التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 11:48 ص , بتوقيت القاهرة

كيف تكَعبِل اليوم من أوِّلُه؟

أهم ساعة في اليوم بالنسبة لي هي أول ساعة.. عشان هي الساعة اللي بيتحَدِّد فيها "موود" اليوم كُله.. لو عَدِّت بيس كل حاجة بعد كده مَقدور عليها.. لو فيها عَكنَنة اليوم كله بيتكعبِل زي بَكَرة الخيط اللي اتفَكِت ووقعِت من الدور العاشِر.


أسهل وأقصَر الطُرق لكَعبَلِة اليوم من أولُه هي الحوار الصباحي مع بواب العمارة.. وَصفَة مضمونة للعَكنَنة حيث إنه لا يمكن يجيب لك خَبَر عِدِل.. وعشان كده بحاول دايماً اتجَنِّبُه في هذه الساعة الحَرِجَة من اليوم... يعني وانا نازلة الصُبح أعمِل نفسي مش شايفاه ولو كلمني أعمِل نفسي مش سامعاه.. لكن نجاحي بيتوقف طبعاً على أهمية الخَبر اللي عايز يتحفني بيه على الصُبح.. لو شايف إنه خبر مُهم حايجيبنى حتى لو نازلة لابسَة طاقية الاخفا.. حا يطلع يجري ورايا ويناديلي بصوت عالي:


- يا دكتورة يا دكتورة...


- يا دكتورة يا دكتورة...


- هو انا مش قلت لك ستين مرة إني مش دكتورة؟!


- معلش يا دكتورة أصلي جُلت الحَجِك جَبل ما تَمشى.


- خير إن شاء الله؟


- ماتطبخيش بميِّة الحنفية لحسن دى ميِّة الخزَّان.


- هي الميَّة مقطوعة ولا إيه؟


- لا دي المواتير خِربِت...


- "خِربِت"؟! ده إيه الملافِظ المُبهِجَة دي ع الصُبح؟


- والله خربِت يا دكتورة


- والله مصدقاك.. وحتتصلَّح إمتى؟


- لما الراجل ياجى يصَلِحها.


- عارفة انها مش حتصلَّح نفسها بنفسها.. قصدي الراجل حييجى يصلحها إمتى يعنى؟


- ماعارِفش والله يا دكتورة.


- ماكلِّمتوش تاخُد منه ميعاد؟!


- لأ ماكلمتهوش.


- يعنى حتفضَل قاعِد مكانك مِستَني الراجل اللي مكلمتوش ولا إيه؟!


- وأنا أعرِف حياجى إمتى كيف بس يا فندم؟!


- تضرَب الوَدَع.. معروفة دي.


- أضرب الوَدَع كيف يعني؟!


- قصدى يعنى تِرفَع سماعة التليفون وتتصل بالشركة.. أول ما حَد يرد عليك تقول "ألو.. من فضلك عايزين حد يجي يصلح المواتير".. سَهلَة؟


- طبعاً سهلة.


بعد يومين بالتمام والكمال وفى نفس الساعة الحَرِجَة الضيِّقة.. يأتي صوت البواب من مَدخَل العِمارة:


- يا دكتورة يا دكتورة...


- مابَلاش يا أحمد الله لا يسيئك...


- أنى بس كنت عايز أنبِهِّك إن مواتير الميَّة لسة خَربانة.


- هو انت ليه مش بيحلَى لك سيرة "الخراب" غير على الصُبح؟


- جُلت ألحَج حضرِتِك جَبل ما تُطبخى من ميّة الحنفية.


- شايفني نازلة بمَريَلِة المطبخ والحَلّة ف إيدي؟!.. ده انا رايحة الشُغل!!


- لأ استحواط.


- "استحواط"؟؟ يعني قصدك المواتير مش حتتصَلَّح لغاية بالليل؟


- واني اعرِف منين؟


- تانى يا احمد؟؟؟؟ مش قلنا تكلم الشركة يبعتوا حد يصلَّحها.


- ما انى كلمتهم.


- قالوا لك الميعاد إمتى؟


- ماجالوش.


- ليه هو أنت مش طلبت منهم ميعاد؟!


- لا أنى جولت لهم بس أن المواتير بايظة.


- ...!!!... طب أنت عايز منى إيه دلوقتى عشان أنا خُلقي ضاق أوي واليوم لسه في أولُه.


- سلامتِك يا دكتورة.


- أنا مش دكتوووورة.


- أنى بس بفَكِرِك ماتُطبخيش من مية الحنفية.


- وانا بفكَرَك تكلم شركة المواتير تاني وتاخُد ميعاد.


- لاهو المواتييير ليها شركة؟؟؟


- أمال انت كَلِّمت مين؟


- شركة المَيَّة طبعااااً


 مش قلت لكم إن الحوار مع بواب العمارة فى أول ساعة من اليوم هو أسهل وأقصر الطُرُق لكَعبَلِة اليوم من أوِّلُه؟!