التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 03:22 م , بتوقيت القاهرة

موسم الهجرة إلى الشبكات الاجتماعية البديلة لـ"فيس بوك"

فشل عملاق الويب "جوجل" في إزاحة "فيس بوك" عن عرش الشبكات الاجتماعية، حتى مع ظهور زر "+1" الشبيه بأيقونة الـ"Like" على "فيس بوك"، ولو لا رغبة عدم إخلاء ساحة الشبكات الاجتماعية، لكان "جوجل" قد أعلن إغلاق منصة التواصل لديه "Google +".


رغم جميع ممارسات استخدام شبكة "فيس بوك"، التي وصفها بعض الناس بانتهاك للخصوصية، استطاع الموقع أن يتصدر قائمة الشبكات لمدة 12 عاما، ويعود ذلك لعدة عوامل، أولها بساطة التصميم وعدد المستخدمين الضخم، وثانيها الانطباع الراسخ في أذهان المستخدمين، الذى يربط مفهوم شبكات التواصل بالعلامة التجارية لشركة زوكربيرج.



لكن مع ظهور ما عرف بسياسات الدفع مقابل الانتشار على "فيس بوك"، رغم أن الموقع مجاني، وسيظل كذلك حسب وعود الإدارة، أجرى "فيس بوك" تعديلا على سياسات الاستخدام بوضع قيود على ظهور منشورات إلا في حالة الدفع، ما أثار سخط المستخدمين، وأفسح المجال لظهور شبكات بديلة.



ألش خانة تعلن الرحيل



تضم صفحة "ألش خانة" على موقع "فيس بوك" ما يقرب من مليون ونصف عضو، وهي صفحة سياسية ساخرة لديها برنامج كوميدي على موقع "يوتيوب"، وتحظى بتفاعل جيد.


في مارس الماضي، نشرت الصفحة تدوينة بعنوان "تعالوا أما أحكيلكوا مارك زوكربيرج عامل إيه فى فيسبوكه"، أعلنت من خلالها الرحيل بسبب التضرر من سياسات الدفع مقابل الانتشار إلى شبكة اجتماعية أخرى هي "جداري".




انطلقت "جداري" كشبكة اجتماعية مصرية منذ مارس 2012، وهي لا تطرح نفسها، في الوقت الحالي، كبديل لـ"فيس بوك"، ويتضح ذلك من خلال زيارة الموقع الذي يمكن الدخول إليه والتسجيل عن طريق حسابك الشخصي على "فيس بوك"، وهو ما يفسره مؤسس الموقع ورئيسه التنفيذي، علي زويل، قائلا: "نحن نقدّم خدمة مكمّلة لفيس بوك، جداري شبكة تواصل مصممة خصيصا لكل من لا يرضى عن جميع شبكات التواصل الاجتماعي غير الواضحة المعالم المتوفرة حاليا". 


حسنا يمكن لمستخدمين أن يقبلوا هذا مؤقتا، ولكن ماذا عن المستقبل؟


ترفع "جداري" شعار "معا أفضل"، في محاولة لاستعادة مفهوم الشبكات المحلية، والذي استطاع "فيس بوك" أن يجعله جزءا من الماضي، أما عن نقاط التمايز، فيقول زويل لمنصة "ومضة" لريادة الأعمال، إنه هناك ثلاث ركائز تهم المستخدم، وهم: "الخصوصية والحيادية والحياة الجماعية".


وعلى مدار الأيام الماضية تحدثنا عن حجم البيانات وسوء إستغلالها، لذا نحتاج هنا أن نركز على مفهوم العضوية في "جداري"، حيث يقول المدير التنفيذي والشريك المؤسس بالشبكة، محمد باز إن الخصوصية والأمن أمران بالغا الأهمية في الموقع.


أما مطور ألعاب الفيديو ، عمر عيشة، فيوضح أن الشبكة تستهدف مستخدم يرغب في ألا يصير سلعة استهلاكية، وتستطيع "جداري" أن تصبح بديلا قويا، خاصة في المنطقة العربية، لكن الأمر كله يعتمد على تجربة المستخدمين لديها، ومدى صمودها أمام عروض الشراء السريعة.


 



 



المثلية الجنسية ترفض أسئلة مارك



ثلاثة أسئلة لن يتخلى عنهم "فيس بوك"، تاريخ الميلاد ورقم الهاتف والاسم الحقيقي.


في سبتمبر 2014، حذر موقع "فيس بوك"، أحد المستخدمين من حذف حسابه بعد 14 يوما، بسبب استخدام اسم مستعار، الخبر تم نشره على أحد مواقع دعم حقوق المثلية الجنسية، الذي رفض ذلك الإجراء، لأنه قد يعرّض بعض المثليين للمشكلات.


ووفقا لسياسة الاستخدام يجب أن يكون حسابك الشخصي باسمك الحقيقي، كما هو مدرج في بطاقة الائتمان أو رخصة القيادة أو بطاقة الهوية، ما يعني أنك ملزم بنشر معلومات حقيقية عنك، تمكن إدارة الموقع من تتبعك أينما كنت.


وعندما يشك "فيس بوك" في حقيقة هويتك الشخصية، سيطالبك بتحميل نسخة من "كارنيه الجامعة أو جواز السفر" الخاص بك، وهو أمر مبالغ فيه، حتى وإن كان الغرض منه، الحد من حوادث التحرش أو بعض الممارسات غير القانونية.




تشدد إدارة "فيس بوك" بحجة السلوك المسيئ على الموقع، جعل منها شبكة محافظة وغير حيادية، ما أفسح المجال لشبكة جديدة أكثر ليبرالية هي Ello، والتي أعلنت في بيان رسمي أن عدد المنضمين حديثا بلغ 31 ألف مستخدم جديد في الساعة.



 



وحتى الآن لم تزل الشبكة في إطار التجريب، والانضمام إليها يعتمد على دعوات خاصة، لكنها أحدثت نقلة في عالم السوشيال ميديا، بفضل الركائز التي تؤكد عليها "شبكة بسيطة الاستخدام غير معقدة، وخالية من الإعلانات، تلك هي مفاصل فيس بوك التي تضرب عليها بعزم واضح".


 





قد تتحول "إلو" أو "جداري" ببساطة لـ"فيس بوك" جديد، فقط علينا أن نعود بالزمن لنتخيل حال "فيس بوك" في بداياته، قبل أن ينضم إليه مليار و200 ألف مستخدم، أو على حد خيال بعض المستخدمين: كيف سيكون حال "فيس بوك" لو ظهر في زمن التسعينيات؟



"فيس بوك" نفسه يعي هذا، ويسعى إلى التوسع بضم أعداد جديدة لمستخدمي الإنترنت، محاولات زوكربيرج لغزو كوكب الصين تعد مثالا جيدا على هذا، ما يجعلنا نخشى على هذه الشبكات الوليدة من أن تلحق بـ"Diaspora" و"App.net".


لكن تذكر جيدا أن هذا وحده يتوقف على مدى وعيك بمدى استغلال المواقع لبياناتك الشخصية.