التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 12:28 ص , بتوقيت القاهرة

صور| أورهان باموق في افتتاح مهرجان القاهرة الأدبي الأول

<p><span style="font-size:22px;">افتتحت الكاتبة شيرين أبو النجا فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي الأول، أمس السبت، في بيت السحيمي، وفي بداية الندوة رحبت بالكاتبين، أورهان باموق وإبراهيم عبد المجيد، موجهة إليهما سؤالا عن علاقة الكتابة بالتاريخ الجمعي للمدينة التي يقطنها الكاتب، وذاكرة المدن.</span></p><p><span style="font-size:22px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/11007656_10152741243501028_1317425424_n.jpg" /></span></p><p><span style="font-size:22px;">وهنا جاءت إجابة الروائي إبراهيم عبد المجيد، قائلا: "كانت الإسكندرية عاصمة العالم، فهي تحوي معالم كثيرة مثل: مكتبة الإسكندرية والفنار"، مضيفا أن هناك 3 نقاط تحول كبرى في تاريخ المدينة هي: "الحرب العالمية التانية، حيث تغير النسيج الشعبي، والخمسينيات، حيث تركها الأجانب وتحولت إلى مدينة مصرية، وفي السبعينيات، حيث تحولت إلى مدينة وهابية".</span></p><p><span style="font-size:22px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/10979292_10152741247631028_616070599_n.jpg" /></span></p><p><span style="font-size:22px;">قال باموق: "عشت طول حياتي في إسطنبول قابلت فكرة الإنسانية فيها، وعندما كتبت اكتشفت أنني أصف الناس هناك، ولم يكن لدي الوعي أو الإدراك بإنني أكتب عن إسطنبول، ولكن بعد ترجمة رواياتي اكتشفت ذلك من حديث الناس وإطلاقهم عليّ لقب كاتب إسطنبول".</span></p><p><span style="font-size:22px;">وأوضح: "ولدت تلك الحالة بداخلي وعيا بإنني أكتب عن بلدتي، ولكنني كنت مهتما بشكل أكبر بالأشخاص، علما بأن الأديب عادة ما يعبر عن نفسه أكثر من خلال المدينة والمنشآت والزحام والمحلات والتعقيدات الموجودة داخل تلك المدينة، وما يتعرض له الإنسان الذي يخلق تاريخ وقصة المدينة أيضا".</span></p><p><span style="font-size:22px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/10984930_10152741248866028_1650486254_n.jpg" /></span></p><p><span style="font-size:22px;">وتابعت أبو النجا أسئلتها، موجهة حديثها إلى إبراهيم عبد المجيد: "فن كتابة الرواية ممارسة سياسية، فهل دفعك الفن الحداثي إلى الكتابة عن المدينة؟"، فرد عبد المجيد قائلا: "دراستي للفلسفة هي التي دفعتني للكتابة عن المدينة، فالمكان هو صانع الشخصيات، ويقال عني دائما أنني كاتب مكان، حيث عشت في كرموز، الأمر الذي أثر في شخصيتي بشكل كبير، وانعكس على كتاباتي".</span></p><p><span style="font-size:22px;">أما أورهان أجاب قائلا: "منذ سنوات قليلة بدأت كتابة مذكراتي، وفكرت كثيرا في مقولة نيتشه: المؤرخون يكتبون التاريخ، لكن المؤرخون الضعاف هم من يكتبون المذكرات، فالكتابة عن أحاسيس مختلفة مثل الحب والغضب، أو أي إحساس آخر ونحن على قيد الحياة بمكان ما، يجعل المكان محفورا في ذاكرتنا".</span></p><p><span style="font-size:22px;">وتابع: "مررنا جميعا بذلك، فعندما نمر أمام مسجد أو أي مكان يجعلنا نستعيد الذكريات بعد فترة من المعيشة فيه، ليصبح المكان في حد ذاته فهرس لذاكرتنا يجري أمام أعيننا فجأة، فمثلا كلما أنظر إلى هذا الميدان أشعر بأنني كنت مغفلا في الحب، وعندما أشاهد هذه الحديقة أستعيد شعوري بالغضب، هذا إلى جانب أن ملامح المكان تتغير مع الوقت، حيث تقطّع الشجر وتهدّم المباني، الأمر الذي يؤكد أننا نفقد جزءً كبيرا من ذاكرتنا في الظلام".</span></p><p><span style="font-size:22px;">عبّر الكاتبان عن حالة الشجن والحنين التي اعترتهما عندما تحدثا عن ذكرياتهما في المدينة التي نشأ فيها كل منهما، ما جعل أبو النجا تلقي عليهما سؤالا آخر: "هل ما أفصحتم عنه هو ما دفعكما لتأسيس متحف البراءة وبيت الياسمين؟".</span></p><p><span style="font-size:22px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/11004298_10152741234166028_1667532957_n.jpg" /></span></p><p><span style="font-size:22px;">قال أورهان: "في 2008 قمت بنشر روايتي وأنشأت المتحف حينها، لذا فمن الممكن قراءة الرواية دون زيارة المتحف أو العكس، حيث كنت مهتما بأن أوضح أشياء معينة وأماكن بعينها في إسطنبول، إضافة إلى مقتنيات المتحف التي بحثت عنها كثيرا كي أتمكن من الوصول إليها، كالسجاد والتحف وفرش أسنان منذ الخمسينيات، وذلك لأن الأماكن ليست وحدها المسؤولة عن إعادة أجزاء لنا من ذاكرتنا، بل المقتنيات أيضا قادرة على ذلك".</span></p><p><span style="font-size:22px;">وتابع عبد المجيد: "بيت الياسمين هو البيت الذي كان يسكن فيه أب يُزوّج بناته لرجال كبار في السن، وهو الذي اقتبست منه اسم دار النشر الخاص بي، وبعد أن تهدّم هذا البيت، لم نستطع بناء متحف في مكانه، لأن بناء متحف في مصر صعب جدا، حيث يتطلب الحصول على موافقة أمن الدولة وإجراءات كثيرة".</span></p><p><span style="font-size:22px;">تواصل الحديث خلال الندوة، مسجلا ذكريات الكاتبين حول طريقة تعاملهما مع الأماكن، التي عاشا فيها ومدى تأثيرها في نفوسهما، فقد أصبح المكان بمقتنياته يحمل جزءً كبيرا من أفكارهما التي يسجلانها على الورق، ليشاركهما القارئ إياها.</span></p><p><span style="font-size:22px;">يذكر أن فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي مستمرة لمدة أسبوع تحت شعار "مزج الثقافات وتواصل الأجيال"، ويشارك في دورة هذا العام من المهرجان، إلى جانب أورهان باموق وإبراهيم عبد المجيد، أدباء من ألمانيا وسويسرا والمجر وبولندا وسلوفاكيا والتشيك وأيرلندا وأستونيا واليونان والكويت والأردن والسودان وليبيا ولبنان وتركيا ومصر.</span></p>