التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 08:16 ص , بتوقيت القاهرة

كابوس معلَقِة السُكَّر

من الحاجات المُسلية إنك تتابع الحوارات اللي بتدور بين اتنين كل واحد فيهم بيكَلِّم نفسُه.. قصدى يعني لما كل طرف في الحوار يبقى عايز يتكَلِّم بس ومايسمَعش الطرف التاني... طبعاً درجة التسلية بتعتمد على توقيت الحوار ومكانُه وحالتك المزاجية.. لو فاضي ومرتاح ومزاجَك رايق حتضحَك ضِحك السنين.. لكن لو مُرهق أو مشغول أو موودك متعَكَّر حتلاقي خُلقَك ضاق وعايز تقوم تفتح الشباك وتِرقَع بالصوت.


كنت فى طريق العودة من رحلة مُرهِقَة ونفسي أنام ساعة.. أول ما غمضت عينيا جَت المضيفة بتروللي المشروبات وخبَطِتُه في رجلي.. قُلت معلش الطيارة بتتهَز ومش ذنبها.. حطِّت إيدها على كتفي وقعدت تهز فيا عشان تسألني أشرب إيه؟.. قلت معلش بتشوف شغلها وكترخيرها بردو.. غَمَضت عينيا تاني عشان أنام لكن ابتدى حوار المضيفة مع الراكب اللي جنبي.. وهذا ما كان يا سادة يا كِرام:


- المضيفة: تشرب إيه حضرِتَك؟


- الراكب: أي حاجة دايت.


- المضيفة: أي حاجة "تَلج"؟


- الراكب: دايت..


- المضيفة: تلج؟


- الراكب: دايت


خمس دقايق يا مؤمِن من تكرار نفس الكلمتين.. هي تقول له "تلج" وهو يقول لها "دايت".. وأنا حاموت أنام وعمَّالة أقول لنفسي اللهم طوِّلِك يا روح.. امشي يا عفريت امشي يا عفريت.. ولما العفريت رفَض يمشي وفاض بيَّا من الديالوج الكابوسي ده.. قلت للمضيفة بأعلى صوتي:


- يا ستي بيقول لك دايت دايت.. من غير سُكَّر يعني!!


- (مخضوضة خضِّة السنين).. ماعندناش أي حاجة دايت والله.


- خلاص اديلُه شاى بأه وخلَّصينا.. (أنظر إلى الراكِب اللي جنبي بنظرة تحذيرية).. مش أوكى مع حضرِتَك شاى بردو؟


-  (الراكب اللي جنبى ينظر بارتباك إلى المضيفة).. أيوه أيوه شاي.


- يا فرج الله أخيراً الراكب حايسكُت والمضيفة حاتمشى وأنا حَنام.. ولا حاجة من دي حصلت على فكرة.. المضيفة تستأنِف كابوس الأسئلة للراكب:


- تحِب سُكَّر زيادة؟


- أيوه سُكَّر دايت.


-(ألتَفِت إلى الراكب اللي جنبي في ذهول).. هي مش لسَّة حالفَة لحضرِتَك أن ماعندهاش أي حاجة


-"دايت"؟!!!


-لأ هى قالت "تَلج"


- (أنظُر إلى المضيفة باستِعطاف)... أنا دوخت على فكرة.


- (المضيفة بنظرة اعتذار).. التلج خلص والله.


- هو حايحط تلج في الشاي؟!! ياستى والمُصحَف بيقول لك "دايت".


- أنا لسة سامعاه بيقول "تلج" والله.


- وحضرِتِك مش عايزة حاجة؟


- أنا عايزة واحِد باراشوت والله!!


مش عارفة الحوار بينهم خِلِص على إيه.. عشان قُمت وسيبتهم يخلَّصوا على بعض بأسئلتهم.. وروحت قَعدت فى آخر كرسي في الطيارة.. ومن كُتر التوتر مابقيتش قادرة أحَدَّد إذا كنت فعلاً اتحاصِرت فى الحوار الطويل العريض ده ولا أنا نِمت وشُفت كابوس مَعلقة السُكَّر ده في المَنام؟!!