التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 05:58 م , بتوقيت القاهرة

في كلام المصريين.."كل مثل وله حكاية"

دشن مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، هاشتاج بعنوان#مثل_مصري_عجبني، وتصدر تريند موقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت

الأمثال الشعبية تحكي جزءا كبيرا من ثقافات الشعوب المختلفة، والسير الشعبية مليئة بالحكايات والأساطير، والشعب المصري أسطورة في الأمثال الشعبية، ويستعين بها دائما لتأكيد صحة ما يقول، فأصبحت الأمثال هي لغة للتخاطب.

ولكن خلف كل مثل قصة انبثقت منها كلماته، فتعال للتعرف معنا على أشهر الأمثال الشعبية، وقصتها.

"بين حانة ومانة ضاعت لحانا"

ترجع قصة هذا المثل إلى رجل متزوج من امرأتين، إحداهما اسمها "حانة" والثانية اسمها "مانة"، وكانت حانة صغيرة السن عمرها لا يتجاوز العشرين، بخلاف مانة التي كان عمرها يزيد على الخمسين والشيب في رأسها، فكان كلما دخل إلى حجرة "حانة" تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء، وتقول: "يصعب علي أن أرى الشعر الشائب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابا"، ثم يذهب الرجل إلى حجرة "مانة" فتمسك لحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول: "لا أحب أن أرى شعرا أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن". 

وظل الرجل على هذا الحال إلى أن نظر في المرآة يوما فوجد لحيته وقد نقص شعرها كثيرا، فأمسكها بعنف وقال: "بين حانة ومانة ضاعت لحانا".

"الضرة مرة ولو كانت جرة"
كان هناك رجل متزوج منذ زمن طويل، وكانت زوجته لا تنجب، وأصرت زوجته أن يتزوج، وقالت له: "لماذا لا تتزوج ثانية يا زوجي العزيز؟ ربما تنجب لك الزوجة الجديدة أبناءً يحيون ذكرك"، فرد عليها قائلا: "مالي بزوجة ثانية؟ سوف تحدث بينكما مشاكل وغيرة"، فقالت: "كلا يا زوجي، فأنا أحبك، وسوف أراعيها ولن تحدث أي مشكلة"، فوافق الزوج على الفور.
وقال الزوج لزوجته: "سوف أسافر يا زوجتي وسأتزوج امرأة غريبة عن هذه المدينة، حتى لا تحدث أي مشاكل بينكما، وبعد فترة عاد الرجل إلى البيت ومعه جرة كبيرة من الفخار وقد ألبسها ثياب امرأة ووضعها في حجره خاصة، وقال لزوجته: "لقد حققت رغبتك وتزوجت"، وتركها وذهب إلى عمله، وعندما عاد إلى المنزل وجد زوجته تبكي، فقال لها: "ماذا يبكيك؟"، فردت الزوجة: "امرأتك التي جئت بها شتمتني وأهانتني ولن أصبر على هذه الإهانة"، وتعجب الزوج ثم قال: "لن أرضى لك بالإهانة وسترين بعينيك ما سأفعله بها".
وأخذ الزوج عصا كبيرة وضرب بها الضرة المزعومة على رأسها فتهشمت، وإذا بها جرة فخارية، فذهلت الزوجة، وقال الزوج: "هل أدبتها لك؟ فقالت المرأة لزوجها: "لا تلمني على ما حدث، فالضرة مرة ولو كانت جرة".

 اضغط هنا وشوف الترجمة الحرفية للأمثال الشعبية

"بينهم ما صنع الحداد "

كان رجل من العرب متزوجا بامرأة سليطة اللسان كدرت حياته، وفي يوم من الأيام فاض به الكيل من زوجته فخرج من خيمتهما وصاح قائلا: "بيني وبينك ماصنع الحداد ". 

لم تفهم الزوجة الجملة وأخذت تفكر فيها دون جدوى، فقررت انتظار زوجها إلى أن يعود وتفهم ما يقصده، فعاد الزوج ومعه لفة بداخلها قرص كبير من الحديد، وعصا طويلة، وأعطاها لابنه وأمره بأن يطرق عليها ليحدث ضجيجا، وخرج من الخيمة، وأخذ الزوج يبتعد وابنه مستمر في الطرق إلى أن وصل نقطة انتهى عندها الصوت الذي صنعه الحداد، فنصب خيمة خاصة به للهروب من لسان زوجته السليط.

