التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 05:29 م , بتوقيت القاهرة

عم "مصطفى سجاد".. حامل مفاتيح "محمد علي"

منذ طفولته المبكرة وهو يعمل في ترميم سجاد الجوامع، من مسجد الكخيا الواقع بميدان الأوبرا، إلى مسجد محمد علي بالقلعة، والذي حمل على عاتقه أمانة حمل مفاتيحه، بجانب عمله في ترميم السجاد، ليكون أول من يدخل المسجد صباحا، وآخر من يخرج منه بعد الغروب، يوميا.


يمر السياح والمشاهير من زوار القلعة على المسجد، يلتقطون الصور التذكارية لعمارته الفريدة، ولمقام محمد علي، وأيضا لعم مصطفى، حامل المفاتيح، الذي يتذكر جيدا الكثير من الأمراء والملكات والمشاهير، أصروا جميعا على التقاط الصور معه، بعدما أصبح الإنسان الوحيد الذي يشكل جزءا أصيلا من هذا المسجد الأثري.

إنه مصطفى عبد العظيم، أو عم (مصطفى سجاد) كما يعرفه جميع من في القلعة، الرجل الذي بلغ من العمر 66 عاما، مرمم السجاد، وحارس مفاتيح مسجد محمد علي، والوجه "الأثري" الذي يلتقط الجميع بجواره صورا تذكارية، ورغم خروجه على المعاش منذ 6 سنوات، إلا أن إخلاصه وأمانته جعلا مدير المنطقة يعيده إلى العمل.


عم مصطفى هو الشخص الذي يأتمنه مدير منطقة القلعة، مصطفى حسن، على مفاتيح مسجد محمد علي، منذ أتى به من مسجد الكخيا بميدان الأوبرا، وأصر على بقائه حارسا لبوابات المسجد العتيق بعد خروجه على المعاش.

وانطلاقا من حي البساتين، يبدأ عم مصطفى يومه في السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء، مثقلا بمفتاحي المسجد عظيمي الحجم، وبأمانة حملهما، وهو روتين يومي يتكرر منذ أكثر من 35 عاما.. عشرة طويلة يزينها الإخلاص، ويهونها حبه للمكان، وحب المكان له، حتى امتزجت شخصية العجوز ذي الملامح الطيبة بالصرح الأثري الذي عمل تحت سقفه عمرا كاملا. 
وحين سألناه عن السبب الذي يدعوه للعمل رغم سنه، وثقل الروتين والحياة، قال لنا: "هنا أجد نفسي، وهنا أشعر بقوتي رغم أعوامي الـ66".