التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 01:02 م , بتوقيت القاهرة

ألف مشهد ومشهد (2)

في نسخة صلاح أبو سيف من "ريا وسكينة"، هـ نلاقي الستتين ورجالتهم مالهمش أي عمق إنساني، مجرد "رمز" للأشرار اللي بـ يستدرجوا المواطنات الآمنات، ويقتلوهم ويسرقوا فلوسهم، وده مالوش علاقة بـ إنه فيلم قديم، وإنما له علاقة بـ "أبو سيف" نفسه، اللي كان حريف إسقاطات ورمزيات من أول قرون محجوب عبد الدايم لـ حد "المواطن مصري" على بعضه. وفي نهاية الفيلم التخلص من ريا وسكينة كان عن طريق "ثورة شعبية"، ساعدت رجل الشرطة (بطل الفيلم وعنصر الخير فيه) على التخلص منهم.



علشان كده اختار أبو سيف للعصابة أربع ممثلين مكنوش تقريبا معروفين: نجمة إبراهيم أخت راقية إبراهيم، ممثلتين يهود وكان ليهم أخت تالتة عالمة ومطربة كان اسمها سيرينا المصرية، ونجمة مكنتش معروفة لا قبل دور "ريا"، ولا بعده، رغم إن نجاح الفيلم خلاها تشتغل كام فيلم، بس هي فعلا  ما علمتش إلا في الفيلم ده، وتحديدا في المشهد اللي هـ نختاره، بالإضافة لـ جملة تانية في الفيلم، وهي الجملة الخالدة: "قطيعة، محدش بـ ياكلها بـ الساهل"، ودي جملة ساخرة عظيمة من السيد بدير، كاتب حوار الفيلم، إنه حتى قتالين القتلة شايفين إنهم بـ يتعبوا في شغلهم ومظاليم.



سكينة كانت زوزو حمدي الحكيم، وكل شهرتها في تاريخ الفن هو سؤال: ازاي الست الوحشة دي اتكتب فيها "الأطلال" التي كتبها إبراهيم ناجي ولحنها السنباطي وغنتها الست؟ وبـ غض البصر عن إن الأطلال، كـ كلمات، قصيدة عادية ممكن تتكتب في أي حد، وبـ غض البصر عن إن الشعرا مش بـ يكتبوا قصايد في حبيباتهم لأنهن جميلات بس، لكن لأنهن حبيبات ونقطة، بـ غض البصر عن كل ده، زوزو كانت بـ الفعل مزة جامدة جدا سنة 1932، لما اتخرجت في أول دفعة من دفعات معهد التمثيل (شفت لها صور) إحنا شفناها في دور "سكينة" لما كانت كبرت وزادت لها خمسين ستين كيلو.



إذا كان ده دور ريا وسكينة نفسهم، فـ دور حسب الله وعبد العال كانوا في الضياع، حسب الله كان رياض القصبجي (الشاويش عطية) بس قبل ما يشتغل أهم أفلامه مع إسماعيل ياسين، كان لسه ممثل ثانوي، وبالمناسبة القصبجي مولود في إسكندرية ومتربي في وش واحد من بيوت ريا وسكينة، ومؤكد قابل حسب الله الحقيقي وهو صغير، ودي كانت فرصة لو كان الفيلم اشتغل على نفسيات المجرمين أعتقد كان ممكن تفرق، مش في إنه يقلده، لكن على الأقل ينقل روحه.



عبد العال كان سعيد خليل، اللي اشتغل طول عمره في أدوار صغيرة، خصوصا رجل العصابات المجرم، واشتغل كتير مع أبو سيف في أعمال مختلفة. وطبعا مكنش فيه وجود لـ عبد الرازق وعرابي اللي ما عرفناهمش إلا مع كتاب صلاح عيسى.



نضيف للممثلين اللي لعبوا أدوار العصابة الممثلة اللي لعبت دور الضحية، وهي مش ممثلة قوي، أو مش ممثلة خالص الست زينات علوي، الرقاصة الفنانة اللي عاشت حياة صعبة قوي، قضت أغلبها في النضال علشان تكون نقابة للراقصات، وفشلت واعتزلت واتوفت وحيدة.


مع الخمسة دول كان فيه عدد من رجال العصابة الكومبارس، هم دول اللي ظهروا في المشهد الأهم من الفيلم، بس فيه صناع تانيين للمشهد أكتر أهمية منهم بيرم التونسي وأحمد صدقي وشفيق جلال وإميل بحري، بـ الذات بـ الذات إميل بحري، وكل دول طبعا تحت قيادة صلاح أبو سيف.


أظن بقى واضح إحنا بـ نتكلم عن أنهي مشهد بالظبط، نتكلم عنه بقى بكرة.
استنونا