التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 05:46 م , بتوقيت القاهرة

منتخب الكويت ضحى بنجمه من أجل أعرافه

في الليلة الظلماء يفتقد البدر، ليس بدر المطوع وحد من أفتقده المنتخب الكويتي، بل كان فهد العنزي هو ابرز الغائبين عن الكويت أمام أستراليا اليوم.


الكويت خسرت أمام أستراليا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في افتتاح أسياد 2015، لكن الأنظار كالعادة كانت مسلطة عليه رغم غيابه، فهد العنزي.



العنزي، هو أحد نجوم الجيل الحالي من المنتخب الكويتي، بل هو نجمهم الأول على الإطلاق بأهدافه ومهاراته المؤثرة، وبما أنه من فئة "البدون" فلمشاركاته مع الزرق شروطا خاصة.


من هم البدون؟



والبدون هم فئة من سكان دولة الكويت لا ملكون هوية أو جنسية محددة، كانوا يعملون كرعاة غنم قديما، ولذلك فلم يكن لهم موطنا دائم، وبعد أن استوطنوا في الكويت، رفضت السلطات منحهم الجنسية، ومع ذلك فهم يشاركون بشكل طبيعي في الخدمات العسكرية والشرطية للبلاد، لتظهر تلك المشكلة بداية من فترة الخمسينيات.


فهد العنزي ينتمي لهؤلاء، وعليه فهو لا يشارك مع المنتخب الكويتي في المحافل الرسمية، إلا بأوراق مؤقتة تسحب منه بعد انتهاء مشاركته مع المنتخب الكويتي كما حدث في أمم أسيا 2011.


العنزي بعد كأس الخليج الأخيرة، طالب بحصوله على الجنسية الكويتية بشكل رسمي ونهائي، وليس مؤقت كما أعتادوا الصنع معه طوال مسيرته.


مطلب العنزي قوبل بالرفض من مجلس الأمة، ليقرر فهد عدم المشاركة مع المنتخب الكويتي في البطولة، ولتخسر كتيبة المدرب التونسي نبيل معلول، أهم اوراقها.


تضحية الكويت وحق العنزي



قد تكون الكويت محقة في عدم منح العنزي جنسيتها، لأن ذلك سيفتح بابا كبيرا من المطالبات للمساواة من قبل أمثال العنزي من عديمي الجنسية في الكويت، لكن فهد أيضا لا يمكن لومه على رفضه السفر، فرغم كل ما يقدمه للمنتخب الكويتي طوال مسيرته، وأخرها كان هدفه القاتل في شباك المنتخب العراقي بكأس الخليج، إلا أنه دائما يعيش في غير مأمن، لان إصابة واحدة كفيلة بحرمانه من كرة القدم مكسب رزقه الأوحد، وحينها لا يضمن حتى اعتراف الكويت به من عدمه.


فرص صعبة



فرص المنتخب الكويتي في البطولة باتت بغاية الصعوبة بعد هزيمة اليوم بالنظر لأنهم وقعوا مع منتخبي عمان وكوريا الجنوبية في نفس المجموعة بجانب أستراليا، لكن مدى صحة ما فعلته السلطات الكويتية بالتضحية بنجمهم الأول فهد العنزي من أجل تطبيق أعرافهم التي تمنعهم من الاعتراف بالمواطن البدون كمواطن كويتي، يبقى أمرا لا يقدره سوى الشعب الكويتي نفسه.