التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 09:31 ص , بتوقيت القاهرة

THE THEORY OF EVERYTHING قصة حب أسطورة القرن "ريفيو"

هل الحب يحقق المعجزات، أم أنه معجزة تحقق أحلام من يحدث له؟ وهل يستطيع الحب منحنا إرادة التغلب على الموت؟ أسئلة عديدة طرحها فيلم THE THEORY OF EVERYTHING الذي ترصد أحداثه قصة حقيقية مفعمة بكافة المشاعر والانفعالات الإنسانية، لواحد من أعظم العقول في العالم، وهو عالم الفيزياء الفلكية الشهير "ستيفن هوكينج"، الذي يستعرض الفيلم مسيرته عبر حكاية شخصين تحديا الصعاب من خلال الحب.



تبدأ أحداث الفيلم عام 1963 من خلال شخصية "ستيفن" طالب علم الكونيات بجامعة كامبريدج، الذي يخطو خطوات كبيرة للعثور على تفسير بسيط للكون، فيفتح عالمه الخاص عندما يقع في حب عميق مع زميلته الطالبة في كامبريدج جين وايلد، وتمر الأحداث ويصاب "هوكينج" بمرض عصبي يهاجم أطرافه ويعيق قدرته على الحركة والتحدث، وينهي حياته خلال عامين فقط وهو في عمر الـ21، إلا أن صديقته "جين" تقرر تحدى الجميع ودعمه لحبها وتصمم على مواجهة المرض معه فيقررا الزواج، ويرفض فكرة قرب موته.


وتميز الفيلم بالابتعاد عن القوالب التقليدية لسينما السير الذاتية، وقدم جرعة فنية مكثفة غير تقليدية بشكل أكثر جدية ورومانسية مغلفة بالحس الفكاهي المتزن، حيث قدمت القصة بشكل ممتع بصريا ومتميز دراميا بما يتماشى مع روح العصر الحديث.



وتميز الفيلم برومانسيته الكوميدية، على غير المتوقع خاصة وأن الأحداث تتصدى لحياة أحد العلماء المهمين في العصر الحديث، وامتلأت الأحداث بالمشاعر الصادقة، التي عبرت عن رسالة الفيلم الرئيسية، والتي أكدت أن كل ما يحتاجه الإنسان ويبحث عنه طيلة الحياة هو الحب فقط، وحرص المخرج علي تصوير الفيلم في جامعة كامبريدج بإنجلترا، داخل المدينة الجامعية والحرم الجامعي، في المشاهد التي بدأت فيها قصة حب "جين" و"ستيفن هوكينج".



وابتعد الفيلم تماما عن المفهوم الكلاسيكي لسينما السير الذاتية التي تعتمد في بنائها الدرامي على الحياة الجادة للشخصيات التي خلدت في تاريخ الشعوب، وأبرز الفيلم كافة الجوانب الخفية لشخصية "ستيفن هوكينج" في علاقته بزوجته وعائلته ومديرة أعماله وعلاقته بأساتذته في الجامعة الذين تأثر بفكرهم وشكل وجدانه من خلال علاقته بهم إنسانيا.



وتميز الفنان إيدي ريدماين في تجسيد شخصية "ستيفن هوكينج" بكافة انفعالاتها في فترة الشباب وبعد إصابته بالمرض وتقدمه في السن، وإنجابه مرورا بإنهاء رسالة الدكتوراه الخاصة به التي دعمته حتى تمكن من الانتهاء منها، وأعانته على عمل أبحاثه ليكون من أهم الشخصيات العملية في المجال العلمي، ليصبحا أسطورة القرن الحادي والعشرين.


ونجح "ريدماين" في تجسيد التطور الطبيعي للمرض، وهو ما ظهر مع فقد السيطرة للتحكم بأطرافه وفقد القدرة على الكلام بشكل سوي ليظهر على الشاشة على النحو المطلوب في السيناريو، ونجح في جعل الجمهور شريكا معه في كل نبرة صوتية وكل حركة بسيطة أو إيماءة يقوم بها بشكل أكسب الأحداث متعة كبيرة رغم حالته التي يرثى لها.



وفي المقابل برعت فليسيتي جونز في تقديم التحديات النفسية التي واجهت شخصية "جين هوكينج" من تعاطف مع زوجها وكبت لمشاعرها وحبها العميق لزوجها ورفضها إعاقته ومرضه وتحديها الأطباء الذين وصلوا لمرحلة اليأس في شفاءه وتحديها لهم، إلى أن تستقر حالته ويعوض عجزه ببديل تكنولوجيا يساعده علي الاستمرار واستكمال نجاحه ليصبح عقلا علميا يشار له بالبنان في كافة المحافل العلمية رغم كونه مجرد شخص عاجز عن الحركة يجلس على كرسي متحرك وخاطب من حوله من خلال جهاز صوتي.


وتميزت "فليستي" في كل مشاهد "جين" العاطفية، بداية من علاقتها الطبيعية معه ومرورا بعلاقتهما الجنسية وانتهاء بالحب الجديد الذي يخترق عالمها ويضعها في مواجهة مع العائلة والمجتمع المحيط بها.



يقدم الفيلم قصة حب غير تقليدية كتبها أنتوني ماكرتين، الذي أثبت في التسلسل الدرامي للأحداث قدرته العالية على إبراز الأعباء التي تواجه المعاقين ذوي القدرات العقلية العالية، وبرع في وصف الأعباء التي تواجهه "جين" كزوجة وأم وحبيبة، كما تميز "ماكرتين" في وصف حالة "هوكينج" الدينية ورفضه للأديان رغم إيمانه بكل ما يحيط به واعتماد نظريته العلمية على ذلك، ورسم صورة درامية مميزة لرحلة تطور "ستيفن هوكينج" خلال 25 عاما من شخص نشيط تعتمد تفاصيل حياته على الإيقاع السريع إلى شخص غير قادر على الحركة دون كرسي متحرك إلكترونيا دون أن يصيب المشاهد ملل، ورغم بدء أحداث الفيلم بصورة رتيبة إلا أنها بدأت تتسارع بشكل كبير جذب انتباه المشاهد.



ونجح المخرج جيمس مارش في الحفاظ على الإيقاع الدرامي للأحداث من خلال مشاهد تعتمد على الصورة بشكل كبير لتبرز ما يدور خلال قصة الفيلم من دراما، وخاصة في اللحظات المثالية والمضطربة في فترة زواج "جين" و"هوكينج".


THE THEORY OF EVERYTHING


إخراج: جيمس مارش


بطولة: إيدي ريدماين، فليسيتي جونز


مدة العرض: 123 دقيقة


تكلفة الإنتاج: 15 مليون دولار


بلد الإنتاج: الولايات المتحدة الأمريكية