التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:42 م , بتوقيت القاهرة

بين نوستالجيا الزمن الجميل وزلزال صافيناز "فكك ماتزودهاش"

حدثت تظاهرة بالصور على موقع تويتر، أمس الاثنين، غرضها إحياء ملامح مصر في الزمن الجميل، تحت (هاشتاج) بعنوان #ملامح_مصرية، والذي حظى باهتمام عدد كبير من المتابعين.




شاهد بالصور عربة الملك فاروق،  مصر منذ 70 سنة الذوق والشياكة، بالفيديو: القاهرة كما لم تراها من قبل، ميدان طلعت حرب  عام  2010 وعام 1905.. اكتشف بنفسك الفرق، شوارع مصر عام 1950.. بلا نقاب أو حجاب!


 



ربما تسأل عن سر تلك العناوين العريضة، التى تطالعك أينما ذهبت على شبكة الإنترنت، مواقع تخصصت في تصدير هذا النوع من الموضوعات، صفحات على فيس بوك، تنشر الصور مذيلة بتعليق عن "الزمن الجميل"، وجميعها في الغالب تنهدات ولع في محبة زمن مضى.



ما سر هذا الحنين؟ ومن أين ينبع! ذلك ما نحاول تتبع أثره هنا، هذا التقرير في الحقيقة ليس عن الهاشتاج، ولكن عن حالة "الحنين" التي حركت كل هذا العدد من المصريين، فدشنوا هذا الوسم، لتمجيد الماضي، زمن الفن الجميل.



أنا منك وإنت منى..


"الزمن" هو البعد الرابع للمكان، حسب نظرية النسبية، ولكن هناك ما اتفق على أنه "الزمن التخيلي" الذي يعبر عن إحساسك الشخصي، سواء بالحاضر أو الماضي أو المستقبل.



نستولوجيا.. مصطلح يوناني رومانتيكي، يعني الحنين إلى الماضي، تم استخدامه لأول مرة مع الثورة الصناعية الحديثة، لوصف شكل من أشكال الاكتئاب الذي ينتج عن شعور جاد بالغربة، أو حب شديد للعصور الماضية بشخصياتها وأحداثها.



متلازمة الغربة والحنين، تيمة ناجحة في الشعر الغنائي العربى، لكن ليس هناك أفضل من بليغ حمدي ليعبرعن كلمات الحنين والغربة، فعلها بليغ أكثر من مرة، منها أيقونة "عبدالوهاب محمد" التى تغنت بها "وردة الجزائرية" عام 1977 في فيلم "آه يا ليل يا زمن".



لكن ما لا يمكن أن نغفله لبليغ حمدي، أو نسامحه عليه، هو أيقونة أخرى للفنانة شادية، من كلمات الشاعر محمد حمزة، هي من مقام "الصبا"، القادر على دفعك إلى قطع شرايينك من شدة النشوة، لاحظ ما فعله بليغ بالكورس، حتى جعل منها "لطمة خالدة"، تركت علامة واضحة في وجه أجيال.


 


    
يحكى التاريخ الشفهي للمصريين، والمتاح على الإنترنت، أنها كانت النشيد القومي لكل المصريين - تقريبًا- العائدين من دول النفط العربي فى أوائل التسعينيات، الغريب أن يستمر ذلك الشعور مع جيل الألفية الجديدة، وهو من لم يألف بعد تغريبة بني هلال، من أجل البحث عن الماء والمرعى.





ماذا فعلت بنا الجمهورية؟


على فيس بوك ستجدد عددا لا نهائي من الصفحات التي تتحدث عن "مصر زمان"، ومجملها مواجهة بين جمال ماض على شكل صورة ثابتة، وقبح الحاضر بتفاصيل معيشية متغيرة، وكيف كان شكل الشوارع ومدى تحضر الناس، وشياكة التعامل، حتى صرنا اليوم مجتمعا مريضا بالنوستالجيا.


 


عروس البحر المتوسط ..الاسكندريه ..نصب التذكاري للخديوي اسماعيل ..1938م

Posted by ‎مصر الحلوه زمان‎ on Sunday, March 29, 2015

 


يبدو هذا واضحًا من خلال متابعة بعض هذه الصفحات الخاصة بزمن الملكية، فالملك فاروق وحده، آخر ملوك مصر قبل الثورة، لديه أكثر من صفحة، منهم على سبيل المثال "حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان" وصفحة "موقع الملك فاروق الأول - فاروق مصر" التي  تحظى بمتابعة أكثر من مليون ونصف متابع، والتي احتفلت منذ أيام بمروز ذكرى 50 عاما على غياب آخر الجالسين على عرش مصر من أسرة "محمد علي".


<div id="fb-root"></div><script>(function(d, s, id) {  var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];  if (d.getElementById(id)) return;  js = d.createElement(s); js.id = id;  js.src = "//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&version=v2.3";  fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, 'script', 'facebook-jssdk'));</script><div class="fb-post" data-href="https://www.facebook.com/king.farouk.faroukmisr/photos/a.378190948948879.1073741922.102433933191250/683202685114369/?type=1" data-width="500"><div class="fb-xfbml-parse-ignore"><blockquote cite="https://www.facebook.com/king.farouk.faroukmisr/photos/a.378190948948879.1073741922.102433933191250/683202685114369/?type=1"><p>&#x627;&#x644;&#x645;&#x644;&#x643; &#x641;&#x627;&#x631;&#x648;&#x642; &#x64a;&#x634;&#x631;&#x628; &#x627;&#x644;&#x634;&#x64a;&#x634;&#x629;  &#xfe335;&#x648; &#x644;&#x647;&#x630;&#x647; &#x627;&#x644;&#x635;&#x648;&#x631;&#x629; &#x642;&#x635;&#x629; &#x637;&#x631;&#x64a;&#x641;&#x629; ..&#x641;&#x64a; &#x635;&#x64a;&#x641; &#x661;&#x669;&#x663;&#x668; &#x648; &#x628;&#x64a;&#x646;&#x645;&#x627; &#x645;&#x648;&#x643;&#x628; &#x62c;&#x644;&#x627;&#x644;&#x629; &#x627;&#x644;&#x645;&#x644;&#x643; &#x641;&#x627;&#x631;&#x648;&#x642; &#x627;&#x644;&#x645;&#x647;&#x64a;&#x628; &#x64a;&#x62c;&#x648;&#x628; &#x634;&#x648;&#x627;&#x631;&#x639; &#x627;&#x644;&#x627;...</p>Posted by ‎<a href="https://www.facebook.com/king.farouk.faroukmisr">الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر</a>‎ on <a href="https://www.facebook.com/king.farouk.faroukmisr/photos/a.378190948948879.1073741922.102433933191250/683202685114369/?type=1">Tuesday, March 31, 2015</a></blockquote></div></div>


لا ننكر أن للماضى سحر ورونق خاص ، ولكن إن رغبت - حقًا - في العيش هناك، فليس أمامك سوى انتظار اختراع "آلة الزمن"، حيث  تستطيع أن تنتقل إلى زمن الأفندية، وحتى ذلك الحين، مرحبًا بك بيننا، حيث سعد الصغير، وفيفي عبده، وصافينار ترقص على أنغام الزلزال.


 


أو كما يقول لك أحد أشهر الشعراء المغتربين إيليا أبوماضي


“إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى...هيــهات يرجعه إليك تندّم


أو كنت تشفق من حلول مصيبة...هيــهات يمنع أن تحلّ تجهّم"   
 


وهي طريقة شاعر الطلاسم ليخبرك بشياكة.. فُكك متزودهاش.