"رجعت حليمة لعادتها القديمة"

أصل المثل هو "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، وليس كما نسمعه في وقتنا الحالي بـ"رجعت ريمة لعادتها القديمة"، لأن الأصل يرجع إلى السيدة حليمة وليست "ريمة" .

وكانت حليمة زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم، وهي على النقيض تماما كانت سيدة شديدة البخل، فكانت إذا أرادت أن تضع سمنا في الطبخ ارتجفت المعلقة في يدها، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها إن الأقدمين قالوا إن المراة كلما وضعت معلقة من السمن في الطبخ زاد عمرها يوما.

فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى أصبح طعامها طيبا، وتعودت يدها على السخاء، وعندما توفي ابنها الوحيد تمنت الموت، وأخذت تقلل من وضع السمن في الطبخ لكي ينقص عمرها وتموت، فقال الناس عنها "رجعت حليمة لعادتها القديمة".

"إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه"

هذا المثل من أقدم الأمثال المصرية ويعود إلى العصر الروماني عندما احتل الإسكندر الأكبر مصر، ويحكي هذا المثل أنه في تلك الحقبة من الاحتلال الروماني لمصر كانت تزرع مصر الميرة "القمح"، وكان من المتعارف عليه وقتها للإمبراطورية الرومانية، وكان ممنوعا على الفلاح المصري أخذ أي حبة منه بعد حصاده إلا بأمر الحاكم الروماني.
وكانت الميرة تُشوَّن في صوامع ترابية لحين شحنها إلى الامبراطورية الرومانية، وعندما لا يستطيع الفلاح الحصول على نصيبه مما زرع، كان ينصح بأن يبحث في تراب الصوامع عسي أن يجد بعض القمح، ومن هنا كان المثل "إن فاتتك الميرة اتمرغ في ترابها"، وبمرور السنين أصبح "إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه".

"هي كوسة"

أكثر كلمة نتداولها في الوقت الحالي بسبب انتشار الواسطة، وتعود الحكاية وراء الكوسة إلى قديم الزمان، حيث لا أجهزة تبريد لحفظ الخضراوات، وكانت الوكالة المخصصة لبيع المحاصيل الزراعية بالجملة بدون سقف لحماية المنتجات من حرارة الشمس، ومن المعروف أن الكوسة سريعة التلف عند تعرضها للشمس، فكان المزارعون يصطفون في طابور طويل من أجل تسليم منتجاتهم للوكالة لبيعها.

وكان المزارع الوحيد الذي يُستثنى من الوقوف في هذا الطابور هو صابح محصول الكوسة، فكان يقف الحارس على باب الوكالة وينادي في المزارعين "كوسة يدخل"، وإن تذمر أحد الواقفين في الطابور في محاولة لتعدي دور الآخرين فكان يُنهر، ويقولون له: "كوسة يدخل"، من هنا ظهرت كلمة "هي كوسة".

"المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي"
يعود هذا المثل إلى عصر المماليك، حين تعدى مملوك على زميله بالضرب حتى قتله، فرآه رجل من المنوفية فأراد القاتل المملوكي أن يرشوه حتى لا يكشف سره، فظل يطعمه من لحوم الغنم والإبل واتفق معه على أن لا يشهد ضده في جلسة الحكم التي سيقاضى فيها المملوكي القاتل.

وجاء يوم محاكمة المملوكي أمام القاضي، فطلب القاضي من المنوفي أن يحلف اليمين على قول الحق فأجابه واعترف على المملوكي القاتل وسرد كل ما حدث بالضبط، فصاح المملوكي وقال له: "ألم نتفق معا؟" فرد علية المنوفي: "كيف أشهد بقول الزور وأعتق رقبتك وأخرجك من السجن، وأدخل أنا بشهادتي الزور النار؟" فرد عليه المملوك قائلا: "المنوفي لا يلوفي ولو أكل لحم الكتوفي".

"رب ضارة نافعة"

هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها ونجا بعض الركاب، ومنهم رجل أخذته الأمواج حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة، وعندما أفاق الرجل من الإغماء جلس على ركبتيه وطلب من الله ان ينقذه مما هو فيه، ومرت عدة أيام والرجل يأكل ثمار الأشجار ويصطاد الأرانب ويشرب من منبع مياه قريب، وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي به من برد الليل وحر النهار. 

