التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 04:23 م , بتوقيت القاهرة

إستريد ليندجرين.. معلمة الأجيال السويدية

ولدت إستريد ليندجرين (Astrid Lindgren) في 14 نوفمبر 1907 في مدينة "فيمربي" بوسط السويد، نشأت في بيئة تحب القراءة، لذلك تعرفت في سن مبكر على القصص والروايات الخيالية، ولعل ذلك ما أهلها للعمل في مجال الصحافة وهي في سن صغيرة.


بدأت إستريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردة "بيبي لونجستوكينج"  أول وأشهر كتبها التي بلغت 7 ملايين نسخة ثم تحولت بعد ذلك إلى دراما، وترجمت إلى جميع لغات العالم، وبلغ عدد كتبها أكثر من 100 قصة وكتاب، ترجمت غالبيتها إلى 76 لغة وتم بيع ملايين النسخ منها.


قامت هذه الكاتبة بحركة تجديد في أدب الأطفال، جمعت بين الإبداع الفني والالتزام بحقوق الشباب والطفل، تقول استريد في إحدى تصريحاتها:"أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، بسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغى إلا لصوت الطفل الذي في داخلي".


لقبت استريد بـ "معلمة الأجيال" السويدية، تقول في إحدى التصريحات:"بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كل يوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المرات سألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعت هي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأن الاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا، بعد وقت أحبت ها ابنتيوأحبها أصدقاؤها، وبقيت لسنوات أحكي لهم حكايات بيبي".



أسهمت في تثبيت حقوق الأطفال في القانون السويدي، وشاركت في إنشاء أول مكتبة عالمية في أوروبا تحتوي على أكثر من مليون كتاب وبلغات العالم المختلفة، وتعد حصة اللغة العربية منها الأكبر، حيث تجاوز عددها 17 ألف كتاب.


يلقب السويديون مدينة "فيمربي" مسقط رأس الكاتبة، بمدينة إستريد ليندجرين، وهناك بعد وفاتها تم بناء ساحة كبيرة بجانب منزلها حيث يلتقي فيها الزائرون على مدار العام بشخوص أبطال قصصها بكامل ملابسهم والأدوات التي يتعاملون بها وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.


توفيت إستريد عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002، وبعد رحيلها  قال عنها ملك السويد كارل جرستاف: "لقد قدمت إستريد ليندجرين عبر كتاباتها المتفردة الكثير، ليس في السويد وحدها وإنما في العالم بأسره، فقد كان لحكاياتها أن تسحر وتذهل كل حواس قارئها.


تكريما للكاتبة الراحلة، وتشجيعا لأدب الأطفال والشباب حول العالم، قامت الحكومة السويدية بإطلاق جائزة عالمية تحمل اسمها " جائزة إستريد ليندجرين التذكارية".


تمنح الجائزة للكتاب، والرسامين، والروائيين، ولمن له نشاط مميز في عملية الترويج للقراءة، كما يمكن أن تمنح لفائز واحد أو عدة فائزين بغض النظر عن اللغة أو الجنسية وتدار من قبل المجلس السويدي للفنون، وتبلغ قيمتها 5 ملايين كرونة سويدية تقريبا"770 ألف دولار" لتكون بذلك أكبر جائزة لأدب الأطفال والشباب في العالم.