التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 02:29 ص , بتوقيت القاهرة

جزارة بلغة الإشارة.. "أسماء" من الصم والبكم وبتدبح وتشفى وتقطع بإيديها

لم تتعد سنوات عمرها الـ18 عامًا، ورغم ذلك استطاعت أن تعمل في مجال لا يمتهنه سوى الرجال، فرغم أنها من الصم البكم، إلا أنها تعمل بمجال الجزارة منذ الصغر، وبالرغم من صعوبة التواصل مع الآخرين، لكن ذكاءها كان سببًا من انتقالها من مهنة النظافة بمحل الجزارة، إلى أصغر بنت جزارة بالمحل، وأكثرهم نشاطًا، كل هذا بسبب حبها للجزارة والوصول لحلمها الذي تسعى لتحقيقه منذ الصغر، إنها أسماء جمعة التي أثبت أن الوصول للحلم ليس بمعجزة، لكن بالصبر والسعى، كما أثبتت نفسها أنها أقوى من الظروف والتحديات التي تعيشها.

تحدثت "أسماء جمعة" بلغة الإشارة لـ"اليوم السابع" قائلة: "من وأنا عندي 8 سنوات بشتغل في مجال الجزارة"، وعبرت عن حبها لأصحاب المكان قائلة إنهم في مكانة أهلها، وتضيف: "تعلمت الجزارة من ذبح وسلخ وتقطيع"، وحكى الحاج ناصر عبد القادر صاحب محل الجزارة الذي تعمل فيه "أسماء" قائلًا: "البداية كانت الحاج والد أسماء لما جابها لينا وهي عيلة صغيرة، وكبرت واتربت معانا"، ويضيف: "إحنا استلمنا أسماء وعمرها يتراوح ما بين 8 أو 9 سنين، وأول نزولها معانا فى المحل كانت كمساعدة في نظافة المحل، لكن البنت كانت مصممة تتعلم كل فنون الجزارة".

وتابع قائلًا: "أسماء ذكية جدًا وعندها نشاط يشجع أى شخص إنه يعلمها كل حاجة، ولو حابة تتفرجى على أسماء تعالى فى العيد شوفى بنفسك بتعرف تشيل ذبيحة بنفسها من أول الذبح لحد التقطيع"، ويوضح سبب دخولها محل الجزارة قائلًا: "كانت دايمًا من وهي صغيرة تطلب من والدها إنها نفسها تطلع جزارة ويكون عندها أكبر محل جزارة في مصر".

وأضاف قائلًا: "في البداية كانت في مشكلة في التواصل معاها لأنه بتتكلم بلغة الإشارة، لكن مع العشرة أصبحت بتفهم كل حركاتنا وتنفذ الطلب من قبل ما نطلبه، وحفظت طريقتنا في التعامل وإحنا كمان بدون ما نتعلم لغة الإشارة بقينا بنعرف نتكلم معاها، واتعودنا على بعض والمعاملة بقت سهلة".

ويقول الشيف فوزى عبد العال أحد العاملين بمحل الجزارة: "من وقت ما أسماء دخلت المحل وإحنا اعتبرناها بنتنا الصغيرة، وكبرت معانا، وعلمتها إزاي تمسك وتختار قطعة اللحمة المناسبة للبفتيك وغيره، وهي شاطرة جدًا وبتفهم وبتتعلم بسرعة"، وأردف قائلًا: "مهنة الجزارة دي مهنة الدكاترة، كثير من الأطباء بيتعلم مني طريقة إزالة العرق من قطعة اللحمة".