التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 11:22 م , بتوقيت القاهرة

صفية زغلول.. الأم التي لم تنجب

لم يشأ القدر أن تنجب، لكنه شاء أن يجعلها أما بالروح للتوأمين مصطفى أمين وعلي أمين، بينما كانت لا تزال عروسا حديثة الزواج، حيث انتقلت مع زوجها سعد زغلول إلى منزله، لتجده خال والدتهما.



اشتهرت صفية زغلول بكفاحها في الحياة السياسية أوقات ثورة 1919، وحثها للمصريين على الجهاد، من أجل التخلص من الاحتلال، والمطالبة بالاستقلال، لكن ذلك الجانب من حياتها بقى دائما أقل شهرة من الآخر السياسي.


الأم التي طالما تمنت وزوجها أن ينجبان طفلا، يحمل اسم سعد زغلول من بعده، ويتابع مسيرته في الحياة السياسية من خلفه، وجدت في التوأمين طلبها التي دوما تمنته، فكانت لهما الأم الحنونة، التي تشكو من شقاوتهما، لكن لا ترضى بعقابهما. الأم التي كانت لهما المعلمة والمربية، وبفضلها، نشأ التوأمان نشأة مليئة بالوعي والثقافة، مكنتهما فيما بعد من إنشاء جريدة "أخبار اليوم"، وأصبح اسمهما لامعا في عالم الأدب والصحافة لاحقا. الأم التي فاض حنانها ليشمل جميع المصريين، الذين فتحت لهم بيتها، ليصبح ملتقى الوعي والثقافة والكفاح ضد قوات الاحتلال، ويلقب بـ"بيت الأمة".



لم يقتصر شعور صفية زغلول بالأمومة على التوأمين فقط، بل اعتبرت نفسها أما لكل المصريين، وذلك حين أعلنتها صراحة في بيان لها، عقب نفي سعد زغلول إلى جزيرة "سيشل"، وقالت "إنها منذ تلك اللحظة تعتبر نفسها أما لكل أولئك الأبناء، الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".


أصبحت صفية زغلول رمزا للأم المصرية، التي لا تبخل مطلقا على أبناء شعبها إذا طلبوا منها شيئا، وإن حتى لم يطلبوا، فشاء لها القدر أن يظل المصريون يتذكروها، بأنها ربت أجيالا، وحتى وإن لم تنجب.