التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 06:03 م , بتوقيت القاهرة

مقال يبدو عن السينما

مش قادر أمنع نفسي من استرجاع أحداثه
بـ اتكلم هنا عن فيلم بطولة حمادة هلال، دخلته سينما وقت عرضه الأول، من كام سنة، ومش قادر استوعب لـ حد دلوقتي، إيه اللي كان حاصل لي لـ درجة إني أدخل فيلم لـ حمادة هلال سينما؟


يمكن دي الفترة اللي كنت بـ أتابع فيها كل الأفلام، كلها، وبـ كل الاهتمام والتركيز، على أساس يعني رصد حركة السينما المصرية ومسارها وفهمها. وكان تأثري الأكبر مش بالأفلام نفسها كأحداث ودراما، وإنما بـ تأثيرها على صناعة السينما وعلى الجمهور ووعيه والرأي العام واقتصاديات البلد وأحوال العاملين في الصناعة.


اللي بـ يشجعني على الاهتمام ده إني مش بـ أتعامل مع الأفلام بـ اعتبارها حاجة وحشة أو مرقعة وكلام فاضي؛ لأن الأفلام، كل الأفلام، الجيدة والهابطة، التافهة واللي عندها رسالة، الكوميدية والتراجيدية، الضخمة واللي ميزانيتها محدودة، كلها بـ تتعمل بـ العرق والدموع والدم، وياما ناس عمرها راح علشان تعمل لك فيلم يضحكك أو يبكيك أو يخليك تفكر أو حتى يلهيك.


دلوقتي، رغم إن اهتمامي مازال بـ نفس القدر، ما بقيتش أعمل كده، مش ضروري تتابع كل الأفلام، خصوصا إن مستوى الأفلام مش هو اللي فارق في كل اللي كنت مهتم بيه: صناعة السينما والجمهور ووعيه والرأي العام واقتصاديات البلد وأحوال العاملين في الصناعة.


الأفلام بـ تتعمل لأنها لازم تتعمل، إنما حركة السوق والجمهور واقتصاديات البلد وأحوال المش عارف إيه، بـ تحدده حاجات تانية أهمها العلاقة بين الحيتان: حيتان الإنتاج، حيتان التوزيع، حيتان دور العرض، حيتان الدولة، حيتان رجال الأعمال، حيتان غسيل الأموال، حيتان الممثلين أحيانا. وكل حوت على قد دمه.


نص المقال راح، وما قلتلكش على فيلم حمادة هلال البايخ، معلش، سامحني، أصلي مشوش وحزين شويتين.


الفيلم ده قصته غالبا مسروقة، بـ تحكي عن شاب حصلت له حادثة، وفقد الذاكرة، وموصوف له علشان يخف إنه يعيد أحداث اليوم اللي حصلت فيه الحادثة بـ حذافيرها لـ حد ما يقابل حبيبته، فـ يخف.


اليوم حصلت فيه أحداث كتير: أصحابه عملوا حاجات، وأبوه اتخانق معاه وكانت نتيجة الخناقة إن أبوه قطع فلوس ورماها من البلكونة، الجيران كان عندهم مناسبات، وفيه واحدة منهم بـ تولد، وعربية الإسعاف جت شالتها. أحداث كتير، وكتير منها مؤسف أو على الأقل زنقة وموقف صعب، والأهم من كل ده إنهم ما يعرفوش يجيبوا له حبيبته منين.


رغم صعوبة إعادة إنتاج المشهد، بس عادوه فعلا، الكل اتفق على إعادته، وكل واحد أدى دوره، حتى الست اللي بـ تولد، رغم إنها ولدت فعلا، كانت بـ تمثل إن عندها الطلق، بس هم فـ الآخر جابوا له حبيبة مزيفة، فـ اضطروا يعيدوا اليوم تاني.


عادوه تاني، وباظ تاني، وعادوه تالت ورابع، ومع كل إعادة الكل كان بـ يمثل دوره، لكن كـ نتيجة طبيعية، ما بقاش التمثيل بـ نفس الإتقان، أداء اصحابه لـ حوارهم مع أبوه بقى مفتعل جدا، الناس في الشارع بقوا باهتين، الست اللي رايحة تولد ما بقاش عندها طاقة تمثل دور اللي عندها طلق، حتى عربية الإسعاف اللي كانت بـ توديها، بقت عربية نقل موتى.


كل المشاعر بقت مستهلكة جدا، يمكن باستثناء حرقة قلب أبوه على الفلوس اللي بـ تتقطع كل يوم، وصدمة آخر اليوم لما المحاولة ما تنجحش.


أنا مش فاكر الفيلم خلص إزاي، أكيد افتعلوا نهاية سعيدة زي النهايات اللي بـ تبقى في السينما وبس، كل اللي أنا فاكره، هو إعادة إنتاج المشهد والمرارة اللي وصل لها الجميع في الإعادة رقم مش عارف كام، وفاكر كمان إنهم لما أخيرا لقوا حبيبته اللي كان رايح يقابلها، اكتشفوا إنها هي أصلا اللي خبطته وسببت له، وسببت لعيلته ولـ حارته كلها كل المصاعب دي.


وربنا يرحم الجميع