التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 02:22 م , بتوقيت القاهرة

نجمة الأهلي الرابعة .. البدري يستحق

فريق يسجل بمعدل 2.3 هدفا في المباراة الواحدة في الدوري وفرصة التسجيل في مرماه لا تتعدى نصف هدف في المباراة الواحدة. أن تخرج مهزوما أمام الأهلي فهذا هو الاحتمال الأكبر، أو إن شئت فقل هذا هو المنطق.
 
مباريات الأهلي في طريقه للبطولة 40 عروض ممتعة تسر الناظرين. أداء سريع وقوي للغاية هجوميا، صلابة للغاية دفاعية رغم غيابات لاعبي الخط الخلفي معظم أوقات الموسم للإصابة، وحارس قوي أشبه بإخطبوط تملأ أذرعه منطقة الجزاء كلها.
 
عقبات عدة أحاطت بالفريق الموسم الجاري، لكن حسام البدري، أو الرجل الذي صنع "الغول" كان سببا رئيسا في تحقق أهداف الموسم بامتياز.
 
"الأهلي توحش وأصبح غولا، لا يوجد أي شيء يهدئ من لاعبيه طوال المباراة سوى صافرة النهاية فقط، وعدا ذلك فهم يعملون دائما لآخر ثانية من المباراة". مختار مختار مدرب الإنتاج الحربي، أحد المدربين القلائل الذين عانى البدري للفوز عليهم هذا الموسم.
 
بناء
البدري تسلم الفريق في وضع مزر.. خسر الفريق الدوري لأول مرة منذ سنوات طويلة في 2015 من جاريدو إلى بيسييرو إلى يول مرورا بفترات انتقالية لفتحي مبروك وعبد العزيز عبد الشافي. تعاقدات مخيبة في السنة الأولى لمحمود طاهر، وتخبط إداري يربك الكل، قبل أن تبدأ الدفة في الاستقرار بالتعاقد مع البدري وتنفيذ فترة انتقالات مميزة.
 
حضر البدري دون رغبة الجماهير التي لم تنس تركه للفريق في ولايته السابقة بشكل مفاجئ. أول انتصارات البدري كانت عدم الالتفات إلى غضب الجماهير.
 
وضع البدري أهدافا مرحلية: بناء فريق ذو نسق ونمط واضحين لاستعادة الهيمنة المحلية أولا، ثم خطف الأميرة الأفريقية. نجح في الأولى بامتياز ودون هزيمة، وكان قاب قوسين من الثانية.
 
لم يختر البدري لاعبيه في بدء مهمته، أتى بعد أن أتمت الإدارة تعاقداتها، وانطلق البدري في مهماته المعلنة، مضيفا إليها مهمة أخرى تبقى في عقله دائما: "بناء الثقة مع الجماهير".
 
رغم أن الوداد المغربي حرم البدري من بطولته الأفريقية الثانية كمدير فني، إلا أن سداسية في مرمى النجم ببرج العرب كانت عنوانا لنجاح البدري في كسب ثقة الجماهير، هذه المباراة كانت 
كانت بداية جديدة للأهلي مع حسام البدري.
 
كتالوج
"أكثر ما تعلمته من البدري هو اللعب بإيجابية على المرمى بشكل مستمر وأيضا القيام بالدور الدفاعي والتحرك بشكل جيد داخل الملعب". يقول إسلام محارب الذي لم يبدأ أي مباراة من أصل 18 في الدوري المصري، ورغم ذلك سجل 4 أهداف.
 
تصريح اللاعب إلعائد إلى الأهلي بعد تجارب محلية آخرها مع سموحة، يقود إلى "كتالوج" حسام البدري.
 
يفضل البدري اللاعبين الذين يتمتعون بالسرعة ويقدمون أدوارا مركبة، يفسر هذا لماذا يفضل البدري مؤمن زكريا وعبد الله السعيد ووليد سليمان، رغم اعتراض قطاع كبير من الجماهير على تواجدهم طيلة الوقت.
 
