التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 10:24 ص , بتوقيت القاهرة

دليل العروسة "اللقطة"!

يولد البعض محظوظًا ويولد البعض إناثا! 


فالحياة كأنثى كانت ومازالت تحديًا حقيقيًا، ليس في هذا الجزء من العالم فقط، بل في كل ركن معمور. تختلف التحديات شكلًا من مكان لمكان ولكنها في جوهرها تدور حول تحدٍ واحد: تحدي القالب. القالب هو قالب "الفتاة الجيدة". وهو مجموعة من المقومات غير المعلنة، ولكنها متفق عليها داخل مجتمع ما. والتي يجب على كل من ترغب في الانتماء لهذا المجتمع أن تلتزم به. 


تختلف المقومات باختلاف الخلفية الثقافية. فالفتاة الجيدة في الولايات المتحدة الأمريكية، غير الفتاة الجيدة في جنوب شرق آسيا .. إلخ. والفتاة الجيدة في هذا الجزء من العالم هي من ينطبق عليها وصف "العروسة اللقطة".


من هي "العروسة اللقطة"؟
العروسة اللقطة مصطلح مصريّ مانع جامع يستخدم للدلالة على أن أنثى ما اجتمعت فيها كل الصفات الجيدة، مما يجعلها "صيدا ثمينا" يرغب فيه الجميع. 
يجب أن تتوفر في "العروسة اللقطة" بعض الصفات، أهمها أن يتراوح عمرها ما بين 21 – 28 عامًا. ما أن تنقلب هذه الثمانية إلى تسع يبدأ النظر للعروسة اللقطة بنفس التوجس الذي ينظر به لعلبة تونة منسية. تُقلب ذات اليمين وذات اليسار للتأكد من "تاريخ الصلاحية". تنتهي في المعتاد صلاحية "العروسة اللقطة" بعد ظهور رقم 30 بعام أو عامين على الأكثر. 


والعروسة اللقطة "محافظة" تلتزم "بالتقاليد". وبالتبعية فهي لا تؤمن بالصداقة بين النساء والرجال. ولا ترى شكلا للعلاقات غير الزواج. ومن ثًم لا يمكنها التواجد بمفردها مع ذكر في أي مكان دون صحبة آمنة. كما أنها "مؤدبة" لا تناقش ولا تجادل. ومن الأفضل ألا يكون لديها رأي غير ما يرى "من هو أكثر منها دراية". 


والعروسة اللقطة "ناجحة" و"مستقلة" تتعلم بجد وتعمل بجد بشرط واحد، ألا يعطلها عملها وتعلمها عن وظيفتها الأساسية كزوجة وأم. يضمن توافر المقومات السابقة في أي أنثى حياة مريحة داخل "القالب". تنتمي وتندمج في المجتمع وتوفر على نفسها الكثير من المنغصات. فمثلًا التزام الأنثى بالارتباط قبل "انتهاء تاريخ الصلاحية". يوفر عليها مواجهة التساؤلات المنطقية عن أسباب ترك علبة التونة منسية لما بعد انتهاء الصلاحية، يضمن لها عدم الوصم بالعنوسة. والأهم أنه يضمن لها شهادة إنجاز دون أي مجهود. 


أما الالتزام بالتقاليد، سواء في الزي أو غيره. فيضمن لها انتصار سهل في معركة "الاحترام". فالنساء متهمات على الدوام وفقط التزامهن بالتقاليد يضمن لهن البراءة وشهادات الطهر والعفاف.


أما مبدأ الرجل للزواج لا الصداقة، فعلى الرغم من أنه يليق بالقرن التاسع عشر لا القرن الحادي والعشرين، إلا إنه يوفر الكثير من الأمان لأنثى هذا الجزء من العالم. فلن يتقرب ممن تلتزم بتلك القاعدة معجب مدعيًا الصداقة من أجل نظرة أكثر قربًا. كما لن يستخدمها صديق كبديل لملء فراغ عاطفي لحين إيجاد من يظنها تستحق "شرف الارتباط" به. كما ستحمي التقليدية الفتاة من خبث نوايا مدعي العقول المتفتحة.


وستوفر حالة "اللارأي" علاقات يسودها الوفاق. فما الجدوى من الإختلاف حول مستقبل الشرق الأوسط في ظل الربيع العربي؟ الإيماء وإدعاء الاستماع باهتمام لمن يظن أن رأيه في مثل تلك المشاكل سيؤدي لحلها هو أقصر طريق للسعادة.


أما النجاح الوظيفي المشروط فسيجنبها مرارة المنافسة وشرور الهزيمة المهنية وسيوفر طاقتها لما هو أهم. فـ"القالب" مصمم خصيصًا لراحة الأنثى. ومن ترفض الالتزام به تسعى بإرادة حرة "لوجع الدماغ". والسعي "لوجع الدماغ" يفسد "العروسة اللقطة". 


الخيار، عزيزتي "العروسة"، لك. إما القالب وراحة البال أو .. وجع الدماغ.