تتجمع الفتيات في الليلة التي تسبق يوم الزفاف "ليلة الحنة"، في بيت العروس التي ترتدي أزياءً مختلفة، منها الملابس الفولكلورية والغربية، في وجود الأغاني والموسيقى المختلفة، وتقوم العروسة بالرسم على جسدها بالحنة هي وصديقتها.

استمع إلى شادية تغني "يا حنة يا قطر الندي"

ولليلة الحنة طقوسها المختلفة التي تنتظرها كل الفتيات، ولكن من أين جاءت طقوس هذه الاحتفالات؟

هناك أسطورة تقول إن ليلة الحنة تعود إلى زمن "إيزيس وأوزوريس"، عندما عمد إله الشر (ست) إلى قتل أوزوريس طمعا في الملك ومزق جسده إلى 14 قطعة ووزعها على أقاليم مصر، فجمعت زوجته إيزيس أشلاءه من كل أنحاء مصر، فكانت كلما جمعت قطعة امتلأت يدها بالدماء، وعندما انتهت من جمع أشلاءه كانت يدها قد صبغت باللون الأحمر، فاعتبر المصريون القدماء هذا رمزا لـ"وفاء الزوجة "، فحرصت الفتيات على تلوين أيديهن قبل الزفاف رمزا للوفاء.

والبعض يقول إن الأصل في الحنة أسطورة "أنس وبال"، وتحكي أن (أنس) إلهة الخصوبة والحرب كانت ترسم يديها بالحنة قبل دخول أي معركة، ومن هنا أصبحت السيدات يقمن برسم الحنة في الليلة التي تسبق حفل الزفاف "ليلة الحنة".

وتختلف طقوس هذا اليوم من بلد إلى آخر، وتختلف الأزياء التي تلبسها العروس مع اختلاف نوع المزيكا لنتعرف على طقوس ليلة الحنة حول العالم.

ليلة الحنة في مصر

في السابق كانت العروسة تحتفل وسط الأهل والأصحاب، وترتدي العروسة ملابس زاهية الألوان وتخرج لاستقبال ضيوفها، واثنتان من صديقاتها تمسكان صينية مزينة بالورود توضع بها الحنة والشموع وتضيء العروس الشموع.

ولكن اختلف الأمر تماما الآن، حيث أصبحت طقوس الحنة يغلب عليها الطابع السوداني، حيث تقوم العروس وأصحابها برسم الحنة على الجسد، وترقص العروس بالملابس الفولكلورية وسط الأهل والأصدقاء على الموسيقى التي تتناسب والزي الذي ترتديه، وتكون ليلة خاصة جدا عند العروسة وتحاول إظهار جمالها لكل المدعوين، ويقام الحفل دون حضور العريس.

ليلة الحنة في الهند

وتسمي الحنة في الهند بـ"ميهاندي"، وتختلف طقوس هذا اليوم في الهند حيث تمنع العروسة من الخروج من المنزل قبل يومين من حفل الزفاف وترتدي الزي الهندي وهو عبارة عن رسوم متداخلة من الزهور والنباتات، ويتم الاحتفال بها من خلال رسم الحنة على يديها وقدميها ويوضع للعريس أيضا الحنة في يديه من قبل أقاربه.

ليلة الحنة في المغرب

تسمى "ليلة التزين"، وخلالها تزين النكافة، وهي السيدة المسؤولة عن تزيين الفتاة المقبلة علي الزوج، العروس، وتتولى مهمة تلبيسها الحلى والأزياء التقليدية وتضع الحنة على يد العروسة وقدميها، وترسم بعض الرسومات مثل الورود والأشكال الهندسية على جسد العروس، وتكون الليلة مقتصرة على البنات.

ليلة الحنة في تركيا

تحتفل العروس في تركيا بليلة الحنة قبل ليلة الزفاف بيوم واحد، وترتدي الزي الأحمر الذي يشبه الزي العثماني، ويتم وضع قطعة فضية أو ذهبية في يدها قبل الحنة، وبعدها تقوم صديقات العروس بغناء الأناشيد الحزينة حتي تبكي العروس كنوع من الفأل الحسن، وتسمي بـ"ليلة الدموع". 

وترتدي العروس وشاحا أحمر فوق ملابسها لتغطية وجهها حتي يقوم العريس برفع هذا الغطاء في اليوم التالي.

ليلة الحنة في تونس

تمتد حفلة الحناء في تونس إلى سبعة أيام، وترتدي العروس في اليوم الثالث الفستان التقليدي والذي يعود للقرية التي تتبعها أصول عائلة العروسة، وترسم الحناء على يديها وقدميها ويتم رسمها أكثر من مرة حتى تصبح درجة الحنة البرتقالي الداكن، ويتم عمل رسومات علي ظهر اليد بالحناء السوداء، أما العريس فيقوم برسم الحنة على إصبع يديه "الخنصر" في اليوم السادس.