التوقيت الثلاثاء، 30 أبريل 2024
التوقيت 10:23 م , بتوقيت القاهرة

لماذا وصف أنيس منصور حب أمه بالعذاب الذي حوله لكلب؟

"امرأة وراء كل عظيم، كأرض منخفضة وراء كل جبل.. سعيد من يجد امرأة يحبها، تعيس من يجدها ثم يتزوجها.. المرأة تفضل أن تستسلم للرجل الذي يرغمها، وليس للرجل الذي يقنعها".


المقولات السابقة وغيرها من مقالات مطولة، أهّلت أنيس منصور ليرث بجدارة لقب "عدو المرأة" عن أستاذه، عباس العقاد، وهو اللقب الذي تبرأ منه منصور، وقال إن المرأة هي التي تعتبره عدوًا لها، بسبب صراحته في مواجهتها بحقيقتها.


علاقة الرجل، الذي شاكس المرأة تارة وهاجمها أخرى، بوالدته كانت من نوع خاص، فقد أحبها حبًا شديدًا تعذب معه وشقي به، وقال عن حبه لأمه في مقال تحت عنوان "كرهت الحب"، ضمه كتابه "وداعًا أيها الملل": حب أمي يعذبني فعلا.. إنها سلبتني أعز ما أملك.. سلبتني حريتي.. إنني أصبحت أشعر بأنني حارس لإبنها.. الذي هو أنا.. بأنني حاميه.. بأنني أمانة.. في عنقي.. بأنني "عهدة" يجب أن أسلمها إلى صاحبتها وهي والدتي.. بأنني يجب أن أصون نفسي.. ألا أتعب.. ألا أتقلب في فراشي.


إن حبي لأمي جعلني أتحول من صاحب مال إلى حارس لهذا المال، من صاحب عمارة إلى بواب إلى خفير، من ابن إلى كلب يحرس هذا الابن.


فأمي لا تتصور أبدًا أنني من الممكن أن أمرض أو أتعب أو أتعذب.. إنها تحزن في عجز، فكل ما تملكه أمي هو بضعة ملايين من الدموع، ومثلها من الدعوات 3 مرات في اليوم.


لقد كرهت حبي.. كرهي حبي لأمي لأنه يعذبني لأنه يحرمني متعة المرض، متعة الصراخ بأعلى صوتي وقول: آه.. متعة تبديد نفسي.. إهدار صحتي.. ممارسة حريتي.. فإنها هي المرض الغريزي.. المرض الذي أوصت به السماء في كل دين.


بكى أنيس منصور أمه، بعد وفاتها، بحرارة، وقال "كم أحببت هذه الأم وبكيت وما زلت أبكي فراقها فقد دفعتني للتفوق والقراءة، وحفظ القرآن في طفولتي، كانت أمي وصديقتي في طفولتي وصباي".


بناء على وصيته، من على فراش الموت، تم دفن أنيس منصور بجوار والدته بمدافن العائلة بمدينة نصر عام 2011.