التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 08:54 م , بتوقيت القاهرة

إيكونومست: الهواتف الذكية تسيطر وترسم ملامح الكوكب

كان ظهور التليفونات الذكية بمثابة فجر هذا الكوكب، في يناير 2007، عندما أظهر الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" الأمريكية ستيف جوبز لوحا مصنوعا من المعدن والبلاستيك والسيليكون، واعدا بأنها "سوف تغير كل شيء"، بحسب صحيفة "الايكونوميست"، ولم يمر أكثر من ثمانية سنوات، لتجسد أجهزة "الآي فون"  تكنولوجيا القرن الـ21.


وأضافت الصحيفة البريطانية البارزة أن الهواتف الذكية ربما أثارت الاهتمام جزئيا بسبب انتشارها السريع، حيث أنها أصبحت الأدوات التكنولوجية الأكثر مبيعا في التاريخ بعد أن تجاوزت الإقبال الكبير الذي شهدته الهواتف المحمولة التي سبقتها، كما أنها تباع بشكل أفضل من أجهزة الكمبيوتر الشخصية بنسبة أربعة إلى واحد.


نصف سكان العالم


نصف سكان العالم حاليا يحملون هواتف ذكية، وسوف يقفزون إلى 80% خلال عام 2020، بحسب الصحيفة البريطانية، حيث اخترقت تلك الهواتف الحديثة كافة شؤون الحياة، حيث يفضلها المراهقون البريطانيون عن أجهزة التلفزيون والكمبيوتر، بل والألعاب الإلكترونية، في حين أن 80% من أصحاب تلك الهواتف يتابعون الرسائل والأخبار من خلالها خلال 15 دقيقة من استيقاظهم.


وأوضحت الصحيفة البريطانية الاقتصادية أن قوة هذا النوع من الهواتف يكمن في حجمها وقدراتها الكبيرة على الاتصال، إذا ما قورنت بأجهزة الكمبيوتر العملاقة، حيث أن تلك الأجهزة لا تعرف الكثير عن صاحبها، في حين أن الهاتف يصاحبه حينما يسافر، ويعرف كذلك المواقع التي يقم بزيارتها، كما أنها تهرف المواقع التي يزورها، والحالة الصحية الخاصة به.


تلك المعرفة التي يحظى بها الهاتف الذكي لا تقتصر على الجانب الشخصي لصاحبه، ولكن أيضا تمتد إلى الجوانب المهنية، وبالتالي فيمكن في المستقبل أن يقوم الهاتف بالعديد من الخدمات لصاحبة، منها نصيحته بتغيير وظيفته أو ربما تقديم النصيحة للذهاب إلى الطبيب للعلاج من مرض ما ربما قبل أن يعرف هو حالته الصحية.


مخاوف كبيرة


إلا أنه بالرغم من المزايا الكبيرة التي تقدمها تكنولوجيا الهواتف الذكية، فإن هناك بعض المخاوف، التي يستحضرها البعض، بحسب الصحيفة، حيث أن الاستخدام المتزايد لهذا النوع من الهواتف ربما يتسبب في الإصابة بانثناء الرقبة، بالاضافة إلى زيادة المخاوف من جراء الإصابة بما يسمى "نوموفوبيا"، والتي تعني التخوف من جراء عدم وجود المحمول.


مخاوف أخرى تدور حول اقتحام خصوصية الآخرين، هكذا تقول الصحيفة، فالهواتف الذكية تجعل من يقف بجانبك بمثابة ناشر لأكثر الأمور خصوصية في حياتك، كما أنها ستفتح الباب أمام أكثر الأنظمة الديكتاتورية في العالم للتجسس على معارضيهم وراعايا بلادهم.


تحد للديكتاتوريين


غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث أن تلك الهواتف التي سوف تسمح للديكتاتوريين انتهاك خصوصية معارضيهم، سوف تكون الوسيلة الأسهل والأرخص لفضح وحشيتهم وقمعهم، بحسب "الإيكونوميست"، كما أن سوف تساعد حركات المعارضة على التوافق والتوحد والالتئام، وبالتالي ستمثل تحديا كبيرا للأنظمة السلطوية حول العالم.


من ناحية أخرى أظهرت الدراسات أن زيادة استخدام الهواتف الذكية يفتح الباب أمام زيادة النمو الاقتصادي، حيث انها تساعد بصورة كبيرة في إعادة تشكيل صناعات بأكملها، كما أنه يساعد على مزيد من الإبداع على هذا الكوكب من خلال تطبيقاته العديدة التي يمكن تطويعها في هذا الصدد.