التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 04:52 م , بتوقيت القاهرة

لهذا لقبوه بالأستاذ.. حكاية فؤاد المهندس مع «حتة مارون جلاسيه» (2)

الثقة التي وضعها فؤاد المهندس، في حسام الدين صلاح، اختصرت 10 سنوات من عمره مقابل صعوده من مساعد إلى مخرج محترف، لكن النجاح لم يكن بسرعة اللقاء الأول والفرصة، ست سنوات عجاف من الـ«سمع هس» عن مسرحية يقدمها الأستاذ، حتى جاء موعد عرضها الأول في التلفزيون، وتنهل الرواية من ينبوع «قهقهة» الجمهور حتى الآن، لكن وقتها –تحديدًا 1985- لم يكن يتنبأ أحد بالنجاح المتكاسل عن الحضور سوى «عمو فؤاد»

 علشان خاطر عيونك

في أجواء توحي أن جميع أوراق اللعب خاسرة، يشعر فؤاد المهندس أن التجربة حققت النجاح فنيا، بينما مخرجه الشاب يبحث عن «السنيورة» الرابحة، في أرقام الإيرادات ومدح النقاد، لم ينكرا الإخفاق الجماهيري، لكن الأستاذ كان يعرف أنه يقدم ضحكًا ناعمًا لا يواكب مرحلة «الضحك الخشن»، ورضاه عن رواية «هالة حبيبتي»، فاتح شهية للاستمرار في تطوير «الإفيه» والعودة لخشبة المسرح، ولو تطلب الأمر تدخل رئيس وزراء مصر شخصيًا، لفعلها من أجل فنه.. وقد كان.

 

مسرحية هالة حبيبتي

 

تعود الرواية خصيصًا من أجل رئيس وزراء مصر الأسبق كمال حسن علي، الذي يشاهد فؤاد المهندس يقدم كوميديا راقية طابت واستوت وطلبت «الجمهور»، وتأخذه أغنية «يا حتة مارون جلاسيه والحشو شيكولاتة» الحضور إلى عالمي البهجة والسلطنة، وبعد إسدال الستار، يعطي تعليماته لكل محافظي مصر بشراء حفلات المسرحية، وعرضها في كل محافظة مقابل 10 الآف جنيه للحفلة الواحدة.

عمو فؤاد بيلف بلاد

يتنفس حسام الصعداء، أخيرًا سوف يجد صدى لتجربته الأولى، يعود للاندماج في الرواية بعيدًا عن الإحباط والقلق الذي لازمه في بداية العروض الأولى، ويسعد بنظرات الأستاذ العاشقة للقاء جمهوره في المحافظات، هذا الرجل الذي وضعه تحت نقطة النور، لا يتأفف بعد سنوات التربع على عرش الكوميديا، من الوقوف في حوش مدرسة ثانوي، في الفيوم، ويقدم مسرحيته على مسرح مصنوع من الدكك الخشبية.

 

يحاول حسام أن يلغي العرض؛ خوفًا على الأستاذ من أن تنزلق قدمه في فتحات دكك الفصول المغطاة بالسجاد، لكن المهندس يصر على الاستمرار في الحفلة، واعدًا بالحرص في خطواته، من أجل تلك اللحظة التي يصفق فيها الجمهور فور دخوله، يعرض حياته للخطر، وفي الكواليس يترك فؤاد المهندس شخصيته الحقيقية، ويدخل بدلًا منه الملياردير « أدهم أبو العز» ممسكًا بعصاه، وبكل جدية تضج الصالة بالضحك من جمله الحوارية.

 

تنتهي جولة المحافظات بنجاح يناسب مجهود صانعيه، وتسافر بطلة الرواية «إيمان سركسيان» إلى بلدها لبنان، في ذلك الوقت يسعى مدرس مصري يعمل في الكويت للقاء فؤاد المهندس، ليعرض عليه 30 ألف دولار مقابل تقديم 3 حفلات لـ«هالة حبيبتي» في الكويت.

 

يخشى الأستاذ أن يكون هجومه على الحكومات العربية بعد مقاطعة السادات بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، سببًا في ترحيب غير لائق، لذا لم يكن أمامه سوى الثقة في تقدير حسام للأمور، أرسله للكويت قبل سفر الفرقة بأسبوعين وكانت التعليمات واضحة:

 

- اسمع يا حسام لو اتصلت بيا وقلت انك ألغيت الحفلات هكون سعيد، أنا خايف من السفرية دي.

 

يذهب الشاب محملاً بمسؤولية قرار العرض أو الإلغاء، وعندما وجد أن الأمور في سياقها الطبيعي، أعطى الإشارة لفتح الستار، ويدخل فؤاد المهندس الكويت من صالة كبار الزوار، ويجد ترحيبًا يليق بالأستاذ، تصفيق حاد استمر لخمس دقائق،  جعلته يشتكي من كثرة الانحناء لجمهور الكويت الذي نسى التصريحات السياسية للنجم الكبير، وتذكر فقط أن البقاء لفرافيرو، وشنبو في المصيدة.

 

 بعد ذلك بيعت الرواية للمنتج صفوت غطاس، وانتهت الرواية، وانتهى عقد إيجار فؤاد المهندس لمسرح الزمالك، لكن تبعات «هالة حبيبتي» كان لها أثارًا سلبية على «عمو فؤاد»، لم يتجاوب المنتجون معه عندما حاول رفع أجره، واستبدلوه بحكايات «جدو عبده» وكانت سببًا في قطيعة بين الأستاذ وعبد المنعم مدبولي، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لقد كانت المسرحية سببًا في تحول اسم فؤاد المهندس لصفقة خاسرة.   

 

ونستكمل الحكاية مع الأستاذ فؤاد في الحلقة القادمة.

 

اقرأ المزيد

 

لهذا لقبوه بالأستاذ.. حكاية فؤاد المهندس مع «حتة مارون جلاسيه» (1)
لهذا لقبوه بالأستاذ.. حكاية فؤاد المهندس مع «حتة مارون جلاسيه» (1)

 

فتحي غانم.. قليل من «الصحافة» كثير من «الأدب»

 

حكاية «نص مليون جنيه» تائهة في كواليس رأفت الهجان

 

ماذا فعلت الأيام بـ«عمرو الدجوي»؟