التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 12:55 م , بتوقيت القاهرة

تغيير التوقيت.. قصة رجل لم يجد من يلعب معه الجولف في الصباح

تغيير التوقيت الصيفي، هو تقديم أو تأخير يحدث مرتين سنويا في بعض الدول ومنها مصر. ويقول البعض إن الهدف منه هو توفير الطاقة، لكن هل تساءلت ما هو تاريخ تغيير الساعة؟


لماذا نغير التوقيت


المجتمعات الحديثة تعتمد في نظام الوقت على ساعات محددة الأطوال والمدة، فالساعة 60 دقيقة، والدقيقة 60 ثانية، بصرف النظر عن النظام الشمس، الذي يختلف طبقا لنظام دوران الأرض وتعاقب الفصول.



ولأن بعض فصول مناخية تبدأ فيها أشعة الشمس مبكرا،  ومواعيد العمل والمدارس ثابتة، يضيع جزء كبير من الوقت في النوم، ويجعل الإنسان يقضى جزءا أكبر من العمل خلال الليل. لذلك يتم تأخير الوقت ساعة، للاستفادة بأكبر ساعات خلال النهار.


بدأت من القرن الـ18



نص المقال الذي طالب فيه بنجامين الفرنسيين بالاستيقاظ مبكرا


في القرن الـ18، كانت هناك عدة محاولات لتغيير التوقيت، ولم تكن دعوة بالمعنى الفعلي، ففي تلك الحقبة لم تكن تعرف الساعة، ولكن كتب بنجامين فرانكلين، المبعوث الأمريكي، وكان من أنصار النوم المبكر للمحافظة على صحة الرجال، مقالا ينصح فيه الفرنسيين بضرورة الاستيقاظ مبكرا للاستفادة بضوء الشمس، وتقليل استهلاك الشموع خلال الليل، وقُوبل هذا الاقتراح بالرفض والتهكم، حتى أن البعض طالب بسن ضرائب على من يغلقون النوافذ، ولا يستفيدون من ضوء الشمس.


عالم حشرات يقترح تعديل الوقت



جورج هيدسون مخترع التوقيت الصيفي الحديث


يقال إن أول من طالب بضرورة التوقيت الصيفي هو العالم جورج فيرمون هيدسون، الذي كان يقوم بجمع الحشرات، ودرس ساعات النهار، وأعدّ ورقة بحثية قدمها لجمعية الفلسفة بنيوزلنداعام 1895، لاقت إعجاب الكثيرين، لكن لم يتم العمل بها إلا بعد عام 1916.


رجل لم يحد من يلعب معه الجولف


يعتقد البعض أن أول من اخترع خطة لتغيير التوقيت الصيفي، هو المكتشف الإنجليزى وليام ويليت، الذي شعر بالفزع عندما ذهب للعب الجولف، ووجد سكان لندن نائمين لفترات طويلة خلال النهار الصيفي، فبدأ في اقتراح تغيير التوقيت للاستيقاظ مبكرا.



الحرب تجبر الدول على هذا التغيير


بدأ العمل لأول مرة بتغيير التوقيت الصيف، في 16 أبريل 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، وكان الهدف منها تقليل استهلال الفحم في الطاقة والإنارة، والاستفادة بشكل أكبر من ساعات النهار.


تبعت بريطانيا وحلفاؤها ألمانيا بتغيير التوقيت الصيفي في العام التالي، وفي 1918، بدأت الولايات المتحدة أيضا في تغيير التوقيت.


إلغاء التوقيت


بعد انتهاء الحرب وتعالي الاعتراضات من المزارعين على تغيير الساعة مرتين سنويا، اضطرت جميع الدول (عدا بريطانيا) إلى الغاء التوقيت الصيفي.


القدماء اتبعوا التقويم الشمسي



الساغات القديمة للآشوريين والتي كانت تتبع النظام الشمسي


ربما تتساءل إذا كانت المشكلة بسبب اتباع ساعات محددة، فكيف كان أجدادنا يحسبون أوقاتهم؟، في الواقع كان التقويم لديهم شمسي، يتكون من 12 ساعة فقط، تطول وتقصر حسب الفصل، ففي الشتاء كانت الساعة النهارية لا تتعددى 35 دقيقة من وقتنا، أما خلال الصيف فكانت تصل الساعة إلى 77 دقيقة.


الرياضيون في مقابل المزارعين


الرياضيون أغلب من يفضلون التوقيت الصيفي، وكذلك أصحاب الشركات السياحية، الذين يرون أن الاستيقاظ مبكرا مفيد للصحة، ويخفف من االتأثير على حركة السير، ويقلل من استهلاك الطاقة.


أما المعارضون، ومنهم المزارعون والعاملون بشركات النقل، ومن يعملون خلال الليل، فيرون أن تغيير التوقيت يؤثر سلبا على الاقتصاد، كما أنه يسبب عدم الاستمتاع بالفترة الصباحية.


التخطيط هو الحل


حتى الان يعتبر تخطيط اليوم هو الحل الأمثل لعلاج مشكلة الاستيقاظ مبكرا، فالاعتماد على نظام الساعات قد يجعل الأطفال يذهبون الى المدارس خلال الظلام، أو العمال أو تالمزارعون يذهبون الى العمل أُناء الظلام.


هل حقق تغير التوقيت الهدف منه


بعض الأنشطة مثل تجارة الأدوات الرياضية، حققت مكاسب كبيرة من وراء زيادة ساعات النهار. وقدرت مؤسسة "ناشيونال جولف"، أن الزيادة أرباح الجولف زادت بين 200 الى 300 مليون دولار.


في الوقت الذي شكا فيه المزارعون من أن تغيير الساعات يؤدي إلى الحصاد، إما مبكرا أو متاخرا، ما يؤثر على مكاسبهم، كما أن الأبقار لديها نظام محدد في الحلب، وتغيير الساعة يؤثر على نظامها الجسدي، ما يؤثر على كمية الإنتاج من اللبن.


كما أن تغير الساعة تسبب في كارثة  في أحد مصانع الحديد، حيث قامت الماكينات بتبريد الحديد أقل من الوقت المفترض بساعة، ما أدى الى تطاير الحديد والشذر.


تغيير التوقيت في مصر


تم إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في 20 أبريل 2011، في عهد حكومة عصام شرف، في حينِ تطبيقِه كان يبدأ في آخر جمعة من شهر أبريل، وينتهي في آخر جمعة من سبتمبر.


ثم قُرر إعادة العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى، بناء على قرار مجلس الوزراء بتاريخ 7 مايو 2014، وذلك بسبب أزمة الطاقة المتكررة وانقطاع التيار الكهربي. كما يتم تغيير التوقيت خلال شهر رمضان، لتقليل ساعات الصيام على المسلمين، وتخفيف استخدام الطاقة.