التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 04:25 ص , بتوقيت القاهرة

"كفاحي" لهتلر.. أخطر الكتب على وجه الأرض

يقول ترايي سين، المحاضرفي علوم الدين المعاصر والصراعات في جامعة مانشستر، عن كتاب كفاحي لهتلر "إذا حذفنا الجزئية المتعلقة بمعاداة السامية، فسيكون الكتاب عن رجل بسيط في السجن يحلم بامتلاك العالم، وقد وضع الخطوات لتحقيق حلمه"، كتاب كفاحي واحدٌ من أكثر الكتب إثارةً للجدل حول العالم، فليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو مثال على مذكرات أخطر زعيم في العالم.


نُشر المجلد الأول للكتاب في عام 1925، قبل أن يُنشر الجزء الثاني بعدها بعامٍ، وقام بتحريره "برنارد شتمبفل"، هذا الأخير الذي قُتل في "ليلة السكاكين الطويلة" أو "عملية طائر الطنّان" التي وقعت بألمانيا النازية في الفترة ما بين (30 يونيو- 2 يوليو) 1934، وقد نفذ النظام النازي خلالها سلسلة من الإعدامات السياسية، وكان معظم القتلى من أعضاء فرقتي "كتيبة العاصفة" و"القمصان البنية".



باع الكتاب أكثر من 240 ألف نسخة، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وزع حوالي 10 ملايين نسخة تقريبا، والطريف في الأمر أن المتزوجين حديثا حصلوا في ذلك الوقت على نسخ مجانية من الكتاب.


في تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يقول جون ميرفي، مخرج برنامج "بابلش أور برن" الذي بثته إذاعة بي بي سي4 في 14 يناير، إن الكتاب لا يزال نصا خطيرا، لأن "هتلر يُعتبر تاريخًا مهملاً، ومن ثم فقد قلل الناس من شأن هذا الكتاب"، وميرفي هو حفيد المترجم الذي ترجم الكتاب بشكل كامل من الألمانية إلى الإنجليزية عام 1936.



يتضمن الكتاب العديد من العبارات الصادمة، حيث يقول هتلر في أحد أجزائه: (إن لم تكن تعلم أين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض)، ويضيف في مقطع آخر (لقد اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعلٍ مغايرٍ للأخلاق، وما من جريمة بحق المجتمع، إلا ولليهود يدا فيها)، وتابع ميرفي قائلا "هناك سبب وجيه لأن يؤخذ الأمر على محمل الجد، لأنه سيكون عُرضة لسوء التفسير، حتى وإن كان قد كتبه هتلر في العقد الثاني من القرن العشرين، إلا أن معظم ما ذكره نفذه، فلو أولاه الناس شيئا من الاهتمام آنذاك لربما أدركوا الخطر ويبدو أن هذا الكتاب يتضمن صورا منمقة حول النازية وأصولها، وهذا ما يحاول النازيون الجدد تجنبه في تناولهم لتلك الفترة.


وأضاف أترابي سين أيضا أن هذا الكتاب يعدّ من أهم الكتب للمحافظة على الذاتية، بما يتضمنه من أفكار وتوجهات قومية، وعلى الجانب الآخر أجرى ودفيغ أنغر، المتحدث باسم وزارة بافاريا للتربية والتعليم والثقافة، اتصالا لإذاعة بي بي سي 4، قال خلاله: كانت نتيجة هذا الكتاب هي مقتل الملايين من البشر، وسوء معاملة ملايين آخرين، وتعرض جميع البلاد للحرب."


أما نائب البرلمان الألماني، بوركهارد ليشكا، فأوضح في حديثه مع شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، "يجب منع ذلك بكل الوسائل القانونية، أجد أن كتابا كهذا ينتمي بشكل دائم إلى مزبلة التاريخ"، لذلك وجه النائب ليشكا مع زملاء آخرين له استيضاحا إلى الحكومة الاتحادية، لمعرفة كيف ستتعامل مع كتاب هتلر بدءا من عام 2016


من جهته أشار الموقع الرسمي لمعهد التاريخ المعاصر بمديمة "ميونخ" إلى أن المعهد يعمل منذ عام 2009 على إصدار نسخة مشروحة ومعلق عليها، وتقدم حكومة ولاية بافاريا الدعم المالي لذلك، الحكومة الاتحادية بقيت حيادية حيال المشروع، الذي لم يكن بناء على مبادرة منها، ولكن يمكن أن يكون "بمثابة تحليل تاريخي عميق لفترة الدكتاتورية النازية".



ويضيف وزير الداخلية البافاري، يواخيم هيرمان، للشبكة ذاتها "ـن النص الأصلي يحمل، بموجب القانون، طابعا عنصريا واضحا"، وأعلن هيرمان عن إجراءات قانونية ضد كل من ينشر النص الأصلي، ووفقا للمحامي وخبير وسائل الإعلام، تيم هويزمان، في المادة 130 من قانون العقوبات، يتوقع هويزمان أن يتم فرض حظر على نشر الكتاب، ففي كتاب هتلر جرى التشهير بأشخاص ومجموعات دينية بشكل واضح، ولكن المحامي يستدرك بالقول "لا يمكن التنبؤ بما إذا كانت المحاكم ستفصل بالمسألة وفق ذات المنظور".


كما توّضح زيمونه باولميشل، المتحدثة باسم المعهد، أنه سيتم سرد كافة الفصول وفق تسلسلها التاريخي وسيتم كشف كل التناقضات في النص، وبسبب هذه الآراء المتضاربة بشأن الكتاب وخطورته، ترى المدونة والباحثة البريطانية، فيونا ماكدونالد، إن هذا الكتاب ربما يعدّ الأخطر في العالم من وجهة نظرها.