يفسر تصريح محارب أيضا كيف يعمل البدري كثيرا مع لاعب لا يعد أساسيا في نظر الجماهير، فيرى المدرب أن تجهيز البدلاء باستمرار يشكل ضغطا على كل اللاعبين الذين يشاركون كأساسيين، ويجدد الدوافع لدى الجميع أيضا.
 
تجديد الدوافع والحفاظ على مستوى البدلاء، أمران لم ينجح فيهما مدربون عالميون. ريال مدريد مع زين الدين زيدان وقبله كارلو أنشيلوتي، حصد كل شيء في موسم ولكن الموسم التالي كان كارثيا، لكن البدري لم يقع في هذا الفخ.
 
شخصية عنيدة
البدري رجل عنيد، لا يتلفت كي يصل، تحدى الجميع وصمم على وليد أزارو الذي كيل له الهجوم من معظم المتابعين والمحللين لسوء مستواه وإهداره الفرص السهلة، اليوم أصبح أزارو هدافا للدوري يحطم الأرقام.
 
صالح جمعة وأحمد الشيخ وعماد متعب كلها مسببات صداع، الجماهير تنادي بهم دائما، ويلقون دعما جماهيريا هائلا يفوق بعض الأساسيين في الفريق، لكن الأمر لم يمثل شيئا للبدري الذي لا يرى سوى النتائج. 
 
عاصفة التغيير
انتخابات شرسة شغلت مصر كلها لفترة ليست قصيرة، محمود الخطيب ومجلسه يتسلمون السلطة من مجلس محمود طاهر.
 
في الخلفية قصة رحيل البدري إلى ليبيا في الوقت الذي كان يشغل فيه الخطيب منصب نائب رئيس النادي، الكل يتوقع الإطاحة بالبدري في أقرب وقت أو بنهاية الموسم على الأكثر. 
 
هبوط مفاجئ في النتائج وتذبذب في المستوى مع تسلم الخطيب للسلطة، "البدري مرعوب"، "البدري يريد إفشال الخطيب" اتهامات أنهاها البدري بفوز ثلاثي على الزمالك في يناير وبطولة السوبر ضد المصري.
 
حب 
الرجل العابس معظم الوقت يتمتع بحب لاعبيه عكس ما قد تشير إلى عصبيته و"تكشيرته" التي تلازم وجهه. جونيور أجاي ووليد أزارو يشكرانه ويعدانه سبب انضمامهما لمنتخبي بلادهما.
 
مع عودة قائد الفريق حسام غالي في يناير، روج البعض إلى أن عودة اللاعب جاءت رغم أنف المدرب، وتوقع الجميع ألا تطأ أقدام حسام غالي أرض الملعب إلى نهاية الموسم، إلا أن فور وصول البطاقة الدولية للاعب رأينا غالي يشارك "مشاركات ليست شرفية"، عاد لأداء الدور الذي التزم به مع البدري في الموسم الماضي "مشاركة محسوبة في دقائق معينة لفرض السيطرة على وسط ملعب الفريق وقتل المباريات". لم يبتعد الكابيتانو في المباريات الأخيرة لشيء سوى الإصابة، وسيعاود الظهور مجددا فور شفائه.. هل يلعب غالي أيضا رغم أنف المدرب العنيد؟!.
 
للحق، يفوز البدري مؤخرا في معاركه داخل وخارج الملعب، نضوج واضح في الشخصية، وثقة اكتسبها بعمل جاد ونتائج مميزة وعروض رائعة، كسب البدري معظم الجماهير واللاعبين، واجتاز بالفريق منحيات صعبة طيلة الموسم، فاستحق التحية والتقدير.
 
رسالة البدري الأخيرة تشير إلى أين وصل الرجل في ولايته الحالية:
 
"لن أغادر الأهلي مهما كانت المغريات أو العروض".