وذات يوم خرج الرجل يتجول في الجزيرة المهجورة، ونسي أنه ترك الطعام ينضج على أعواد الخشب وعندما عاد كانت النار التهمت الكوخ، فأخذ يصرخ لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، ولم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان.

ونام الرجل من شدة حزنه، ولكن في الصباح كانت المفاجأة أنه رأى سفينة  تقترب من الجزيرة وتنزل قاربا صغيرا لإنقاذه، وعندما صعد الرجل على سطح السفينة سألهم كيف وجدتم مكاني؟ فأجابوه: "لقد رأينا دخانا، فعرفنا أن شخصا ما يطلب الإنقاذ، فقال الرجل: "رب ضارة نافعة".

"خربت واللي كان كان"

كان هناك سيدة عندها ثلاثة بنات في سن الزواج وكانت تتمني زواجهن، ولكنهن كن يعانين مشاكل في النطق، فإحداهن تنطق القاف بالدال، والأخرى الكاف بالتاء والثالثة مثل الأولى والثانية.

وفي يوم جاء رجل ليخطب إحدى بناتها، وجلس العريس ومعه والده والأم وبناتها، وكانت الأم قد أوصت بناتها بعدم التحدث مطلقا، فهبت رياح شديدة فأخذت الأشياء تطير من المنزل، فنادت البنت الأولى على أمها قائلة: "أماه، حبل البيت اندطع"، يعني انقطع، فصاحت البنت الثانية في أختها: "ألم تقل لك أمت لا تتلمي؟" .. يعني ألم تقل لك أمك لا تتكلمي"، فردت البنت الثالثة قائلة: "تتلمت واللي تان تان.. يعني تكلمت واللي كان كان"، فصرخت الأم: "خربت واللي كان كان".

"رجع بخفي حنين"
كان هناك رجل يدعى "حنين" يصنع أحذية ويبيعها للناس وذات يوم جاءه أعرابي ليشتري منه خفين، لم يقبل الأعرابي المبلغ الذي عرضه حنين ثمنا للخفين وطالبه بتخفيضه، وبعد مناقشة طويلة رفض حنين وذهب الأعرابي من غير أن يشتري الخفين، فغضب حنين وأراد أن يغيظه وفكر له في خدعة يخدعه بها ويسخر منه، فركب الأعرابي جمله واستعد للعودة إلى قبيلته، وأسرع حنين إلى المكان الذي سيمر منه الأعرابي ووضع أحد الخفين في وسط الطريق وسار مسافة صغيره ثم ألقى الخف الآخر. 
عندما مر الأعرابي وهو عائد بمكان الخف أوقف جمله ونزل وأمسك الخف ونظر إليه متعجبا وقال ما أشبه الخف بخف حنين، يا خسارة! ماذا يفيد هذا لو كان معه الخف الآخر لأخذتهما، فترك الخف وركب جمله واستمر في طريقه حتى وصل إلى الخف الثاني، فأمسك به وقال يا لسوء الحظ، لماذا تركت الخف الأول لو أخذته معي لنفع الخفان واستفدت منهما، فقرر أن يرجع ويأتي بالآخر ، وكان حنين يراقب الأعرابي من خلف تل قريب لينظر ماذا سيفعل فلما رآه قد مشى ليحضر الخف الأول أسرع حنين وأخذ جمل الأعرابي بما عليه من بضاعة واختفى.
رجع الأعرابي يحمل الخف الأول فوجد الخف الثاني على الأرض ولم يجد جمله، فحمل الخفين وعاد إلى قبيلته، فتعجب القوم عندما رأوا الأعرابي يرجع إليهم ماشيا على رجليه وليس راكبا جمله ، وسألوا بماذا رجعت من السفر ، فقال "جئت بخفي حنين" ..

 "اللي ميعرفش يقول عدس"
ترجع قصة المثل لأنه في أحد الأيام قام لص بسرقة النقود من متجر غلال وخرج مهرولا فأسرع ورائه صاحب المتجر، وعندما تعثر اللص في شوال عدس وانتشر العدس في الأرض ظن الناس أنه سرق بعض العدس ليأكله، ولاموا التاجر على قسوته، فرد التاجر قائلا: "اللي ميعرفش يقول عدس!".

