التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 04:54 م , بتوقيت القاهرة

احترم نفسك أولا

مش خناقة أبدا.. دي نصيحة ولا أعرف العيب فينا أم فيهم أم في ابتلاء الزمان؟! أين احترام الناس احترام المشاعر احترام الوقت احترام الظروف احترام السن احترام الخصوصية، واحترام أي شيء في أي شئ. أين الاحترام؟!


أليس الاحترام أحد القيم الحميدة مش "أباحة" يعني، بالعكس يميز الإنسان ويعبر عن اتجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام فلِمَ كرهتموه !!


الاحترام يُكتسب ولا يُطلب، فهو شيء غير ملموس، أساسه لا علاقة له بمستوى اجتماعي ولا مادي، فكم من أسر من مستويات عالية لم تربِ أبناءها جيدا، وكم من أسر بسيطة ربت أبناءها جيدا، كيف يعيشون بنزاهة مع الآخرين ومعاملتهم بأدب واحترام؟ فالاحترام يبدأ بفرصة وينتهي بواقع لكنّه ينمو ببطء مع مرور الوقت .


إذا أردت أن تُحترم احترم نفسك أولا، فاحترام النفس هو بداية احترام الآخرين لك، احترام ذاتك يأتي بمعرفة نفسك على حقيقتها، إذا حاولت تقليد أحد أو عمل شيء ليس من حقيقتك ستسقط في عين نفسك، وهذا يعني أنك يجب أن تكون على حقيقتك أينما كنت، وأن تكف عن التمثيل وادعاء مثالية غير موجودة لتُحسِن احترامك لنفسك .


كن صادقا مع نفسك ومع الآخرين، وباقي الأشياء ستأتي بعد ذلك، فسر الاحترام هو "من أجل أن تكتسب الاحترام يجب أولا أن تحترم نفسك وتقدم نفسك في صورة حسنة".. حسنة وليست مثالية.


مفرداتك البذيئة تحرج المستمعين، أما اللغة المحترمة والكلمات النظيفة التي لا يشوبها ألفاظ نابية أو جارحة للآخرين أفضل وخصوصا في غيابهم، فالناس لا تُحب صاحب النميمة، ولو سمعوك وجاروك حديثا، كن صادقا محترما في حديثهم لا تتملق لتنال إعجاب أحد، احتراما لنفسك أولا رجلاً كنت أو امرأة، فالعادات النسائية من غيبة ونميمة وثرثرة وتلقيح الكلام انتقلت للرجال مؤخرا، وأصبحت قاسما مشتركا، بل تفوق التلميذ على أستاذه.. يخيبكوا !


القليل من الناس تظهر احترامها للناس جميعا بنفس القدر لمن في مستواهم أو أعلى منهم أو أقل منهم، والكثير يحترمون الناس نفاقا ورياءً ومصالح، احترام الكل يجعل الكل يحترمك .


نحن بشر نُصيب ونخطئ والفرق بيننا في حجم الخير والشر داخل كل منا، إذا قررت أن تجعل الخير داخلك أكثر من الشر سيحترمك الجميع أكثر، أما إذا زاد الشر سيكرهك ويحتقرك الجميع.. أنت وذوقك بقى.. يهمك احترام الناس أكثر ولا يحتقروك عادي مفيش مشكلة !


عادةً لا يحب الناس من يشعرهم بالجهل وانخفاض المستوى الثقافي أو العلمي في الوقت الذي يظهر فيه للجميع أنه عالم بكل شئ، العالِم الحقيقي هو أكثر الناس تواضعا، التفاخر لا يدعو للاحترام، اترك كل فرد يظهر ما يعرفه من علم أو ثقافة ما قد تستفيد منهم بشيء، فالعلم لا ينضب ولا يستطيع فرد واحد امتلاكه، التفاخر بما لديك يجعل من حولك يعتبرونك مغرور وسطحي التفكير، شخص بهذه الصفات لا يحترمه أحد، فالناقصون يتفاخرون و الشبعى يخجلون، كن على طبيعتك كن كما أنت لا تتظاهر بشيء ليس فيك، احترم بيئتك و محيطك الذي تعيش فيه ولا تعيش في شخصية لا تناسبك أو أكبر منك فتجعلك غريبا في مجتمعك لا ترد الخطأ بخطأ .


قد تجد فيمن حولك شخصا غير مهذب لا تبادله المعاملة بالمثل، عامله بتحضر حتى يظهر الفرق بينكما للجميع وتظهر مدى بشاعته فيفقد احترامهم وتكسبها أنت، ليس معنى ذلك أن تتركه يهينك ولكن أوقفه بأدب عند حده.. علمه الأدب بأدب.


ما لا تقبله من الغير لنفسك لا تقبله للآخرين، لا تتدخل في شؤون الآخرين ولا تتعدى حدودك التي ارتضيتها لنفسك وللآخرين، وضع للجميع الحدود التي لا تقبل أن يتخطاها أحد في تعاملاته معك، لن يكرهوك كما تعتقد بل سيحترمونك ويحترمون الحدود التي حددتها لنفسك ولهم حتى لا يفقدون شخصا واضح الرؤية.


إن لم تُظهر احترامك للناس بصدق طبيعي تفقد احترامهم، ولا تحاول كسب الاحترام من الجميع بشدة وكأنك تحاول إظهار تفوقك عليهم في الاحترام، فيظنوا أنك تتظاهر بشخصية غير حقيقية وشخص خائف يتظاهر ليخفي عيوبه عن الناس، أنت وحدك من ستحدد إذا كنت محترم أم غير محترم ودع الاحترام حينها يأخذ وقته بمرور الوقت.