التوقيت الأربعاء، 08 مايو 2024
التوقيت 09:39 م , بتوقيت القاهرة

تعرف علي أشهر "فتوات" الزمن القديم

كان زمان الفتوة هو الرجل الشجاع البطل الذي يلجأ له الناس كي يحميهم..  كانت اهم ما يميز "الفتوة" هي الرجولة والشهامة والشجاعة و الجسم القوي والعدل.


طبعاً زمان كل حارة كان ليها "فتوة" هو المسئول مسئولية كاملة عن حماية اهالي المنطقة ؛ سواء كان الفتوة ده تم اختياره من قبل الأهالي او هو فرض نفسة عليهم بالقوة ، ولكي يستمر هذا الفتوة في منصبة لازم يكون عنده بجانب القوة حب الناس لية من خلال انه يكسب الفقراء اليه ويقيم العدل ؛ وكان يفرض علي الناس الإتاوات لحمايتهم.


ظهر " الفتوة " في السنوات الاخيرة من عصر السلاطين المماليك في الفترة ما بين نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، في الوقت لي ضعفت فيه الدولة وظهورا التشكيلات العصابية  بيقوم بسرق الأسواق ومن هنا كان لازم من وجود أشخاص يحموا الناس من هؤلاء العصابات.


فبدأ الفتوات بتكوين فرق للدفاع عن أحيائهم فكانوا يقوموا بإغلاق البوابات في المساء وإنارة المصابيح والتفتيش عن الأغراب. وهكذا كانت الظروف تطالب بوجود "الفتوة"


أكثر من لفت الانتباه للفتوات في الأدب المصري كان الأديب العالمي نجيب محفوظ وتحول ذلك لاحقا لشاشة السينما والتليفيزيون..


اشهر فتوات في مصر: "إبراهيم كروم"


فتوة حي بولاق سابقا كانه له مكانة خاصة عند ابناء حي بولاق، كان ابنا لرعي غنم لم يعمل مع والده ولكنه كان يعمل في رصف الطرق أيام الجيش الانجليزي وكان يكره معاملة الانجليز ويتشاجر معهم دائماً.. وكان من أمهر الحطابين علي مستوي مصر "اللعب بالعصا" .


كان يملك ورشة نجارة كبيرة فكانت العصا تساعده علي ممارسة هوايته وهي الرقص البلدي الذي كان دائما سببا في إثارة المشاكل مع الآخرين فعندما كان يري زفة أو فرحا أو يسمع طبلا بلديا في الشارع يسرع إليه ويوقفه و يعطي رئيس فرقة الموسيقي ما تيسر من البقشيش و في يده عصاه ليرقص بها ولكن في بعض الأحيان أصحاب الفرح يرفضون طلبه فكان يثور وينزل بعصاه علي كل من أمامه .


وأصبح أهل الحي يهابونه ويحسبون له ألف حساب, ولكنه برغم قوته إلا أنه كان له مواقفه الطريفة حيث ذهب في يوم ما إلي صاحب السيرك إبراهيم الحلو وطلب منه أسدا يركبه ليستقبل به الرئيس جمال عبدالناصر في أثناء عودته من مؤتمر بالهند و لكن الحلو رفض خوفا علي الناس.


و لكنه لم ييأس و ركب علي حصانه و استقبل الرئيس جمال عبد الناصر بموكب يزيد علي ثلاثة آلاف رجل من أهالي حي بولاق و كتب علي أكبر لافتة في ميدان عابدين  " إبراهيم كروم فتوة مصر يحيي جمال عبدالناصر فتوة العالم" .


زكي الصيرفي


في 1934 م  كانت بداية أسطورة "الصيرفي" أشهر فتوات الحسنية الذي ساند الضباط الأحرار؛ الذي كان يرتدي الجلابية والعمة ليجلس بين الأهالي ويعمل علي حماية جميع أهالي الحي القوي والضعيف والغني والفقير.


