التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 05:50 م , بتوقيت القاهرة

تحيا المرأة المصرية

بدعوةٍ كريمة من السيدة السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة، حضرتُ مؤتمر"هي والإرهاب"، الذي انعقد يوم 20 يناير الماضي، وكان فرصةً لنتأمل مسيرة المرأة المصرية، التي منذ اليوم الأول تعمل جنبًا إلى جنب في فلاحة الأرض وتربية الحيوانات، فهي المُعينة لرجلها، وتتحمل ما لم يتحمله بشر، فبجانب فلاحتها كانت تُربي الأبناء وتُدبر البيت.


 فلم تكن المرأة المصرية في يوم من الأيام من تلك النساء اللواتي لا يعملنّ، بل تكتفي بإدارة المنزل، وهذا ما تؤكده لنا جدران المعابد الفرعونية التي تحكي لنا أخبار المصري القديم، فالمرأة المصرية كانت دائمًا في طليعة كل تقدُّم، فهي قوية وتعرف ما تريد ورأيناها في ثورة 1919 في طليعة المتظاهرين كما هي إلى الآن في طليعة من تظاهروا وطالبوا بالتغيير في ثورة 25 يناير 2011 وفي طليعة، أيضًا، ثورة 30 يونيو 2013، عندما شعرتْ بالخطر الداهم عندما أرادوا إسقاط "مصر"، وتغيير مناخ المحبة والألفة والانسجام بين أفراد المجتمع.


وأرادوا للمرأة المصرية أن تنغلق على نفسها فأبت واستنهضت عزيمتها واستدعت تاريخها الذي يزيد عن 7000 سنة، وقدمت أبناءها شهداء لأجل مصر سواء من المدنيين أو أبنائها في الشرطة والجيش، وكانت وستكون في طليعة ممارسة الاستحقاقات الدستورية تُساهم وتُشارك بكل قوتها.


لكن علينا أن نعترف أن مجتمعنا مازال ذكوري النَّعرة ولا يُفسح لها المجال إلا بحدود. نرى المرأة سفيرة ولكن بحدود، ونراها وزيرة ولكن بحدود أيضًا، ونراها قاضية ولكن بحدود، ونراها ضابط شرطة أو جيش ولكن على استحياء، ونراها نائب محافظ ولكن لا نراها محافظًا لا أعرف لماذا؟ رغم أنها أثبتت نجاحًا في كل المناصب التي تتبؤها.


لذا أقول للرجل لا تخف ولصاحب القرار لا تخف، فكثيرٌ من مشاكل مصر لن تحلها إلا المرأة المصرية المعروفة بحبها والتزامها ونقاوتها وصبرها الذي يفوق صبر أيوب فتحية للمرأة المصرية في عيدها.