التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 06:48 م , بتوقيت القاهرة

ظلام حالك وصوت غليظ وحواديت أغرب عن فان ديزل (2)

توقفنا أمس عام 1997، بعد فشل فان ديزل في تسويق فيلمه الروائي الأول Strays 1997  رغم استقباله نقديا بشكل جيد في مهرجان صاندانس، وعودته إلى نيويورك محبط وشبه مفلس.


النجدة تأتي هذه المرة في صورة اتصال تليفوني من مكتب ستيفن سبيلبرج. ليكتشف ديزل أن المخرج الأسطوري شاهد فيلمه القصير متعدد الأوجه  Multi-Facial 1995 ، ومعجب بتمثيله، ويريده لاختبار أداء لدور في فيلمه إنقاذ الجندي ريان  Saving Private Ryan  أمام توم هانكس ومات ديمون.


رغم صغر حجم الدور، وأسماء النجوم حوله، لفت ديزل أنظار البعض. وعلى عكس المتوقع لم يكتف الفيلم الحربي الشهير بإشادة النقاد، لكن تحول أيضا إلى صاروخ صيف 1998 في شباك التذاكر الأمريكي والعالمي، بإجمالي 482 مليون دولار. وانتزع نصيبا كبيرا من كعكة الأوسكار (5 جوائز). لم يعرف الكثيرون اسم ديزل وقتها، لكنه أخيرا أصبح يملك دورا في فيلم مهم.



صفتان مميزتان جدا لديزل. الأولى الصلع لأنه يحرص على حلاقة رأسه باستمرار، والثانية الصوت الغليظ الخشن نسبيا، والمؤثر في نفس الوقت.


صوته المميز كان التذكرة الثانية لهوليوود، عندما اختاره المخرج براد بيرد، للأداء الصوتي لشخصية الروبوت المعدني العملاق الذي يرتبط بعلاقة صداقة مع طفل، في فيلمه  The Iron Giant 1999. بعد أن شاهد أيضا فيلم ديزل القصير Multi-Facial.



الفيلم الفاشل جدا تجاريا وقتها، أحد أفضل أفلام الرسوم المتحركة في التسعينات. لكنه للأسف ظهر في توقيت صعب، كان الجمهور فيه متعطش للرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد فقط، ويعتبر الشكل الثنائى الأبعاد طراز قديم يجب وداعه. ولم يكفل اسم شركة وارنر صاحبة التاريخ المتواضع في الرسوم المتحركة، فرص لتسويقه جيدا وسط الكبار في اللعبة.  


نال الفيلم في المقابل إشادة نقدية واسعة، وأجمع الكل أنه منح للشخصية حسها الدافئ المحبب. قبل الفيلم، كان البعض يعرف مهارات ديزل الصوتية، وبعده أصبحت هوليوود كلها تعرف.


عامة أصبح العمل فاتحة خير للكل، لأن مخرجه براد بيرد أيضا انتقل أيضا بفضله للعمل مع شركة بيكسار. وقدم عملين مهمين جدا، حقق بهما نجاحا تجاريا وفني (The Incredibles - Ratatouille).  



تصادف أن يبدأ عرض الفيلمين التاليين في نفس اليوم (18 فبراير 2000). الأول فيلم الجريمة  Boiler Room ولم يحقق لديزل خطوة واسعة للأمام، والثاني فيلم الأكشن والخيال العلمي والرعب ظلام حالك Pitch Black.


ديزل أو ريديك هنا، سجين شرس محبوس في مركبة فضائية تسقط على سطح كوكب، مأهول بكائنات مفترسة تنشط في الظلام. وأمام الناجين من حادث السقوط حل واحد، وهو التعاون سويا للنجاة من الأزمة.


الطريف أن شخصية ريديك تموت في نهاية الفيلم طبقا للسيناريو الأصلي. لكن قبل انتهاء التصوير، شعر المنتجون أن معهم خامة جيدة تصلح للتكملة في حالة نجاح الفيلم. وأن شخصية الضابطة الأنثى أقل حضورا من ديزل، فتم التعديل ليكسب بفضل أدائه الجيد مساحة أكبر وأهم في الأحداث، ونهاية لا تموت فيها الشخصية. وهو ما استفاد منه بالفعل في عملين آخرين عنها.   



تكلف الفيلم 23 مليون دولار، وحقق 53 مليونا في شباك التذاكر، بالإضافة إلى أداء جيد في سوق مبيعات الاسطوانات المنزلية. وخرج منه فان ديزل كاسم مشهور، بتصنيف جماهيري لا يزال يحمله حتى اليوم (نجم أكشن مفتول العضلات).


وهكذا في غضون 3 سنوات فقط (1997 - 2000)، انتقل ديزل، من مرحلة الشاب الذي يحلم بفرصة ظهور لا غير، لمرحلة أولى درجات النجومية، برصيد فني متنوع جدا يتضمن (فيلم حربي - رسوم متحركة - جريمة - أكشن وخيال علمي).


نقلة فنية لا بأس بها، لشخص بدأ حياته بالتسلل لمسرح بغرض التخريب!


المحطة التالية مع الفيلم النقلة في تاريخه كنجم، لكن هذه حدوتة أخرى من حواديت مارك سنكلير، سنسردها غدا في الجزء الثالث.


لمتابعة الكاتب