التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 06:44 م , بتوقيت القاهرة

من فضلك.. لا تسقط في البالوعة القادمة

<p>ربما الأمر ليس له علاقة بحتمية رؤية الشيء حتى تؤمن به، أعتقد أن الأمر يميل أكثر إلى حتمية "اختبار" الشيء حتى نؤمن به، نحن لم نر الله بأعيننا، ولكن من يؤمن به قد اختبره بالفعل في العديد من الأوقات، اختبره حتى شعر به في أمعائه وإدراكه، ولم يجد كلاما كافيا ليصف به ذلك الإحساس..فصمت..وعلم جيداً أن ليس كل ما يراه المرء يدركه، وليس كل ما يعرفه الإنسان يدركه.. فالإدراك لا يأتي سوى باختبار الشيء.. من وجهة نظري طبعا.</p><p>شغفي تجاه الماوارئيات بدأ معي منذ صغري، كنت لا أدري ما هو المصدر السليم وما هو الشيء الذي أسعى إليه، ولكني دائما كان بداخلي يقين أن هناك شيئا أكبر وأروع من الواقع الذي نعيشه، ولأنني لم أكن  <span style="color:#0000FF;">Big Fan</span> في يوم لهذا الواقع، فكنت دائما أحاول الهروب منه، كنت أسعى وراء أي شيء قد يدفعني أن أغمض عينيّ وأنفصل عن جسدي حتى أذهب إلى هذا العالم الذي لا أعلم عنه شيئا والمليء بالاحتمالات التي أصنعها أنا وحدي.. الخيال.</p><p><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/h.jpg" /></p><p>ولذلك، كنت في فترة الثانوية العامة ألجأ للمهدئات التي أحصل عليها بدون مساعدة الطبيب حتى  أدخل إلى هذا العالم وأنا أخف، وأنا لا أشعر بجسدي، كنت أريد أن أتكوم في عقلي الذي سُلب مني في الخمس سنوات الأولى من عمري، عندما حاولت أمي صب ما تعلمته هي من أمها التي تعلمته بدورها من أمها.. وهكذا.</p><p>كنت دائما أظن أن الشخص غير السعيد الذي  ينجب- خاصة في مصر- ويربي أبناءه على ما تربى هو عليه فهو – بالنسبة لي وأعتذر- مثل الصعيدي الثاني الذي وقع في نفس البالوعة التي وقع فيها صديقه الصعيدي الأول في تلك النكتة الشهيرة.</p><p>أنت تسير في الشارع ورأيت شخصا وقع في بالوعة، "خد لك زاوية طيب" بعيدا تماما عن تلك البالوعة، جرب طريقا مختلفا، حاول أن تجلس داخل عقلك ولو قليلا في محاولة قد تكون ناجحة لتحريره من كل ما تعلمته من قبل، كم المتعة من ولادة وعي جديد لك لا تقدر بآلاف الأعين المبهورة وهي تنظر إليك عندما تنفذ بنجاح  الخطة التي رسموها هم لك.</p><p>كنت أقول، إنني منذ فترة المراهقة وأنا ألجأ إلى كل الأساليب التي تفقدني الوعي بهذا الواقع وتأخذني إلى واقعٍ أفضل، وكلما كبرت كلما كبرت الوسائل، تفتحت أمامي طرق أسهل وأسرع، لن أشرحها بالطبع ولكن ليس لسبب أن هذا غير قانوني، ولكن من أراد أن يعلم ..فليحدثني شخصيا.</p><p>ولكن هذا يرجعنا إلى الموضوع الذي تحدثت عنه من قبل، لماذا الغياب عن الوعي الذي نعيشه غير قانوني، هل يخاف حكام الكوكب على  صحتنا؟ <span style="color:#FF0000;">هل يحترمنا حكام الكوكب ويريدون الحفاظ على عقولنا؟</span></p><p>لست في حاجة لأن أشرح طويلاً أننا لا نُمثل لأي حاكم سوى "فردة شراب" قد سقطت من سيارة القمامة، إذن طالما منعوك عن شيء اعلم أنه ضد مصلحتهم، وطالما هناك شيء ضد مصلحة من يحكمونك، فهو بكل تأكيد شيء جيد لك وفي مصلحتك.</p><p>الكثير من المشاهير الناجحين حاولوا توصيل تلك المعلومة، معلومة أن المخدرات قد حرمت دوليا لأنها تفتح آفاقك لأنها- حتى وإن كانت تأذيك في شيء - فهي بكل تأكيد تُغيّر طريقة نظرك إلى الحياة، وهم لا يريدون ذلك، هم يملكون عقلك في قبضة يدهم، هم استولوا على عقلك وغسلوه في الخمس سنوات الأولى من عمرك على يد والديك اللذين قد مروا بنفس التجربة الأليمة على يد جدودك.</p><p>ومن يعرف تلك الحقيقة نوعان من البشر، نوع احتفظ به لنفسه ليسيطر على العالم، ونوع آخر يريد أن يخبر كل الناس به، وهنا تأتي مسؤولية النوع الأول في أبعاد هذا الشخص عن بقعة الضوء وعن الأنظار والتعتيم عليه، ثم يقومون بالترويج للأشخاص الأغبياء حتى يشعروك أنك أفضل منهم وتنام ليلا شاعرا أنك "برنس" في نفسك بعد أن سخرت من هؤلاء الأغبياء، هل تظنها حقا صدفة أن كل الأغبياء مشاهير ويتم الترويج لهم بأحسن الدعايات؟ فكر قليلاً في هذا الأمر. </p><p>ولأني أعتبر نفسي محظوظة، فقد رزقني القدر مؤخرا بصديق قد عرفني على الكثير من الشخصيات الذين ينتمون للنوع الثاني، أشخاص حاولوا جاهدين الصراخ في وجهك "استيقظ"، عقلك ملكك وحدك، ليس من حق أحد أن يخبرك بتجربته.</p><p>اغمض عينك واختبر الأشياء حتى تدركها، لا تنظر إلى تجارب الآخرين، لا تنظر إلى شاشة التلفزيون، لا تنظر إلى لوحات الإعلانات، لا تنظر إلى الآخرين وتنتقد تصرفاتهم، ليس هناك – أقسم بالله – وقت لذلك، أنت أمامك رحلة متعبة وممتعة، رحلة عليك القيام بها داخل عقلك لتفهمه، حتى تغير نظرتك إلى العالم من حولك وإلى نفسك  إلى ما تريد أن تكونه، اعتبرها ولادة جديدة متأخرة ولكنها أفضل من المضي قدما في عالم قد رسمه الآخرون لك.</p><p>كنت أسمع محاضرة قصيرة لـ Terence Mckenna ، ولن أستطيع أن أكتب عن هذا الشخص معلومات تفيدك لأني لازلت في مرحلة اكتشافه، ولكن يمكنني كبداية أن أشاركك هذا الفيديو القصير الذي اعتبرته  - بالنسبة لي- الأكثر تأثيرا على مدار المحاضرة الكاملة.. ربما يساعدك قليلاً فيما أحاول أن أخبرك به.</p><p><iframe frameborder="no" height="450" scrolling="no" src="https://w.soundcloud.com/player/?url=https%3A//api.soundcloud.com/tracks/83717652&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false&visual=true" width="100%"></iframe></p>