التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 03:04 م , بتوقيت القاهرة

"سيمبيان".. وزمن الموبايلات الجميل

في الوقت الذي تعيش فيه الأجيال الجديدة عصر الشاشات "التاتش"، وواجهات المستخدم السهلة ذات الألوان الزاهية، وهواتف أندرويد الذكية، لا يزال جيل التسعينيات ومن يفوقهم في العمر يذكرون شيئا من الماضي يحمل اسم "سيمبيان".


طفرة


في عام 1998، حينما كشفت شركة Symbian Ltd النقاب عن نظام تشغيلها "سيمبيان"، كان الأمر بمثابة اختراع جديد فتح عيون العالم على فكرة استخدام التطبيقات على الهواتف المحمولة، من خلال إتاحة منصتين للمطورين لتطوير التطبيقات، وهما UIQ وS60، والثانية تعتبر الأشهر نتيجة لاعتماد هواتف شركة نوكيا الفنلندية عليها، فيما يخص تطوير التطبيقات لفترة طويلة.


وقد تأسست تلك الشركة من خلال تعاون بين شركة Psion للبرمجيات وعدد من مصنعي الهواتف المحمولة، وهي نوكيا وإيريكسون وموتورولا، والتي دعمت استخدام نظام التشغيل الجديد حينها، على أجهزتها المحمولة، باعتباره أحدث ما توصلت إليه التقنيات البرمجية في مجال أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة آنذاك.


التطوّر


طورت مؤسسة Symbian نسخة جديدة من نظام التشغيل في 2009، وهو الشكل المتعارف عليه على الهواتف المحمولة من ماركات مختلفة، مثل سامسونج ونوكيا وإريكسون وسوني، واتخذت شهرتها الحقيقية بسبب منصة تطوير البرمجيات S60 والتي طورتها الفنلندية نوكيا.


وبعد فترة، وتحديدا في الربع الرابع من 2010، صدرت منصة تطبيقات جديدة وهي Symbian^3، وكان أول هاتف استقبل تطبيقات خرجت من عباءة المنصة الجديدة هو هاتف نوكيا N8.



وفي مايو 2011 خرجت نسخة جديدة من "سيمبيان"، وهي Symbian Anna، وتلتها نسخة Nokia Belle في أغسطس من نفس العام.


شكليات


اشتهر نظام التشغيل "سيمبيان" بواجهتي إستخدام هما "S60"، و"AVKON"، وكلتاهما تعتمد على واجهة مستخدم يتم التحكم فيها من خلال لوحة مفاتيح الهاتف، مهما كان نوعها، ولكن بعد تطوير منصة تطوير التطبيقات إلى "Symbian^3"، أصبح الأمر مختلفا، حيث تضمنت أداة جديدة لتصميم وعرض التطبيقات وهي QT Framework.


تميزت واجهات استخدام "سيمبيان" على فكرة قوائم عرض التطبيقات التقليدية، وهي ميزة اقتبستها إصدارات نظام التشغيل "أندرويد" وكذلك iOS، ولكن الجديد الذي قدمه "سيمبيان" وقت نزوله وأذهل العالم هي مسألة تمكين المستخدم من إضافة شخصيته على شكل واجهة هاتفه، من حيث فكرة الموضوعات Themes، والتي كانت تمكنه من تغيير شكل خلفية الهاتف، وكذلك شكل العناصر والمجلدات على الهاتف.



 


Snake "التعبان"


من أشهر الألعاب التي عشقها العالم فور إطلاقها لأول مرة على هاتف نوكيا 3310، وقد تم استخدام إطار العمل QT لتصميمها.



بوابة الإنترنت


يعتبر نظام التشغيل "سيمبيان" هو الأول من نوعه الذي يستخدم منصة WebKit لإعداد متصفح إنترنت خاص به، وقد أطلقت شركة نوكيا متصفحا جديدا خاصا بها مع إطلاق إصدار Nokia Anna، والذي قدم سرعة أعلى في التصفح، وكذلك واجهة استخدام مطورة.


حصن أمني


من أفضل ما يميز نظام "سيمبيان"، بمختلف إصداراته، الناحية الأمنية التي اهتم بها مطوروه بشكل كبير منذ إصداره الأول، حيث يعتمد على نفس نموذج الحماية في نظام تشغيل Unix مفتوح المصدر، والذي يقوم على فكرة ربط أداء أي مهمة بالحصول على إذن مباشر من جانب المستخدم، وبالتالي في حال استقبل المستخدم ملف ما عبر الاتصال بجهاز آخر بتقنية البلوتوث، وفي نفس الوقت كان هذا الملف محملا ببرمجية خبيثة، تمت كتابة كودها بحيث يتم تفعيلها بمجرد وصول الملف إلى جهاز الضحية، لن يحدث ذلك إلى بعد أن يظهر للمستخدم رسالة تنبيه توضح أن هناك شيء ما يجري على هاتفه.


سلبيات


من أبرز السلبيات التي واجهها "سيمبيان" هو فكرة التنقل بين لغات الكتابة المختلفة، حيث أن مسألة تغيير لغة الكتابة من لغة لأخرى، ومن ثم العودة إلى اللغة الأولى مرة أخرى يعتبر أمرا مضيعا للوقت ويستلزم أداؤه القيام بعدد كبير من الخطوات، وذلك مقارنة بحركة أو اثنتين على أجهزة "أندرويد" الحديثة بسحبة بسيط من أصابع المستخدم على لوحة المفاتيح الافتراضية.


في المرتبة الثانية من السلبيات تأتي فكرة عدم توافق مختلف التطبيقات على مختلف إصدارات "سيمبيان"، حيث أن تطبيقاته لا تدعم فكرة العمل على مختلف إصداراته، بحيث أنه في كل مرة يتم إطلاق إصدار جديد، يصبح من الضروري تطوير تطبيقات جديدة خاصة به، بإعتبار أن تطبيقات الإصدار الأقدم لا تتوافق مع الإصدار الحديث.


النزع الأخير


خرج آخر نفس من جسد "سيمبيان" عندما أعلنت نوكيا في يونيو 2013، أن هاتفها Nokia 808 PureView هو آخر الهواتف الذي سيحمل في طياته "سيمبيان"، معلنة بذلك شهادة وفاة نظام التشغيل الذي وضع أفكار راسخة سار عليها صناع أنظمة التشغيل فيما بعد، والتي قامت عليها صناعة الهواتف الذكية .