التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 10:29 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكراها.. سيلفيا بلاث شاعرة احترفت الموت حتى الانتحار

"الموت حرفة، وأنا أتقنها بشكل استثنائي" هكذا كانت تعلّق دائما الشاعرة والكاتبة الأمريكية، سيلفيا بلاث، التي ولدت في 27 أكتوبر 1932، لأبوين من الطبقة المتوسطة في ولاية ماساشوستس، بدأت في كتابة الشعر في الثامنة من عمرها، ونالت العديد من الجوائز وقدرا كبيرا من التشجيع في حدود مدرستها، حيث كانت شخصية حساسة تسعى إلى الكمال في كل شيء.


نالت سيلفيا منحة دراسية إلى كلية "سميث" بالمملكة المتحدة عام 1950، وكتبت خلال تلك الفترة ما يزيد عن 400 قصيدة، وفاة والدها وهي في الثامنة من عمرها، أصابها بحالة من الوجع والفقد، كانت دائما ما تنظر إلى الطبيعة باعتبارها مصدر الخصوبة والنماء الذين فقدتهما منذ وفاة والدها مبكرا، لذلك جاء الشعر كمحاولة لتعويض الجزء المفقود من الحياة وملأ الفراغ الذي خلّفه الأب.


كانت حياتها عبارة عن ومضة عابرة من الحزن والألم، لذلك كانت كتابتها الشعرية أشبه بحالة من النزيف المتواصل على أوراق الأيام، وفي المملكة المتحدة، تعرفت على زوجها شاعر البلاط الملكي "تيد هيوز"، والذي أنجبت منه فريدا ونيكولاس.


عاشت سيلفيا فترة شديدة الصعوبة والألم مع تيد هيوز، انتهت بانتحارها في مطبخ منزلها، بعدما حشرت رأسها في الفرن وماتت مختنقة بغاز أول أكسيد الكربون، ووضعت سيلفيا مناشف مبللة تحت الأبواب الخشبية حتى لا يتسرب الغاز إلى باقي أرجاء المنزل.



انتحرت سيلفيا في 11 فبراير 1963، وبعدها بعامين نشر ديوانها الأشهر "آرئيل" الذي أعده النقاد واحدا من أهم الأعمال الشعرية في القرن العشرين، خلال حياتها حاولت سيلفيا الانتحار أكثر من 3 مرات، أصدرت سيلفيا ديوانها الأول بعنوان "التمثال"، كما نشرت روايتها الوحيدة "الناقوس الزجاجي" عام 1962، وقد تضمنت قصة حياة شبه موازية لحياتها الصعبة، وأشار بعض النقاد أن الرواية مستوحاه بشكل كبير من رواية "الحارس في حقل الشوفان" للروائي الأمريكي جيروم ديفيد سالينجر.


كان انتحارها هو الفعل الذي حاولت من خلالها أن تنتصر على تعاستها، فحياتها مع تيد هيوز وسيطرته على مجريات الأمور، وربما خياناته المتكررة جعلها تفكر في تلك الخطوة كمحاولة لإعلان الانتصار والهزيمة معا.


اتهمت الحركات النسوية الزوج تيد هيوز بأنه حاول مرارا وتكرارا السطو على حياتها والقضاء عليها، هذا الصراع الدائم مع الموت والانتقادات المتواصلة لتيد هيوز، لم يقل إلا عندما نشر الأخير مجموعة من الرسائل الرائعة وقصائد الحب التي تشاركها مع زوجته سيلفيا، تحت عنوان "رسائل عيد الميلاد" في 1998.



وعن رؤيتها للموت كانت تقول "نحن دائما نشتهي الأمور الأخرى، اليوم المقبل، الفصل الجديد، وما هذه كلّها إلا شهوة الموت". مؤلفات سيلفيا "التمثال" 1960، "الناقوس الزجاجي" 1963، "آرئيل" 1965، "أشجار الشتاء" 1961، "عبور المياه" 1971. كما أُنتج فيلم بعنوان "سيلفيا" عن قصة حياتها من بطولة النجمة الأمريكية "جوينيث بلاترو" عام 2007، وكان شعار الفيلم على الأفيش "الحياة كانت أصغر من أن تحتويها"، وعن أبرز الأدباء الذين أثروا في حياتها فقد أشارت إلى روبرت لويل، و.هـ. أودن، آن سيكستون، توماس ديلان، و.ب. يتس.


مختارات من ديوان "السيدة آليعازر":


هذه الليلة، في ضوء النجوم الشديد الخفوت/ ضوّعت الأشجار والزهور عطورها الباردة/ أمرّ بينها، لكنها لا تلتفت/ أحيانا أظن أني أثناء نومي/ لا بدّ أشبهها تماما / أفكار يلتهمها الظلام / من الطبيعي أكثر أن أكون ممدّدة / هكذا ندخل السماء وأنا في حوار مباشر/ وكم مفيدة سأكون يوم أتمدّد إلى الأبد/ آنذاك قد تلمسني الأشجار أخيرا  وستمنحني الزهور بعضا من وقتها.