التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 09:44 م , بتوقيت القاهرة

أم كلثوم.. معارك من الملكية حتى الجمهورية

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">في أثناء الحرب العالمية الثانية، تنافست دول الحلفاء والمحور على ضم "أم كلثوم" لأحد المعسكرين. قبل أن تعيش العهد الملكي في مصر كفلاحة، حصلت بعدها على لقب صاحبة العصمة، اللقب الذي كان يُمنحْ للأميرات وزوجات رجال السياسة والأرستقراطيون داخل المجتمع المصري.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">ثم جاءت ثورة يوليو عام 1952 لتتبدل الأمور من جديد، ويظل السؤال المطروح وقتها: هل أم كلثوم محسوبة على العهد الملكي البائد؟ حاولت "الست" كما كان يُطلق عليها أن تعادل بفنها الأمور والضغوطات السياسية، فاستطاعت أن تنحاز للسلطة الحاكمة وقتها، والمتمثلة في الرئيس جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><br /><span style="color:#FF0000;"><strong><span style="font-size:22px;">اعتقال أم كلثوم</span></strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">الصحفي الرائد محمد التابعي أشار إلى ضرورة قيام مخابرات بريطانيا العسكرية بالقبض على أم كلثوم، ومن ثم نقلها إلى العاصمة البريطانية لندن. كان الخوف نابعا من أن تقوم القوات الألمانية باستغلال ذلك الصوت في "البروباجندا" السياسية.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">يستند التابعي في حديثه إلى كلام مدير الإذاعة المصرية، </span><span style="font-size: 22px; line-height: 32px; text-align: justify;">سعيد لطفي،</span><span style="font-size:22px;"> آنذاك. والذي قال إن القوات البريطانية طلبتها تسجيل بعض الأغنيات مقابل مبلغ 100 جنيه، فرفضت أم كلثوم المبادرة.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong><span style="font-size:22px;"><span style="color:#FF0000;">فيفيان ماري هارتلي</span></span></strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">الممثلة البريطانية الشهيرة "فيفيان لي"، والتي حازت على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم (ذهب مع الريح) عام 1939، وفيلم (عربة اسمها الرغبة) عام 1951، زارت القاهرة في إحدى المرات، وأصرّت على مقابلة "الست". وبعد أن استمعت لأم كلثوم على مسرح الأزبكية، قالت "إن هذه السيدة معجزة من معجزات الدنيا". القوات البريطانية وقتها أدركت مكانتها، وتأثيرها القوي على المصريين، فكان من الصعب أن يتم منعها أو التدخل في شؤونها الفنية.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong><span style="color:#FF0000;">أم كلثوم صاحبة العصمة</span></strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">لكن معارك أم كلثوم مع الأسرة المالكة وقتها، حدثت بسبب زفاف الأميرة فوزية، حيث طلبت الملكة "نازلي" أن تقوم أم كلثوم بزفاف العروسين، لكنها رفضت وقررت ارتداء فستان بلون أسود داكن.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/104196-1349670451.jpg" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">بعدها بفترة طلب الملك من مصطفى أمين أن ينشر خبر منحها لقب (صاحبة العصمة) بعد أغنية "هلّت ليالي القمر"، بنادي الجزيرة. بهذا البرتوكول أصبحت أم كلثوم مساوية لأميرات الأسرة المالكة، فتسبب الأمر في سخط العديد منهن، فقامت إحداهن بعمل حملة صحفية لاسترداد  الوسام. وبعدها قامت مجموعة من الأميرات وزوجات رجال السياسة والأعيان بنفس الأمر، فأصيبت أم كلثوم بصدمة.<br /><br />من المواقف الغريبة أيضا أن هذا الوسام، يمنح الملك فاروق الحق في الموافقة على زواجها ونسبها، لذلك عندما أرادت الزواج بالموسيقار محمود الشريف، ثار القصر ضدها، واعتبرها خارجة على العرف والتقاليد الملكية وقتها. </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;"><iframe frameborder="no" height="350px" scrolling="no" src="https://w.soundcloud.com/player/?url=https%3A//api.soundcloud.com/tracks/100130399&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false&visual=true#t=20s" width="100%"></iframe></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong><span style="font-size:22px;"><span style="color:#FF0000;">52.. غلبت أصالح</span></span></strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">"غلبت أصالح في روحي عشان ما ترضى عليك/ من بعد سُهدي ونوحي ولوعتي بين إيديك/ صعبان عليّا اللي قاسيته في الحب من طول الهجران/ ما أعرفش إيه اللي جنيته من بعد ما رضيت بالحرمان". </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">هل تعلم أن الأغنية السابقة طلبها بعض الجنود المصريين المحاصرين في الفالوجة بفلسطين عبر أثير الإذاعة؟ نعم. وقد أدتها "الست" في إحدى وصلاتها الغنائية تكريما لهم. </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">تقلبات كثيرة حدثت بينها وبين مجلس قيادة الثورة، وكان هناك مشروع دائم للبحث عن الصوت البديل، وانتشرت بعض الأقاويل أن هذا الصوت هو "ليلى مراد". الحكاية أيضا تقول إن الرئيس عبدالناصر آمن بفنها وصوتها، وطلب منها التعاون مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في عمل واحد. كان عبدالوهاب يعمل على أغنيته "إنت عمري" وعندما اتصل بأم كلثوم ليُسمعها اللحن، طلبت أكثر من مرة أن يتغير المطلع من "شوقوني عينيك" إلى "رجعوني عينيك" وقد تسببت إذاعة الأغنية في ازدحام إشارة مرور شبرا لأكثر من ساعتين.</span><br /> </p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;"><iframe frameborder="no" height="350px" scrolling="no" src="https://w.soundcloud.com/player/?url=https%3A//api.soundcloud.com/tracks/139593455&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false&visual=true#t=20s" width="100%"></iframe></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">الوفاق بين أم كلثوم ومجلس قيادة الثورة، جاء بعد عدولها عن قرار الاعتزال وترك الساحة الفنية. لكن تظل أغنية (والله زمان يا سلاحي). بالإضافة إلى قيامها بإحياء الحفلات الغنائية بعد هزيمة عام 1967، لتقوم بجمع التبرعات من أجل دعم الجيش، أبرز مثال على الوفاق. و</span><span style="font-size: 22px; line-height: 32px; text-align: justify;">يُقال إنها جمعت مليوني جنيه</span><span style="font-size: 22px; line-height: 32px; text-align: justify;">.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">وأشار الإعلامي وجدي الحكيم في إحدى ندواته عام 2006، إلى أن الرئيس عبدالناصر قرر علاجها على نفقة الدولة، لكنها أعادت 11 ألف دولار باقي المبلغ إلى خزينة الدولة. ونفى أيضا وجود أي خلافات بين أم كلثوم وجيهان السادات بسبب مشروع الوفاء والأمل، وقال "إن هذا المشروع كان بعيدا عن مشروع أم كلثوم الخيري، الذي كان مخصصا لخادمات البيوت، حيث أقامت لهن مصنعا يعملن به"<span dir="LTR">.</span></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:22px;">وفي إحدى حوراتها مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عام 1967، قالت أم كلثوم "لا يُمكن أن نفصل بين الفن والسياسة، كلها يخدم الآخر. وخذ عندك مثال قيام مصر بإرسال آثار خطوات توت عنخ آمون إلى باريس من حيث القيمة الفنية والسياسية".</span></p>