 "إحنا دفنينه سوا"
يحكى أنه كان يوجد تاجران زيت يبيعان بضاعتهما على حمار، وفي يوم من الأيام مات الحمار فظنا أن تجارتهما توقفت، فاقترح أحدهما أن يدفنا الحمار ويشيدان فوقه مقام، ويدعيان أنه ضريح أحد أولياء الله الصالحين، ليأتي إليه الناس بالقرابين، وفي أحد الأيام سرق أحدهم القرابين دون مشاركة صاحبه، فهدده الثاني بأن يدعو عليه صاحب المقام، فضحك الأول قائلا: "أي صاحب مقام! إحنا دفنينه سوا"، ويقال أن مثل "تحت القبة شيخ" يرجع لنفس القصة.

 "جحا أولى بلحم طوره"
في أحد نوادره قام جحا باستدعاء جيرانه ليطعمهم من لحم ثوره، وطلب منهم الجلوس في صفوف منتظمة، ثم مر عليهم يقول للشيخ إنه لن يتمكن من هضم لحم الثور، وللمريض إن لحم الثور سيمرضه، وللسمين إنه ليس بحاجة للحم، وللشاب إنه قوي ويمكنه الانتظار بعد توزيع اللحم على الفقراء، وفي نهاية اليوم طلب من المدعويين الانصراف، قائلا: "جحا أولى بلحم ثوره".

"اللي اختشوا ماتوا"
في أحد الأيام في زمن الحمامات التركية القديمة اعتادت النساء على الاستحمام فيها، وفي أحد الأيام نشب حريق هائل بأحد الحمامات، فهرولت بعض النساء بملابس الاستحمام لتنجو، في حين خجلت الأخريات من الخروج بهذا الشكل، فكان مصيرهن الموت داخل الحمام، لينتشر بعدها مثل "اللي اختشوا ماتوا". 

"دخول الحمام مش زي خروجه"
افتتح أحد الرجال حماما تركيا وجعل دخوله بالمجان، فأسرع الناس للذهاب له، لكنه كان يتحفظ على ملابسهم وعند خروجهم يطلب منهم النقود لاستلام الملابس، وعندما سأله الناس ألم تقل أن الدخول بالمجان؟ فأجاب: "دخول الحمام مش زي خروجه".

"على قد لحافك مد رجليك"
يرجع هذا المثل لحكاية شاب ورث عن والده أموال طائلة أنفقها ببذخ وسفه، حتى أصبح لا يملك قوت يومه فاضطر للعمل عند أحد أصحاب الحدائق، وتبين أنه ابن ترف لم يعمل من قبل فسأله صاحب العمل عن قصته، وعندما أخبره بها قرر الرجل أن يزوجه ابنته وأعطاه منزلا صغيرا وعملا بسيطا، وطلب منه أن يمد رجله على قد لحافه ليصبح ذلك مثلا دارجا.

 



"جه يكحلها عماها"
يقال إن هذا المثل له أسطورة أن قط وكلب تربيا معا في قصر وحدثت صداقة بينهما، وكان الكلب معجبا بعيني القط فسأله ذات مرة عن سر جمالها، فقال القط إن عينيه بها كحل، ولما سأله الكلب كيف لك هذا؟ قال القط لا أعرف، فغار الكلب واحضر بعض الكحل، ووضعه على إصبعه ليضعه في عينيه، لكن مخلبه فقأ عينه بدلا من تكحيلها.

"المتعوس متعوس ولو علقوا في رقبته فانوس"
يحكى أنه كان هناك أخوين أحدهما غني والثاني فقير، فقرر الغني في أحد الأيام أن يرسل لأخيه المال بشكل غير مباشر، لكي لا يحرجه فألقى في طريقه سرة من النقود، وانتظر أن يأتي له بخبر العثور على نقود في الطريق، لكن أخاه أخبره أنه قرر أن يأتي مغمضا عينيه هذا اليوم، فقال الأخ الغني: "المتعوس متعوس ولو علقنا على رأسه فانوس".

وغيرها كثير من الأمثال الشعبية التي تحمل حكم وقصص طريفة، ما زالت محتفظة بحكمتها لنتعلم منها على مر الزمن.