس النظار، الذي أسسه الخديو إسماعيل، عام 1878 ، حيث شغل هذا المنصب 3 مرات قبل أن يتوفى عام 1899.



 


الطريق إلي مصر


ولد نوبار باشا في مدينة سميرنا بتركيا، 4 يناير 1825، التحق بمدرسة ابتدائية بمدينة جنيف السويسرية، وتزامل مع الأمير نابليون (الأمبراطور نابليون الثالث فيما بعد) والتحق بمعهد سويريز، حيث درس هناك 4 سنوات (1836: 1840).


كما دعاه خاله "بوغوص بك يوسفيان" للحضور إلى مصر، حيث كان يشغل مكانه مرموقة لدى محمد علي بصفته وزير للتجارة والعلاقات الخارجية، وفي كتاب "مذكرات نوبار باشا" الصادر عن دار الشروق للنشر، يقول نوبار "عندما اقتربت السفينة من مصر أيقنت أنني على وشك الدخول إلى عالم جديد".


وعقب حضور نوبار إلى مصر، وطد علاقته بالاستانة (تركيا) لما لها من دور فعال في صنع القرار بمصر، حيث نسب أسرة "كيفورك بك أرمينيان" التي كانت من أشهر العائلات في ذلك الوقت، وكان على صلة وثيقة بالسلطان العثماني الذي أتاح له الحصول على العديد من الرتب والتدرج الوظيفي، وتوثقت هذه العلاقة أكثر عن طريق "أبراهام" صهر نوبار.


مجرديتش نوباريان


وكان والده "مجرديتش نوباريان" معتمدا أساسيا لمحمد علي باشا في الأناضول في أثناء الحملة المصرية الأولى على سوريا في الفترة من 1831 وحتي 1833، وعين خلال الحملة الثانية عام 1839 معتمدا مصريا في باريس، كما طالبت السلطات المصرية من والده العودة إلى مصر في أثناء وجوده بباريس، ولكنه توفى قبل قدومه.


إسهامات نوبار باشا



تعاقد مع بريطانيا لتنفيذ عقود خطوط السكك الحديدية في عهد عباس الأول، حيث يرجع إليه الفضل في إنشاء خط سكة حديد بين الإسكندرية والسويس، كما أستطاع أن يعقد اتفافية تعطي الخديو إسماعيل حق عقد المعاهدات مع الدول الأجنبية وعقد القروض وزيادة عدد الجيش والأسطول.


وتفاوض لمراجعة توقف شركة قناة السويس، فعقد اتفاقية عام 1863 مع الفرنسي "رديناند ديليسبس" لحفر قناة السويس، وهو أول من تفاوض من أجل تشكيل المحاكم المختلطة التي تم إنشاؤها عام 1876.


وفي عام 1884، شكّل لجنة إدارية للتحقيق مع الأشخاص المتهمين بالسرقة والذين يشكلون خطرا على الأمن العام، وذلك لزيادة عدد الجنايات والاضطرابات الأمنية التي حدثت في ذلك الوقت، كما تشكلت في نفس العام لجنة قومسيون الجنايات في مديريات الوجة البحري، ثم بعد ذلك بالوجه القبلي للتحقيق مع العصابات المسلحة.


في أوائل عام 1888، سعى نوبار إلى تنظيم البوليس وإعادة تبعيته إلى مديري المديريات وإلغاء مركزه الرئيسي بالقاهرة.


لماذا كرهه المصريون؟



كان المصريون يكرهونه كرها شديدا، حيث كان يدين بتعيينه للأجانب، كما تسبب في ضرر الفلاحين لتأسيسه المحاكم المختلطة والتي سلبت حقوقهم، وكبت حرية الصحافة، بسبب مناهضتها للاحتلال حيث ألغى العديد من الصحف مثل "الوطن عام 1884، والأهرام، وجريدة مراة الرشق، والزمان".


تسبب في حدوث مظاهرة الضباط الشهيرة في 18 فبراير 1879، عقب القرار الذي أصدره بتسريح 2500 ضابط من قوات الجيش، والقرار الذي أحدث زلزالا في تاريخ مصر الحديث، حيث خرج على أثره مظاهرة كبيرة جابت شوارع القاهرة وكان في مقدمتها الضباط المفصولون، والذين طالبوا بإسقاط وزارة "نوبار باشا" حيث أطلقوا عليها الوزارة الأوروبية.


وفاته


في 13 نوفمبر 1895، قبل الخديو عباس حلمي الثاني استقالة نوبار باشا، وأمر مصطفى فهمي باشا بتشكيل وزارة جديدة؛ حتى توفى في 14 يناير، عام 1899، وتم تكريمه من خلال تسمية أحد شوارع وسط القاهرة باسمه، وفي محافظة الجيزة يوجد مدينة باسم النوبارية الجديدة.