التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 05:18 م , بتوقيت القاهرة

أليخاندرو إيناريتو.. مخرج الأوسكار الطائر

قد تكون البداية مناسبة مع فيلم الحب غدّار، للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليز إيناريتو، الفائز بجائزة أوسكار أفضل مخرج لعام 2015، عن فيلم الرجل الطائر. ثلاث قصص متداخلة ومعقدة حول أحدهم الذي أحب زوجة شقيقه فسعى للهروب معها عن طريق جمع المال من مصارعة الكلاب، والثانية حول رجل يهجر أسرته ليحب امرأة ثرية مع كلبها المدلل ريتشي، أما القصة الثالثة فتدور حول رجل تعيس وبائس يدور شوارع المدينة يوميا ليجمع الكلاب الضالة، ليحافظ عليها قبل أن يتورط في صفقة لقتل شقيق شخص آخر.


إيناريتو المولود في 15 أغسطس، 1963، يعرف كيف يصوغ حكاياته أمام الكاميرا، وبمهارة شديدة يجعل تلك القصص المفككة تتداخل في النهاية لتشكل نسيج فيلم واحد.


قبل أن يدخل جامعة (Iberoamericana)، كانت لديه اهتمامات خاصة بالموسيقى والأدب. حصل على شهادة جامعية في مجال الاتصالات. وبدأ مسيرته كمذيع للراديو في محطة (WFM). والتي أصبح مديرا لها خلال 5 سنوات. وقضى بعدها 5 سنوات أخرى يحاور الفنانين والفنانات وجعل من تلك المحطة الأكثر شعبية في المكسيك بأسرها.


تطور حبه للموسيقى بشكل خاص حتى تمكن من عمل موسيقى تصويرية لستة أفلام خلال فترة الثمانينيات. وفي عام 1991، أنشأ شركة إنتاجه الخاصة (Zeta)، والتي أوجد من خلالها مجموعة من الإعلانات الناجحة. دراسة صناعة الأفلام في الولايات المتحدة الأمريكية غيّرت مسار حياته للأبد، قبل أن يلتقي الكاتب (جويليرمو آرياجا).


حقق فيلمه بابل، مع الممثل الأمريكي براد بيت، نجاحا ساحقا، وتم تصويره ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب واليابان والمكسيك. وكذلك حقق فيلمه 21 جرام، نجاحا خاصا، وتدور قصة الفيلم حول ثلاثة قصص مبعثرة تحت شعار وحيد (يُقال إننا نفقد 21 جراما من وزننا في لحظة معينة من موتنا.. إنه يساوي وزن كومة من القطع النقدية.. وزن قالب من الشوكلاوتة.. وزن طائر طنّان). ببساطة يتناول الفيلم حكاية الروح التي تُفقد وتنتهي معها كل المشاعر الإنسانية أما الجسد فيبقى كما هو.



في أحد لقاءته مع مجلة (تايم) الأمريكية، يشير إلى أن مقارنة فيلمه بفيلم (الحبل) لهيتشكوك ليست مجدية. ففيلم هيتشكوك كان مزعجا وتقليديا، على حدّ قوله. لكنه يعشق فيلم (التابوت الروسي) الذي بكى بحرقة في نهايته.



يعشق الكاتب الروسي تولستوي، وكانت روايته (اعتراف) من أكثر الأعمال إلهاما له، فقد كتبها ليو تولستوي وهو في قمة مجده ونجاحه، وتدور الرواية في مجملها عن البحث عن جوهر الحياة. وبالتالي فإن إيناريتو يسأل السؤال ذاته في كل فيلم: (ما هو معنى الحياة