في الليل يصطحب معه كلباً ضخماً ليستمتع بالهدوء المسيطر علي الاحياء في ذلك الوقت.


كان "الصيرفي" مصدر الأمن والأمان لإهالي الجمالية في بداية تولية منصب "الفتوة" ثم تحول الأمر بعد ذلك إلي أن أصبح هو مصدرا لإرهاب المواطنين وسرقتهم لتحقيق مصالحه الشخصية.


حرفوش


من أبرز فتوات الجمالية والحسين ، كان يسير بهيكله الضخم يكبح المتجبرين ويرعي الكادحين هو عاشور الناجي المشهور بـ "حرفوش".


فقد عرف عنه حسن الخلق كان يدافع عن الفقراء ويقف في وش الظلم وانتصره علي فتوات الحارات المجاورة فأضفي علي حارته مهابة لم تحظ بها من قبل  ؛ كام تكلمت عنه رواية نجيب محفوظ.


سكسكة أم سيد


لم يقتصر عالم الفتوات علي الرجال فقط بل كان هناك فتوات أيضا من النساء،  "سكسكة فتوة الجيزة كانت سيدة قوية يخشاها الجميع وتحولت غلي أسطورة.


تسكن "سكسكة" في شارع ابو هريرة بالجيزة حيث يوجد هناك سوق البرسيم الذي كان يتردد عليه الكثير من التجار، وكان يوجد المعلم مرسي صاحب القهوة المشهور في تلك المنطقة هو زوج "أم سيد" الشهيرة بـ سكسكة .


كانت هذة المقهي ملتقي فتوات القاهرة والجيزة حيث كانوا يقضون فيه سهراتهم التي تمتد إلي الساعات الأولي من الصباح، وبعد وفاة زوجها تولت هي إدارة شئون المقهي وكانت سيدة فارعة الطول قوية الجسم و لها عضلات تمكنها من التغلب علي من يقف أمامها وكان علي ذراعها .


ترتدي "سكسكة" الصديري والجلباب البلدي الرجالي والكوفية مثل التجار الكبار المعروفين بلقب المعلمين وكانت تمسك بيدها عصا طويلة "شومة".


أخذت توسع نشاطها حيث استأجرت مع آخرين أرض السوق من الحكومة و تؤجرها للمترددين علي السوق من تجار الدواجن والغلال والأقمشة وكان من يمتنع عن دفع المستحق لها تعاقبه.


المعلمة زكية المفترية


فتوة سوق الخضار وحي المناصرة، وهي  سمراء غليظة الجسم واسعة العينين مفتولة العضلات قصيرة القامة وكبيرة الرأس.


"توحة"


فتوة حي المطرية شرقي القاهرة، والتي عرفت من خلال معركة شهيرة أغلقت علي أثرها أبواب المنازل والدكاكين حيث قامت بضرب خمسة رجال وسيدتين.


كانت تمشي في الشارع وبيدها سكين ولم يجرؤ أحد علي التعرض لها فقد كان يخافها الكبير والصغير من الرجال والنساء؛ ويقولون ان ابنتها تزوجت رجل كويتي.


ومن أشهر النساء الفتوات "عزيزة الفحلة" و "مجانص الدهل" التي دخلت السجن في قضية مشاجرة أنتهت بالموت، و"فتوة شر الطريق" كما يسمونها الجيارة بمصر القديمة واسمها الحقيقي "كيداهم" وهناك أيضا "نفتالين بلية" و"مهبولة الشوارع" فهي تجيد استخدام المطواة قرن الغزال وتتقن رياضة الكونغ فو.


هكذا كان "عالم الفتوة" في السابق الذي كان هدفه حماية الناس وجلب الحقوق للضعفاء والمساكين .. الإ أن أصبح "الفتوة" تقترن بأعمال البلطجة وتحقيق مصالح شخصية علي حسب المواطنين الابرياء.. فبدأ الفتوات في الحصول على إتاوات مقابل تجنب بطشهم وليس مقابل الحماية كما كانت قديما.