التوقيت الأحد، 08 يونيو 2025
التوقيت 05:45 م , بتوقيت القاهرة

حفلات تاريخية لأم كلثوم (6)

أم كلثوم غنت مرة في سوريا سنة 1933، والمرة دي كتير بـ يسقطوها من قوائم حفلات أم كلثوم في سوريا، لأن نشاطها في الشام كان في النص التاني من الخمسينات، الفترة اللي شافت الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958، ومن بعد 1959 أم كلثوم ما راحتش سوريا لـ حد ما ماتت.


في سوريا، وسنة 1955، تحديدا يوم الأحد 26 يونيه (مش 27 زي ما هو شائع) أم كلثوم أحيت حفل جمعية المبرة النسائية، ومش ه نكرر رصد المظاهر الأسطورية لاستقبالها، راجع حفلة العراق، هـ تلاقي مفيش فرق كبير. خلاص، الست دي كانوا بـ يستقبلوها كـ أسطورة، نقطة.


لكن يهمنا هنا رصد الحفلة لأن حجم الضيوف ونوعيتهم حاجة تخض، وإذا كانت حفلة العراق  خاصة للعيلة المالكة، فـ هنا بـ نتكلم عن خمس تلاف بني آدم حضروا حفلة في مسرح ما يساعش أكتر من تلات تلاف متفرج.


المسرح هو مسرح اللاييك في دمشق (بقى اسمه الرسمي"معهد الشهيد باسل الأسد")، ورغم الحضور الجماهيري الضخم، اللي يليق بـ ماتش كورة، لكن شوف مين كان حاضر الحفلة، صبري العسلي رئيس الوزرا السوري، وفهد الصباح شيخ الكويت الراحل (كان ساعتها وزير الأشغال) وطقم وزرا على مسئولين سوريين منهم: الوزرا خالد العظم، وعبد الباقي نظام الدين، ورئيف الملقي، وحامد الخوجة، وفاخر الكيالي، وليون زمريا، ومأمون الكزبري، ووهيب الغانم، ووفد من البرلمان برياسة السياسي السوري المعروف فخري البارودي.

وقتها كان رئيس البرلمان ناظم القدسي، وماحضرش الحفل بس تاني يوم اعتذر في الصحافة السورية، وقال إن مفيش حاجة تقدر  تمنعه عن أم كلثوم إلا "ظروف قاهرة".

وأعتقد إن الاعتذار ده لافت أكتر من أسماء الحضور، لأن الحضور في النهاية مدعوين لـ حفلة هـ يحضرها رئيس الوزرا مع وزير كويتي، لكن فكرة الاعتذار تبين لك أهمية الحدث.


أم كلثوم غنت في الحفلة دي تلات وصلات، فيها أربع أغنيات:


"ولد الهدى" و"يا اللي كان يشجيك أنيني"، و"يا ظالمني"، و"رباعيات الخيام" الأغاني الأربعة ألحان السنباطي، وكلمات أحمد رامي، بـ استثناء "ولد الهدى" لـ أحمد شوقي، ورباعيات الخيام صحيح بتاعة رامي، بس هو مترجمها عن عمر الخيام.


وطبعا في النهاية رئيس الوزرا السوري أنعم عليها بـ وسام الاستحقاق، كالعادة.

فخري البارودي اللي رأس وفد البرلمان السوري في الحفلة دي، له تسجيل في حفلة تاني لأم كلثوم




الحفلة كانت على مسرح سينما دمشق، وغنت أم كلثوم "جددت حبك ليه" وفـ نص الغنوة، وقف البارودي، وصرخ: "الله يبليكِ بحبي" فـ الست ضحكت، وحصل هرج ومرج، فـ البارودي قال: "يا أم كلثوم يبليكِ بحبي إن شاء الله بجاه الحبيب".


متعهد الحفلة دي، ومدير أعمال أم كلثوم في الشام، على مدار تلاتين سنة مثلا، كان اسمه أحمد الجاك، ويقال إنه هو اللي منح أم كلثوم لقب "كوكب الشرق" بس ده شيء مش مؤكد، فيه روايات كتيرة في الشأن ده منها إن اللي منح أم كلثوم اللقب ده كانت واحدة اسمها أم فؤاد في حيفا سنة 1928، قبل ما تعرف الجاك بـ سنين، بس إنت عارف إن الحكايات دي كلها مش مؤكدة، خصوصا في العشرينات والتلاتينات. لكن علاقة أم كلثوم بـ الجاك نفسه كانت قوية، وليها حفلة كانت في بيته غنت فيها "يا ظالمني"، بس دي كان ليها سياق تاني مش مهم قوي.


مش ممكن نفوت سوريا من غير ما ننوه لـ حفلة تانية، والسبب مالوش دعوة بـ سوريا، لكن بـ العراق، خلونا نشوفها المرة الجاية.