التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 03:41 ص , بتوقيت القاهرة

عالم أمريكي يكرس 40 عاما لكشف أسرار نجاح الزواج وفشله

في محاولة منه لمعرفة أسباب نجاح وفشل العلاقات الزوجية، كرس عالم النفس الأمريكي، جون جوتمان، 40 عاما من حياته العملية لدراسة الآلاف من الأزواج، بل وبنى معهدا يحمل اسمه خصصه لمساعدة الأزواج على بناء علاقة تقوم على الحب والوئام والاحترام المتبادل، ولكن على أساس علمي، حسبما يقول موقع "أتلانتيك" الأمريكي.


معمل لدراسة الحب


أسسه جوتمان، حيث كان يدعو المتزوجين حديثا للمكوث فيه بعض الوقت ليرصد سلوكهم وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض، فيما يقوم مساعدوه بتوصيل أقطاب كهربية لأجسام الأزواج لقياس الإشارات العصبية ومعدل نبضات القلب وكمية العرق الناتجة عندما يتحدث الأزواج عن علاقتهم الزوجية، ثم يمضي الأزواج لحال سبيلهم ليتابعهم جوتمان بعد مرور 6 سنوات، ليرى ما إذا كانت علاقتهم لا زالت قوية أم تدهورت.


وكان الأزواج المدعون للإقامة في هذا المعمل، الشبيه بالفندق، يمارسون حياتهم بصورة عادية، حيث يقضون يوما كاملا تحت متابعة جوتمان ورفاقهم من الباحثين، وكان جوتمان يركز على مدى استجابة الأزواج لأي مبادرة يقوم بها الطرف الآخر، فعلى سبيل المثال إذا لاحظ الزوج طائرا في السماء وطلب من زوجته النظر إليه، كان جوتمان يسجل رد فعل الزوجة الذي ينظر له جوتمان كمؤشر كبير على مدى نجاح العلاقة في المستقبل أو فشلها.


سادة الحب ومدمروه:


كان هذا تصنيف جوتمان، حيث وصف الأزواج الذين تمكنوا من اجتياز فترة السنوات الست دون انفصال بأنهم سادة الحب، فيما وصف الجزء الآخر من الأزواج الذين فشلوا في علاقتهم بمدمري الحب، وكان هذا التصنيف هو مدخل جوتمان لسبر أغوار النجاح والفشل في العلاقات الزوجية.


الفرق في الاستجابة


ظهر مدمرو الحب بشكل هادئ في أثناء الاختبار، ولكن استجابتهم الفيسيولوجية كانت مختلفة، حيث ارتفع معدل نبضات القلب والتعرق وتدفق الدم، وهو ما انطبق على آلاف الأزواج الذين فشلت علاقتهم على مدار أقل من 6 سنوات، حسبما توصل إليه جوتمان الذي فسر هذه الاستجابة بأنها مشابهة لرد فعل الإنسان تجاه خطر مفاجئ، أو بمعنى آخر كانت العلاقة بين مدمري الحب أشبه بصراع مستمر لتجنب مكامن الخطر، فمجرد الانخراط في محادثة بين زوجين من مدمري الحب يسبب حالة من التوتر المفاجئ، حتى لو كانت المحادثة تدور حول موضوع ممتع أو عادي، وهو ما يسبب ارتفاع نبضات القلب وزيادة تدفق الدم والتعرق، على العكس من سادة الحب الذين كانت استجابتهم هادئة ومتزنة حتى في لحظات الشجار


الفرق بين السادة والمدمرين


بعد بحث استمر طوال 40 عاما، قال جوتمان "لدى سادة الحب عقلية مختلفة، فهم يقومون بعملية مسح اجتماعي للبيئة المحيطة بهم، ويقومون بالبحث عن الإيجابيات فيها، ليعبروا تجاهها بالامتنان والشكر ، إنهم يقومون بعناد ببناء ثقافة أساسها الاحترام والتقدير، أما مدمرو الحب فهم يتصيدون الأخطاء، ويعظمون من شأنها ويبنون علاقتهم على الاحتقار المتبادل وتقديس الأنا أو الذات".