التوقيت الثلاثاء، 30 أبريل 2024
التوقيت 03:21 م , بتوقيت القاهرة

سقراط .. فيلسوف البرازيل الحريف

كان اللاعب الوحيد الذي أبدى رفضه الواضح لنظام الحكم الشمولي في البرازيل نتيجة للقهر والظلم وغياب العدالة.. إنه اللاعب البرازيلي "سقراط" المولود في 19 فبراير 1954، الذي خاض مع فريقه "كورينثيانز" معركة سياسية ضد الحكم الديكتاتوري للدولة، وكان يردد دائما: بقيت في ميدان كرة القدم فقط من أجل الوزن السياسي، لمحاربة المجتمع القمعي الذي يقوده العسكر".



في ذلك الوقت لم يكن لأحد أن يتفوه بكلمة واحدة، لكن الفيلسوف سقراط كمان كان يُلقب، قرر مواصلة دراسته للطب حتى نال شهادة دبلوم الأطفال عام 1979، ثم عاد مرة أخرى إلى ميدان كرة القدم.. وتقول الحكاية إن سقراط سمي بذلك نسبة إلى الفيلسوف الإغريقي. كما كان هذا اللاعب جوكر كرة قدم بامتياز.


كان سقراط من أكثر المدخنين، حالة أشبه بسمك المكاريل المُدخن كما يصفه أحد الصحفيين، لكن لم يكن أحد يعرف أي أنواع التبغ الذي يُفضِل. لكنه كان قادرا على فعل أي شيء على أرض المعلب، لاعب عملاق يبلغ طوله (1.92) متر، وبفضل مهارته العالية في كرة القدم، سجل سقراط ما يزيد عن 168 هدفا في 302 مبارة خاضها مع ناديه خلال 5 مواسم.. الغريب في الأمر أن سقراط كان أحد منظري المنتخب البرازيلي.



في عام 1982، كان سقراط يخوض اختباراته في كلية الطب، قبل أن يصبح أحد نجوم المونديال في العام ذاته، لكنه دائم العشق لكاسترو، جيفارا، فان كوخ، وجون لينون. تنظير سقراط الكروي جعله يؤلف كتابا بعنوان "فلسفة كرة القدم"، الذي كان شعاره: "الجمال يأتي أولا.. النصر ثانيا.. لكن ما يهم هو المتعة".


وبحسب مجلة "الإيكونوميست" فإن سقراط طور نظاما جديدا لأفراد النادي ككل يُمكنهم من خلال التصويت على اختيار أعضاء مجلس إدارته بداية من جامع الكرات حتى الرئيس، بما في ذلك طريقة التصويت وإعلان النتيجة.


خلال عام 2014، بدأ سقراط في كتابة رواية حول الفساد المالي في الدولة وظهور استادات الأفيال البيضاء، وكيف ذهبت الأموال الطائلة إلى جيوب رؤوس الأموال.


بعد مجموعة من المباريات التاريخية التي خاضها مع منتخب بلاده، وخصوصا مباراة البرازيل مع المكسيك عام 1886 التي أخرجت فيها فرنسا من البرازيل في الدور ربع النهائي ولا تزال عالقة في الأذهان. توفي سقراط بعد الإصابة بعدوة شديدة وكان مدمنا للكحول ويدخن بشراهة.