التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 06:02 ص , بتوقيت القاهرة

بعيدا عن الاشتباكات الأسبوعية.. يعني إيه مطرية؟

 حسب قصة رحلة العائلة المقدسة الهاربة من بيت لحم إلى سيناء ثم الدلتا وعبور النيل مرارا نحو الجنوب إلى الصعيد، يحكى أن العائلة كانت تسير في طرق غير اعتيادية لمحاولات التخفي عن عيون الملك، الذي أمر بقتل الطفل المقدس، ومنها عبرت الأم وطفلها والنجار، الفرع الغربي للنيل نحو وادي النطرون، ومن هناك عبر الثلاثة مجرى النيل نحو هليوبوليس، التي لم يرحب بها أهلهم واتجهت نحو عين شمس، ثم المطرية التي كان اسمها أون، وفي أون استندت إلى شجرة ضخمة، وتفجرت عين ماء من تحت أقدام الطفل، شربت الأم وارتوت، وغسلت الطفل وملابسه، ولما شربت الأرض ماء الغسيل، نبتت شجيرات البسلم، وتابعت العائلة رحلتها، واشتهرت الشجرة باسم شجرة الأم مريم، وتقع بالقرب من محطة مترو المطرية الحالي.



الأم .. Mater .. المطرية


اتسع اسم المطرية التي تعني "الأم" باللاتينية وشمل القرية، وحرّف اللسان الشعبي الاسم، وبقي "منية مطر"، وذكر المقريزي في الخطط المقريزية إنها من توابع مصر، وأن اسمها "منية مطر"، وتقول أسطورة أخرى أن شجرة العذراء مريم ذبلت وضعفت حتى ماتت، في القرن السابع عشر، وأنها ظلت على مواتها لمدة 16 عامًا، وبدأت في النمو من جديد.


ومن الحواديت الشعبية عن المعارك بين الفرنسيين والترك حول القاهرة، أنه انتصر العسكر الفرنسيون على الترك في هليوبوليس، التي كانت تضم قرية المطرية، ومر مجموعة من المعسكر المنتصر على الشجرة، والنبع المجاور لها، والذي كان يشاع عنه قدرته العلاجية، واستخدم عسكر الحملة الفرنسية النبع لغرض العلاج وتحقق غرضهم، وسجلوا فرحتهم بحد السيف ونحتوا أسماءهم على جذع الشجرة المقدسة.


هليوبوليس أكبر من المطرية


هليوبوليس القديمة، كان اسمها أون، وكانت تضم "عين شمس والمطرية" حاليًا، وشهدت معركة بين العثمانيين والفرنسيين،  في حلقة الصراع على مصر،  في نهاية القرن التاسع عشر وقت حملة كليبر، كانت نتيجتها محسومة للأذكى والأكثر تقدما كليبر الفرنسي، على العثمانيين الذين كانوا أكثر كلاسيكية وأبطأ تطورًا، وكأن المدينة الصغيرة ملتزمة بهدفها المؤسسة لأجله منذ بناها سنوسرت الأول، قبل الميلاد، مؤسس حكم الأسرة الـ12 الفرعونية، بعد ما شهدت فترة حكم أبيه الملك موجات اضطرابات انتهت بوفاته، فاضطر سنوسرت للرجوع من الغرب، ليبيا، لضبط إيقاع المملكة المضطربة، وقرر تأسيس مدينة هليوبوليس لتكون مدينة العلوم والفنون الجديدة، بنظام سياسي مخالف للنظام القديم، وباقي من المدينة الفرعونية مسلة واحدة موجودة في المطرية.