التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 06:55 ص , بتوقيت القاهرة

جولة عبر التاريخ مع "مرايا" إدواردو جاليانو

توفي أمس الإثنين، الباحث والروائي والصحفي الأوروجواياني، إدواردو جاليانو، الذي ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة. ومن أشهر أعماله: كتاب العناق، والشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية، وأفواه الزمن، وأبناء الأيام.

ولعل أبرز أعماله كتاب "مرايا: مايشبه تاريخا للعالم"، الصادر عن دار رفوف، دمشق 2011، ترجمة صالح علماني.

يأخذك "جاليانو" في الكتاب، بجولة حول العالم ساردا قصص وحكايات حقيقية تعد من الحقائق التاريخية، حيث صنف البعض هذا الكتاب كمرجع تاريخي.
 

يزيد الكتاب عن 300 صفحة، ويضم أكثر من 600 عنوان في رحلة عبر ماضي البشرية المنسي، ليتوقف بنا في محطات قد يغفلها التاريخ العالمي، يتحدث عن من تعرضوا للإساءة والإهانة والإبادة على مر العصور، فهي دعوة للتأمل لرؤية التاريخ من زاوية مختلفة.

مقتطفات من الكتاب

مولودة من الرغبة

"كانت الحياة وحيدة دون اسم ولا ذاكرة، كانت لها أيادي ولكن لا أحد لتلمسه، وكان لها لسان لكن لا أحد لتتحدث معه، كانت الحياة واحد، وكان الواحد لا أحد، ثم ظهرت الرغبة وسرت في ظهر الحياة. قسم سهم الرغبة الحياة في وسطها فانشطرت إلى نصفين لما أبصر كل نصف الآخر، ضحكا معا ولما تلامسا ضحكا معا مجددا".

أصل الجمال

"إنهم هناك مرسومون على جدران الكهوف وسقوفها، جواميس، أيول، دببة، خيول، نسور، نساء، رجال، هذه الرسوم ضاربة في القدم لدرجة أن لا عمر لها، لقد نشأت منذ آلاف السنين على آلاف السنين، لكنها تولد من جديد في كل مرة ينظر إليها شخص".

"كيف أمكن لأجدادنا في تلك الأزمنة الغابرة أن يرسموا بتلك الرقة؟ كيف تمكن أجلاف كانوا يصارعون الوحوش الكاسرة بأيديهم دون سلاح أن يبتكروا تلك الصورة المليئة بالحسن؟ كيف فعلوا لرسم تلك الخطوط الهوائية التي تتحرر من الصخور وتنبثق نحو الفضاء الرحب؟ كيف أمكن له ذلك؟"

 تأسيس الكتابة

"عندما لم يكن العراق قد صار عراقا بعد، ولدت هناك أولى الكلمات المكتوبة، تبدو مثل آثار طيور رسمتها أيد بارعة ، بقصبات مدببة على الطين، النار التي شوت الطين حفظتها النار التي تقتل وتنقذ، تقتل وتمنح الحياة مثل الآلهة، مثلنا بفضل النار مازالت ألواح الطين تروي لنا حتى الآن، ما روي قبل آلاف السنين في تلك الأراضي التي بين نهرين".

"في أزمنتنا أطلق جورج دبليو بوش، بصفاقة سعيدة ربما لقناعته بأن الكتابة قد اخترعت في تكساس، حرب إبادة ضد العراق وكان هناك آلاف وآلاف الضحايا، ولم يكونوا أناسا من لحم وعظم فقط، بل جرى اغتيال الكثير من الذاكرة أيضا".

"الكثير من ألواح الطين، التاريخ الحي، سرقت أو دمرت في أعمال القصف، وكان أحد تلك الألواح يقول: نحن غبار وعدم.. كل ما نفعله ليس إلا غبار".

خطر في الطريق

"في محيط إشبيلية شتاء 1936، الانتخابات الإسبانية تقترب ،سيد إقطاعي يجول على أراضيه، وفي الطريق يصادف رجلا، ودون أن يترجل عن حصانه، يناديه السيد ويضع في يده قطعة نقدية وقائمة انتخابية، يفلت الرجل الشيئين قطعة النقد والقائمة، ويقول وهو يدير ظهره للسيد: في جوعي أنا الأمر".