التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 12:17 ص , بتوقيت القاهرة

قصص نساء أثرن فى انتصارات حرب أكتوبر.. من سيناء للنوبة

حرب أكتوبر ـ صورة ارشيفية
حرب أكتوبر ـ صورة ارشيفية
في اليوبيل الذهبي لانتصارات حرب أكتوبر المجيد لا يمكن أن ننسى الدور النسائي البارز خلال هذه الملحمة الوطنية حيث تتجلى قصص المرأة المصرية التي تتمثل في زوجة المقاتل وأم الشهيد، ست البيت التي تحملت الصعاب بمفردها وزوجها على الجبهة يدافع عن الوطن 6 سنوات منذ حرب نكسة 1967 إلى حرب انتصار أكتوبر 1973.

ولم تكتفِ بذلك وإنما نزلت الشوارع تبث الحماس في نفوس المواطنين، توجهت للمستشفيات لمساعدة المصابين وخدمتهم، انضمت للهلال الأحمر وتعلمت التمريض جرحى وطنها.

 

 في السطور التالية نتعرف على نموذجين مختلفين إحداهما تأتى من قلب المعركة في سيناء والأخرى في النوبة.

64230-المجاهدة-فرحانة-حسين-الرياشات64230-المجاهدة-فرحانة-حسين-الرياشات
فرحانة "البدوية"

لُقبت بشيخة المجاهدين، سيدة سطرت تاريخها الوطني بحروف من دمها، ابنة قبيلة الريشات بشمال سيناء أم ثلاث أبناء بعد انفصالها عن زوجها اكتفت بأبنائها ووطنها، بدأت مشوارها في الكفاح بعد النكسة مباشرة، فانضمت إلى المخابرات الحربية مثل الكثير من أبناء سيناء في هذا الوقت، وكانت مهمتها رصدت تمركزات العدو الإسرائيلي وإعداد دباباتهم وجنودهم، وزرع القنابل ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة في سيناء. وكان هذا بالشيء السهل لها كونها كانت تعمل في بيع الأقمشة وبسهولة تخرج من سيناء وتعود مرة ثانية.

تميزت  فرحانة بالذكاء رغم أميتها فكانت تحفظ بسهولة عدد سيارات العدو وأشكال الرموز المرسومة عليها، كسرت "فرحانة" العادات والتقاليد البدوية وفي إحدى حواراتها الصحفية التي أجرتها قبل وفاتها قال" سمعت كلام قاسى جدًا في بداية جهادى من قبيلتى وعشيرتى، ولكنى لم ألتفت كان هدفى الوحيد هو بلدى مصر".

ومن أكبر العمليات الاستخبارية التي قدمتها شيخة المجاهدين في سيناء هي الحصول على خريطة المطار الذى خطط العدو الإسرائيلي لبنائه وصورت وثائق لمعسكراتهم بمنطقة ياميت، كما وصلت إلى كامب ديفيد وقامت بتصوير أهم القواعد العسكرية هناك، في كل مرة كانت تنجز مهمة لها كانت ترسل رسالة إلى المجاهدين في سيناء تحفيزًا لهم لاستكمال المشوار، عن طريق إرسال رسالة للإذاعة المصرية لتذاع عبر أثيرها تقول فيها" أنا أم داوود أهدى سلامى إلى إخوانى وإخواتى فى الأراضى المحتلة".

 

ولكن هناك من كان يتربص بها فوشي بها إلى القوات الإسرائيلية في سيناء وتم القبض عليها واحتجازها، وتم اغراءها لإفشاء مكان قائد مجموعتها وأوهمتهم أنها بلهاء لا تعرف شيئًا، فتركوها، حسب روايتها في احدى حواراتها للصحف قبل وفاتها.

وقد تم  تكريمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومنحها نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدورها الكبير فى مساندة القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973.

 

طائرة  اسرائيلية فانتوم تخلى عنها قائدها وهربطائرة اسرائيلية فانتوم تخلى عنها قائدها وهرب
فردوس فرحات "النوبية"

فردوس فرحات، السيدة نوبية،  تركها زوجها وحدها مع أبنائها لتتحمل مسئوليتهم، مثل كثيرات الآن، ولكن الفرق أن "فردوس" كانت في زمنٍ نادرًا جدًا أن يترك رب الأسرة مسؤوليته، لقد تحملت الزوجة مسئولية ابنها الوحيد "صبحى الشيخ" ورعته وعكفت على تربيته حتى أصبح طيارًا مقاتلًا متطوعا في الجيش المصرى.

شارك المقاتل "صبحى" في حرب أكتوبر واسقط طائرتين من طراز ميراج، وشعر بالفخر وازداد حماس المقاتلين المنتصرين فاقتحم دشمة رباعية لطائرات العدو بعد أن شاهد طائرات العدو تستعد للصعود، ودفع حياته ثمن للدفاع عن الوطن، وسميت تلك الضربة بـ" ضربة السيطرة 6 أكتوبر 73" .

رد فعل الأم من أجل وحيدها أذهل الجميع فقالت للضابط الذى أتى ليخبرها بشهادة ابنها: "ابنى حقق اللى كانت بتمناه، كانت دعوته في صلاة، كان عايش وحيد لكن ربنا كان معاه، كان ناحج ومتوفق في دراسته، ولما كان يعمل أي عمله عسكرية يرجع يقولى، ربنا رفض يكرمنى بالشهادة، كنت أقوله هتسيبنى لوحدى، كان يقولى ربنا مش هيسيبك إذا أكرمنى وقبلنى من الشهداء".

وكرمت أم الشهيد البطل  حيث وقف القائد الأعلى للقوات المسلحة حين إذ يرفع أمامها يده بالتحية العسكرية، وأطلق على ولدها "صبحى الشيخ" واحد من أصحاب القدرات المدهشة أثناء الحرب وحُماة مصر.