التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 09:09 م , بتوقيت القاهرة

الشمس في "أزايز" !

لو كنت مستثمرا لذهبت إلى شرم الشيخ في المؤتمر الاقتصادي ومعي مشروع جريء وطموح لاستغلال منطقة أهرامات الجيزة بأفكار تجعل التراب ذهبا!


عندنا الأهرامات، ليست فقط أحد عجائب الدنيا السبع، إنما أعظمها وأجملها وأقواها، الشاهدة على أسرار عمرها آلاف السنين، ومع ذلك لا نكسب من الأهرامات أكثر مما يكسبه مقهى يقدم القهوة والسندويتشات!


يمكننا أن نقدم سياحة العالم إلى الأهرامات مباشرة، مطار في أقرب نقطة ممكنة للأهرامات مع فنادق سبعة نجوم فاخرة بكل ما يمكن أن يقدم لسائح غني، يمكن أن يأتي لمدة 48 ساعة إلى أهرامات الجيزة، يرى شموخها وعبقريتها، ويجلس على حمام السباحة يستمتع بالهواء والشمس والمنظر.


لا يريد أي سائح سوى هذه الساعات القليلة التي ينسى فيها الدنيا، ويدفع في المقابل كل ما تطلبه منه، يجب أن نعيد بيع الأهرامات وشمس الأهرامات مرة أخرى، وأن يتم إخلاء المنطقة من العشوائيات التي اقتحمتها بقوة حتى أفسدت رهبة وعبق وعبقرية المكان التاريخى.


كم يمكن أن يتكلف مشروع يتم فيه عمل حرم للأهرامات ممتد، مع إقامة فنادق فاخرة، ومحلات لبيع كل ماهو مصري، من النسخ المقلدة للآثار إلى رمل الأهرامات إلى الصناعات اليدوية المصرية.


لنفترض أن هذا المشروع سيتكلف 20 مليار دولار، نتفاوض مع هيئات عالمية للمساهمة فيه بمنح لا ترد، ويساهم عشرات المساهمين والمستثمرين فيه، يمكن لـ 2 مليون سائح فقط أن يعيدوا ثمن التكلفة فى أقل من عامين، إذا تم تسويق جيد وإدارة جيدة للمشروع العملاق.


مصر ترابها ذهب، وهواؤها ذهب، ولديها بحر أبيض وبحر أحمر ونهر النيل من ذهب، وشمسها ذهب، أين المشكلة ؟ كيف يمكن لوطن يملك كل هذه الثروات ولا يكون لديه أمل في أن يكون أغلى بلد فى الدنيا.


إننا يمكن أن نقتبس الأفكار الجميلة ونطبقها كما هي على حياتنا، المسألة ليست حتى في احتياج إلى ابتكار، دبي اقتبست تجارب سنغافورة وهونج كونج، وطبقتها كما هي ونجحت في وقت قصير للغاية تحويل التراب إلى ذهب.


نحن أغنى من دبي في ما نملك من إمكانيات، لكننا فى احتياج إلى أفكار وحرية وقوانين مشجعة وحازمة وإدارة جيدة حتى لو استوردناها كما نستورد الحكام الأجانب للمبارايات المهمة.


مصر بلد غني جدا، لا أعرف لماذا نهمل ما نملك ونبحث عما لا نملك.


أرجو أن ينتهي مؤتمر مصر الاقتصادي في شرم الشيخ بأحسن مما نتوقع، لا يهمني الأرقام التي ستعلن في نهايته، بقدر مايهمني حقيقتها ودقتها، وألا تكون أرقاما على ورق، وأن نبدأ من هنا حلما كبيرا.


يمكننا أن نضاعف دخلنا القومي في أقل من ثلاث سنوات، أن يشعر كل مواطن مصري أنه شريك فى كل مشروع يتم على أرضه.


أتمنى أن ينتهي المؤتمر الاقتصادي، ونحن قادرون على إطلاق الخيال إلى أبعد مدى، وأن يقتنع العالم أننا قادرون بالفعل على أن نبيع الشمس فى " أزايز" !