التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 09:02 ص , بتوقيت القاهرة

القبلة التي دمرت "طروادة"

لم يدرك باريس، أمير طروادة، أن قبلته لأجمل نساء الأرض ستتسبب في خراب مدينته، لكن هل كان الأمر يستحق هذه الحرب الشعواء التي راح ضحيتها عدد ضخم من أبناء مدينته، على رأسهم أخوه الأكبر، بل وزوال المدينة من الوجود؟


تحمل "حرب طروادة" في طياتها العديد والعديد من المفاجآت، أكبرها أن الذي أشعل شرارتها "قبلة"، طبعها الأمير باريس، أمير طروادة وأوسم أبنائها، على شفتي الجميلة هيلين، زوجة ميلانوس أحد ملوك إسبرطة، وشقيق أجاممنون، الذي يقود الحرب ويشعلها حتى يستعيد هيلين مرة أخرى، بعدما اختطفها باريس.


تبدأ الأسطورة بزيارة عادية من باريس إلى عمته المتزوجة من ملك جزيرة سلاميس، كان الملك بريام ملك طروادة يشعر بالقلق على أخته الصغيرة، لذا أمر أوسم أبنائه وأجملهم بأن يزور عمته ويعطي زوجها الهدايا العظيمة، وبعد الزيارة يتجه باريس بما تبقى معه من هدايا إلى ميلانوس، ملك إسبرطة، والمتزوج من أجمل نساء الأرض هيلين.



وكان زيوس، ملك الآلهة، طلب من باريس أن يكون حكما في اختيار الأجمل من بين الربات الثلاث، هيرا وفينوس وأثينا، ولاستمالته لصفها، وعدته فينوس بأجمل نساء الأرض، هيلين، إن هو اختارها، فوافق باريس واختارها، وأوفت فينوس بوعدها، فوقعت هيلين منذ اللحظة الأولى في فخ المقارنة، بين هذا الشاب الوسيم القادم من البلاد الغنية، وزوجها الضخم الشرس، وحين قررت هيلين الذهاب للتعبد إلى فينوس، وجدت باريس جالسا يتعبد، وفي تلك اللحظة وقعت "القبلة" المحظورة، التي قلبت حياة الجميع رأسا على عقب.


اختلفت الروايات هنا، فبينما يقول بعض المؤرخين إن هيلين فرّت بإرادتها مع باريس إلى طروادة، يتفق الكثيرون على أن باريس اختطفها رغما عن إرادتها، ما تسبب في اشتعال حرب طروادة لمحاولة استعادتها.



استمرت الحرب ما يقرب من 10 أعوام، وراح ضحيتها العديد من أبناء الإغريق، أهمهم على الإطلاق أخيل "نصف الإله"، الذي قرر دخول الحرب بعد قتل صديقه، على يد هيكتور أمير طروادة القوي، فذهب الأمير المحصن ضد الموت، لمنازلة هيكتور، وانتهى النزال بوفاة هيكتور والتمثيل بجثته، ولم يلبث باريس أن انتقم لوفاة أخيه، واستطاع بالمهارة الوحيدة التي يمتلكها وهي رمي السهام أن يقتل أخيل بسهم مسموم في كعبه، بعد أن عرف أنها نقطة ضعفه الوحيدة.


انتهت الحرب بعد أن اقتحم الإغريق مدينة طروادة القوية المحصنة، وقتلوا أغلب أبنائها، وتتضارب الروايات مرة أخرى، بين وفاة هيلين مع سقوط طروادة، أو فرارها مع باريس، أو عودتها مع زوجها ميلانوس إلى إسبرطة، حيث عاشا آمنين حتى نهاية حياتيهما.